الخبر وما وراء الخبر

فضيحة أدعياء الديمقراطية

65

بقلم / محمد المنصور

محمد بن سلمان بات محلَّ ترحيب العواصم التي تدّعي احترامَ الديمقراطية وحقوق الإنْسَان، ففي لندن وواشنطن العاصمتين اللتين زارهما ابن سلمان على التوالي وباريس الّتي بدأ يزورُها اليوم، أجزمُ بأنه لم يتطرق أحدٌ من مسؤولي تلك العواصم لملف انتهاكات حقوق الإنْسَان والحُكم الرشيد في السعودية (معتقلي الرأي وهم بالآلاف – التمييز المذهبي – اضطهاد العمالة الوافدة… إلخ).

كمَا لم يتطرق مسؤولو بريطانيا وأمريكا وفرنسا لموضوع العدوان السعودي على اليمن إلا من ناحية عرض إبرام عقود لصفقات تسلح جديدة مع السعودية، وليس مهماً مطالبُ أوساط سياسية ومنظّمات حقوقية داخل تلك الدول بوقف مبيعات الأسلحة للسعودية.

العداءُ لإيران والتقارُبُ السعودي الحثيث مع الكيان الصهيوني بات أيضاً من الجوانب التي تحبّب محمد بن سلمان إلى الأوساط السياسية والاقتصادية والصناعية والإعلامية في تلك البلدان التي تشكّل أضلاع مثّلث الشر الاستعماري القديم الجديد.

اليومَ بات صُنعُ القرار السياسي في واشنطن ولندن وباريس وغيرها يخضَعُ لتأثير مباشر من قوى المال وكارتيلات صناعة النفط والسلاح والإعلام الخاضِع لموجّهات اللوبيات الرأسمالية المسيحية الصهيونية.

يمثّل ترامب النموذجَ الصارخَ لقوى التطرّف الرأسمالية الصهيو مسيحية في أمريكا المعروفة بعدائها الصارخ للإسْلَام، وللقيم الإنْسَانية والعدالة الاجتماعية..

وينكِرُ الحقَّ للأقليات في الهِجرة والتمتع بأي حقوق داخل أمريكا، كما أن ترامب يقودُ اليوم انقلاباً ضد حرية التجارة العالمية والحفاظ على البيئة، وهي قيم رأسمالية في الأساس تشترك فيها تطلّعات الدول النامية وغيرها.

وحينما يحتفي ترامب بمحمد بن سلمان، ويدعم وصوله إلى العرش السعودي وتوجّهاته باستمرار العدوان على اليمن والعداء لإيران وحزب الله، والسير في مُخَطّط القضاء على القضية الفلسطينية تحت عنوان صفقة القرن، فإنّه في الحقيقة يؤكّد طبيعةَ الدور الموكَل إلى ابن سلمان تنفيذُه في السعودية والمنطقة، وبالمثل تفعَلُ لندن وباريس في تكريس ابن سلمان.. فهل ينجَحُ بذلك الدور؟.