الخبر وما وراء الخبر

عام بالستي: معادلة أطلقتها القيادة وترجمها الميدان

92

ذمار نيوز | محمد فايع ــ المسيرة نت 25 رجب 1439هـ الموافق 11 إبريل، 2018م

بعد مرور ثلاثة أعوام من العدوان ألأمريكي السعودي على اليمن، ظلت لعنة الصواريخ الباليستية تؤرق مملكة الشر بعد أن وقفت عاجزة عن تدميرها أو الحد من عمليات إطلاقها وتطوير قدراتها، حتى دفاعاتها الأرضية المضادة للصواريخ تم تحييدها ولم تعد فاعليتها مطمئنة في ظل التحديثات الباليستية اليمنية، وهذا بدوره جعل مثل هذه الصواريخ أوراقاً لتغيير أي معادلة عسكرية، وجعلها تتربع على قمة الضرورات العاجلة، وجدية مساعي الدول الخليجية لامتلاكها، أو الحد منها.

على مسار الترجمة الميدانية لمعادلة الردع الجديدة التي أعلنها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال احياء منسابة ذكرى الصمود اليمني للعام الثالث وتوعد قوى العدوان الأمريكي السعودي بفرضها نفذت قوة الشعب اليمني الضاربة جيشا ولجان شعبية ممثلة بالقوة الصاروخية والجوية تهديدات السيد القائد بتصعيد جوي وصاروخي غير مسبوق على العاصمة السعودية الرياض وعدة أهداف حيوية في مدن سعودية عدة.
وأعلنت القوة الصاروخية اليمنية مساء اليوم الأربعاء إطلاق عدة صواريخ بعيدة المدى من طراز بركان 2H الباليستي على وزارة الدفاع السعودية وعدة أهداف لم تكشف عنها في العاصمة الرياض.

كما قصفت القوة الصاروخية مبنى التوزيع بشركة أرامكو السعودية وعدة أهداف أخرى في نجران بواسطة صاروخ بدر1 الباليستي قصير المدى فيما شهدت جيزان ضربة صاروخية مماثلة بدفعة من صواريخ بدر1 استهدفت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وعدة أهداف أخرى لم تكشف عنها القوة الصاروخية اليمنية.

وفي وقت سابق اليوم تعطلت الملاحة بمطار أبها بعد استهدافه بأول عملية للطائرات اليمنية بدون طيار، حيث أعلن سلاح الجو المسير أن طائرة قاصف1 نفذت أولى عملياتها بضرب مطار أبها في عسير بعدة غارات ومثلها على شركة أرامكو في جيزان.

وفيما زعم التحالف اعتراض الصواريخ، قالت وكالات أنباء عالمية نقلاً عن سكان أنهم سمعوا دوي ثلاثة انفجارات عنيفة في الرياض وكذلك قال سكان نجران وجيزان.

الناطق الرسمي باسم القوات اليمنية أكد أن “الضربات البالستية تجسد مرحلة الاعتماد على الذات التي أعلن عنها الرئيس الصماد” مضيفاً “سنقصف منشآتهم العسكرية والاقتصادية وأي مفاصل استراتيجية مؤلمة للسعودي ونحن نعرف كيف نختار أهدافنا بعناية”.

وأعلن العميد شرف لقمان الناطق باسم الجيش اليمني أن “القوة الصاروخية والبحرية والجوية يعملون للوصول إلى مرحلة تحقيق معادلة الردع” مضيفاً أن القوات جاهزة لتنفيذ ما أعلن عنه الصماد. وقال العميد لقمان “نحن لا نهدد فقط إعلامياً إنما بناءً على معطيات وكلام الرئيس الصماد أمر تنفيذي وسنشاهده في الأيام المقبلة”.

وأوضح العميد لقمان أنه لن يكون هناك استهداف للمدنيين في السعودي بل “قواعد عسكرية ومنشآت اقتصادية” مضيفاً أن “الأهداف الموجودة لدينا تمثل أهدافاً استراتيجية وهي في مرمى نيراننا وستكون موجعة للعدو” بحسب قوله.

وكشف ناطق قوات صنعاء عن وجود كميات كبيرة من الصواريخ وأنه جرى تحويل بعض الصواريخ المضادة للطائرات إلى صواريخ بعيدة المدى.
وكان الرئيس اليمني صالح الصماد قد أعلن أمس الأول أنه سيتم إطلاق صواريخ يومية على السعودية كاستراتيجية للعام الرابع من الحرب الذي وصفه بعام الحسم حتى يتم إيقاف الحرب على اليمن، فيما كان الرئيس صالح الصماد بدوره دشن العام الرابع من الصمود والنفير العام في مواجهة العدوان.

