صنعاء و دمشق ومشروع الهيمنة
بقلم | عبدالفتاح علي البنوس
فجر السبت شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا عدوانا ثلاثيا سافرا على سوريا، مستهدفة العاصمة دمشق بصواريخ الغدر والإجرام في محاولة من هذه الدول لتركيع وإذلال القيادة السورية وإجبارها على التسليم بولاية ترامب والانخراط ضمن الدول الخاضعة لمشروع الهيمنة الأمريكية.
مغامرة غير محسوبة النتائج وحماقة جديدة تضاف إلى سلسلة الحماقات الأمريكية البريطانية الفرنسية في المنطقة ، إصرار على التأزيم والتصعيد والتوتر ، حيث جاء العدوان الثلاثي على سوريا بعد ساعات من اجتماع لمجلس الأمن بطلب روسي لمناقشة الأوضاع في سوريا ، والذي أكد فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن الحل للأزمة السورية يكمن في الحوار السياسي لا في التدخل العسكري ، الاجتماع الذي شهد إتهامات أمريكية وأوروبية مدفوعة الثمن للجيش العربي السوري باستخدام أسلحة كيماوية في دوما السورية والذي منح الضوء الأخضر للشيطان الأكبر أمريكا وبريطانيا وفرنسا للاعتداء على سوريا المقاومة والممانعة والعروبة ، والذي كشف حجم الدور الذي تلعبه سوريا في دعم محور المقاومة ، والإنزعاج الشديد الذي يبديه الأمريكان والقوى المتحالفة معهم والذين لا يريدون الأمن والاستقرار لسوريا لضمان أمن واستقرار الكيان الصهيوني الذي يرى في القيادة السورية حجر عثرة تحول دون تحقيق أهدافه ومخططاته ومشاريعه الاستيطانية التوسعية في المنطقة ، فالقاصف في سوريا هم الحقراء الأجراء ، والمقصوف هي دمشق المقاومة والعروبة والقومية ، والتي لن يزيدها هذا العدوان إلا ثباتا وصمودا وإصرارا على تطهير سوريا – كل سوريا من دنس الجماعات الإرهابية والإجرامية وقوات الغزو والاحتلال مهما بلغت التضحيات ومهما بلغ حجم ومستوى التآمر .
وفي بلاد اليمن السعيد تقصف صنعاء الحضارة والتاريخ والأصالة والمعاصرة ، الحضن الآمن لكل اليمنيين من قبل تحالف البعران الذي يقوده غلمان آل سعود بقيادة الغر محمد بن سلمان والمسخ محمد بن زايد ، وتقصف معها العديد من المحافظات اليمنية ، لأن اليمنيين وقيادتهم الثورية الوطنية رفضوا مشروع الهيمنة الأمريكي ولم يقبلوا على أنفسهم العيش تحت نظام الوصاية السعودية ، وقرروا أن يكون قرارهم مستقلا وأن تكون إرادتهم يمنية ، تماما كما هو حال القيادة الشعب السوري ، وهذا ما لا ترغب فيه العبرية السعودية وممالك بعران الخليج الذين يرون في مشروع الممانعة والمقاومة المناهض لمشروع الهيمنة والغطرسة الذي تقوده أمريكا وتمثله السعودية والإمارات وبعران الخليج في المنطقة العربية .
واللافت في مسألة العدوان على سوريا واليمن هو أنه ورغم مرور سنوات عديدة عليهما لم تتغير معادلة الصراع على الأرض، إذ لا يزال الصمود والثبات العنوان الأبرز وما تزال كفة الجيش العربي السوري والجيش واللجان الشعبية اليمنية هي الراجحة وما تزال الغلبة لها رغم كل فارق الإمكانيات وحجم التآمر الكبير الذي يحاك على البلدين من قبل أعداء الحياة وتحالف الشر الذي يلعب بالنار ويحاول جر المنطقة والعالم إلى حرب عالمية مدمرة تأكل الأخضر واليابس ، ورغم الاخفاقات والهزائم المتكررة التي تتجرعها القوى المعتدية على سوريا واليمن إلا أن الحماقة والغباء الأمريكي والسعودي والإماراتي لا يزال متواصلا ولن يتوقف إلا بعد أن يقع الفأس على الرأس وتجد السعودية والإمارات نفسيهما في الهاوية السحيقة التي لا تستطيع الخروج منها .
بالمختصر المفيد، العدوان الثلاثي على سوريا والعدوان العالمي على اليمن وصمة عار في حق العالم أجمع وجريمة كبرى لا يمكن إغفالها أو تجاوزها ، ولن تمر مرور الكرام ، ولن تسقط جرائمهما بالتقادم ، ولن تحصد غير الفشل والخسران في الدنيا قبل الآخرة ، وسيأتي الدور على بعران الخليج ليكتووا بنيران الهيمنة والغطرسة الأمريكية بعد أن تستنزف الخزينة السعودية وبعد أن ينضب نفطها وتجف ضروعها ، وحينها لن تجد من يتأسف عليها أو من يتعاطف معها ، بعد أن خسرت الجميع بتصرفات غلمانها الرعناء ، وممارساتهم الطائشة ، ومغامراتهم الإجرامية التي طال ضررها الجميع دون استثناء .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.