الخبر وما وراء الخبر

رسـل الـسلام

61

بقلم | عـبدالله علي صبري

بارتفاع وتيرة إطلاق الصواريخ البالستية، باتجاه العمق في الأراضي السعودية، تكون بلادنا قد أسست لعامل محوري من عوامل الردع وتوازن الرعب مع تحالف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته، ما يجعل فرصة الاقتراب من السلام أكبر من أي وقت مضى، ذلك أن العدو لم يأبه للكارثة الإنسانية التي حاقت باليمن بفعل الحرب والحصار، بل ظل يستمرئ تصاعد وتيرتها ورقعتها، ظنا منه أنها قد تكون سببا في إخضاع وتركيع الشعب اليمني.

واليوم، فإنه يعرف أن لا سبيل لإيقاف البأس اليماني إلا بالدخول في مفاوضات مباشرة من شأنها إيقاف الحرب والتوتر في المنطقة، بما يساعد اليمن والسعودية على تثبيت الأمن والاستقرار، والاتجاه نحو البناء والتنمية والرفاه الاقتصادي.

يدرك ابن سلمان أن مشاريعه السلطوية السياسية والاقتصادية، لا يمكن أن ترى النور فيما ركائز الاقتصاد السعودي، وعلى رأسها شركة أرامكو النفطية تتعرض لوابل من الصواريخ اليمنية، كما يعرف جيدا أن رؤيته للسعودية 2030، المشكوك في جدوائيتها، لا سبيل لتحقيقها في ظل الحرب المستعرة على اليمن، فكلما توسعت رقعة الحرب وتصاعدت عمليات الدفاع اليمنية، كلما تراجع المناخ الاقتصادي، وغدت دولة آل سعود طاردة للاستثمار وللمشاريع العملاقة التي يراهن عليها بن سلمان في الوصول إلى عرش المملكة، بعد أن أحرق عدة مراحل، وبات قاب قوسين أو أدنى من الخطوة الأخيرة، ما لم تحدث مفاجآت خارج الحسابات.

من هنا تصبح القوة الصاروخية اليمنية بمثابة رسل السلام، فبالإضافة إلى دورها في إرساء معادلة التوازن، فإنها قد تفضي إلى تحريك المفاوضات السياسية، بالتزامن مع الجولة الجديدة التي استهلها المبعوث الأممي الجديد لليمن مارتن غريفث، وشملت العاصمة صنعاء، وما انطوت عليه من مقترحات عملية يمكن أن تشكل أرضية للحل الشامل بأبعاده السياسية والإنسانية والأمنية.

ولا شك أن وقع الصواريخ اليمنية سيضطر آل سعود للانضمام إلى أية مفاوضات مقبلة، بغية تأمين أراضيها بشكل عام وحدها الجنوبي على نحو خاص. وحتى لو تعثرت المفاوضات على المدى القريب، فإن معادلة “أوقفوا غاراتكم الجوية نوقف صواريخنا”، ستبقى حاضرة وضاغطة على آل سعود، الذين لا بد لهم أن يعترفوا بالأمر الواقع إن أرادوا أن يخرجوا من مأزقهم في اليمن بأقل الخسائر!!