وأكد الصماد أن المجتمع هو القوة الحقيقية التي تسند أي حكومة أو قيادة، لذلك خسر العدوان في رهانه على عمالة أبناء الشعب اليمني الذين ازدادوا صموداً وثباتاً، وتعمقت بينهم وبين القيادة أواصر التلاحم والصمود.
وفي حديثه عن مسار المعركة العسكرية ومفاجآتها، قال الرئيس الصماد: ” إن هذا العام سيكون عاماً باليستياً بامتياز، وسيدشن خلال الفترة القادمة إطلاق صواريخ كل يوم، ولن تسلم مملكة الشر من صواريخنا مهما حشدوا من منظومات دفاعية”.

ولفت الرئيس الصماد إلى أن الجبهة الداخلية أقوى من أي وقت مضى، وأي رهان على تفكك الجبهة الداخلية هو رهان خاسر. وأضاف” المسؤولية على عاتقنا هي نفس المسؤولية على أبطالنا في الجبهات ويجب أن يدرك الجميع ذلك ويجسدوه في الواقع العملي”.

وفي سياق ترجمة تهديدات السيد القائد ورسائل الرئيس الصماد تعرضت قوى العدوان أمس الثلاثاء لصاروخين باليستيين استهدفا معسكرين للجيش السعودي أحدهما يضم إلى جانب القوات السعودية جنوداً سودانيين، في ظل توسع ملحوظ لمروحة الأهداف في العمق السعودي وتصاعد كبير للهجمات الصاروخية.

كما أطلقت القوة الصاروخية اليمنية صاروخين باليستين أحدهما من طراز بدر1 قصير المدى استهدف معسكر الإمداد والتموين للجيش السعودي جنوب جيزان، والآخر من طراز قاهر 2M متوسط المدى استهدف معسكر مستحدث يضم القوات السعودية والسودانية في عسير.

ومنذ أطلقت القوة الصاروخية اليمنية 7 صواريخ دفعة واحدة في 25 مارس الماضي عشية الذكرى الثالثة للحرب لم تتوقف الصواريخ عن استهداف السعودية سوى يوماً واحداً في موجة هي الأطول منذ بدء الحرب، بالإضافة توسع ملحوظ لدائرة الأهداف التي يجري ضربها بصواريخ باليستية في عمق السعودية لأول مرة بما فيها الأهداف التي تم ضربها اليوم.

وكانت القوة الصاروخية استهدفت أمس لواء الرادارات السعودي في عسير لأول مرة الأول وفي الرابع من الشهر الجاري استهدفت خزانات شركة أرامكو في جيزان، فيما تعرض معسكر الجربة السعودي في ظهران عسير لأول استهداف بواسطة صاروخ باليستي في الثاني من الشهر الجاري، وفي الأول من الشهر الجاري تم إطلاق صاروخ باليستي نوع قاهر تو إم على معسكر سعودي مستحدث بأطراف جيزان.
وفيما تتسع دائرة الأهداف في العمق السعودي أظهرت القوة الصاروخية تحدياً للأقمار الصناعية والطائرات الاستطلاعية عندما صعدت اليوم ضرباتها الباليستية مطلقة صاروخين على السعودية، لتؤكد جدية الاستراتيجية التي أطلقها صالح الصماد باستهداف يمني يومي للسعودية بعدد غير محدود من الصواريخ حتى تتوقف الحرب.

اليمنيون قيادة وشعبا وقوة ضاربه حزموا امرهم على مواصلة عامهم الرابع باستخدام هذه الورقة المزعجة، ويؤكدون على لسان رئيسهم- أنهم لن يتوقفوا لحظة في إطلاقها، وأن هناك مفاجآت أخرى ستجعلهم يتجرعون علقم الندم، وإذا كانت الفزاعة الإيرانية قد أرّقت نومهم وأفرغت خزائنهم وهي مجرد وهم، فعليهم أن يدركوا حجم ما سيلاقونه في حضرة الصواريخ اليمنية التي باتت حقيقة.

على نفس الصعيد فيما تتعاظم القوّة والحضور العسكري للجيش اليمني ولجانه الشعبية فيما يقارب خمسين جبهةً، ثمة حضورٌ شعبي قوي لم تغيّره نوائبُ الدهر ولا جرائم العدوان، فالشعب مازال يخرج بذلك العنفوان الذي خرج به في اليوم الأول من العدوان إنْ لم يكن أكثر قوةً وحضوراً، ومن يراقب المشهد اليمني، ستتعزز لديه هذه القناعة، فلا تكاد تخلو مناسبة إلا ويخرج الشعب منتفضاً بنفس الزخم الثوري، وكان آخرها خروج اليمنيين في كل المدن اليمنية للتنديد بجريمة اغتصاب فتاة يمنية في مدينة الخوخة الساحلية.