الخبر وما وراء الخبر

اليمن… احداث الجنوب…النظريات الثلاث تكشف حقيقة الامارات والسعودية

67

في نفس الوقت التي تسعى دويلة الامارات أن تصفي حسابات مع شريكتها في العدوان على اعتبار أنها تريد أن تهيمن على المطارات والجزر والشواطئ، وهذا ليس رأيها وإنما هي تعمل على تنفيذ أفكار أسيادها البريطانيين والأمريكان والإسرائيليين.

وبحسب المراقبون، ما يحدث في المحافظات الجنوبية هو تحصيل حاصل، وهو حرب بالوكالة، وللأسف اليمنيون من ينفذونها، فهي حرب سعودية إماراتية.

في جنوب اليمن تدور رحى الحرب بالوكالة، هذا مايعتقده الكثيرون من المتابعين للملف اليمني، وان الشرعية كلام واهي وعاري عن الصحة، ولا توجد أي شرعية وما يحدث في عدن والجزر يهددان الملاحة الدولية وسيادة البلاد، ويثبت عدم وجود أي سلطة على الأرض وأن القرار اليمني مستلب في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف .

حكومة الفار هادي المستقرة في فنادق الرياض وضعت الجزر والمناطق الجنوبية تحت وصاية قوى التحالف والاجانب، حيث ان الجماعات الارهابية المدعومة من قبل الامارات والسعودية تسيطر على عدن ومعظم المحافظات الجنوبية، و يسعى التحالف ان يعزز قواته في اطار ما يسمى مجموعات المقاومة الشعبية والقوات الشبوانية وغيرها، لكن بالاصل كلها مستخلصة من التنظيمى القاعدة وداعش.

مرت اربعة اعوام منذ اعلان العملية العسكرية المسمى بـ “عاصفة الحزم” بحجة اعادة الشرعية من قبل محمد بن سلمان بمشاركة الامارات وبعض الدول العربية في قتال اليمن وقمع الثورة، لكن لم تحقق تلك القوى الجبارة والتي تسيطر على سماء الشمال والجنوب أي نتائج تذكر واعتبر البعض ان هذه القوة الجبارة عبارة عن نمر من ورق، سوى مزيد من الخراب والدمار والدم وتحويل البلاد لمقبرة كبيرة وتأجيج الصراعات الطائفية والعرقية.

وان هذه التداعيات لم تكن فقط في المحافظات الشمالية للبلاد، بل سربت هذه التداعيات الى المحافظات الجنوبية، وتعمل آلة الإعلام الجهنمية لتكذب كل الوقائع، وتؤكد تماسك التحالف ومتانة العلاقة مع الجنوبيين، و ساءت حالتهم، ولم يكن للدعم السعودي أو الإماراتي الأثر الكبير على الأرض.

التوغل الاماراتي في المحافظات الجنوبية، وزرع قوات موالين لها والسيطرة على الموانئ والجزر وما يقارب نصف المحافظات في جنوب البلاد، اثار مخاوف النظام السعودي، وهذا الامر كان بمثابة حرب بالوكالة في التحالف، وقاد الجنوبيين الى مصير مجهول.

اليوم الجنوب المحتل وعدن المستعمرة اعادت الى زمن الاستعمار البريطاني في الجنوب منذ منتصف القرن التاسع عشر، وحتى رحيل تركيا مطلع القرن.

في هذا الحرب (بالوكالة بين الامارات والسعودية في الجنوب) يقف خلفها دولتين وهما الولايات المتحدة الامريكية والتي تمثلها السعودية وبريطانيا التي تمثلها الامارات، وان حرب الوكالة في عدن، تهدد الاستراتيجية الأمريكية البريطانية ليس في اليمن فقط بل وفي الخليج.

والخطر يأتي على نحو التالي وهو:

الاول: الخلاف في التحالف يهدد المصالح البريطانية الامريكية ليس فقط في اليمن بل على مستوى الخليج باسره وربما المنطقة، كما ان هذا الخلاف سوف يؤدي الى توسيع النزاع المسلح بين الحلفاء، بالرغم ان هذا الخلاف قد سبب في انتشار العنف وعدم الاستقرار واستمرار الاغتيالات.

الثاني: ومن جهة اخرى، يرى البعض، ان هذا الخلاف بين قوى التحالف، استراتيجية بريطانية، اي، اخلق النزاع واحكم، في الاصل ان الخلاف ليس بين الامارات والسعودية وباعتبار اخر خلاف بريطاني امريكي، بل الخلاف بين الجنوبيين واليمنيين لاشغال بعضهم ببعض على خلفية الصراعات الطائفية والعرقية.

الثالث: وعلى رأي اخر من قبل معهد امريكي، ان التنافس بين الإمارات والسعودية في اليمن او الخلاف، سوف يؤدي إلى تفاقم الأزمة في جنوب اليمن ويسهل الامر الى تقسيم اليمن وهذا هو مطلوب والهدف الرئيسي لادارة التحالف.

وفي الختام… ان ما يجري في الجنوب، هي مؤامرة احيكت على ظهور اليمانيين والجنوبيين لرعاية المصالح الامريكية البريطانية الصهيونية في المنطقة، وجاءت هذه الخطوة بعد فشل ورقتى العسكري والحصار من قبل التحالف بقيادة الرياض، كما ان الولايات المتحدة الامريكية تسعى ان تخرج حليفتها الاولى في المنطقة من المستنقع اليمني لكن ليس بسرعة بل بعد حلبها وحل القضايا الاقتصادية الامريكية على حساب دماء الشعب اليمني.

*النجم الثاقب