البالستية اليمنية: دقة التوقيت… وعظمة الإنجاز… وصدق وعود القائد، (قادمون في العام الرابع).
اعداد / أمين النهمي
التعتيم السعودي الذي كان في السابق للتعاطي مع الصواريخ اليمنية خرج إلى العلن، وصنعاء ليست أقل حرمة من الرياض، قصر بقصر ومطار بمطار، ومع دخول العام الرابع تتوالى الباليستيات اليمنية بشكل مستمر على مطارات المملكة ومعسكراتها، وما على المهفوف ومعاونيه من حاشيته سوى جمع حطامها بمعية الأمريكان، ومعرفة الجهة المصنعة لها، وشراء مواقف إدانتها، والتباكي لدى مجلس الخوف، وتوجيه أصابع الاتهام لإيران وحزب الله لتهريب الصواريخ إلى اليمن، والقادم أشد وأفضع.
قبل ثلاثة أعوام؛ وهي تدمر المطارات اليمنية، لم تكن جارة السوء السعودية بحاجة إلى إدانات المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وأخذت مشهد الصدارة في قتل الأطفال والنساء والمدنيين، وتدمير البنية التحتية في اليمن؛ وفي مقابل ذلك امتص اليمنيون صدمة العاصفة، وبمرور الوقت بدأت تظهر قدرات عسكرية صاروخية يمنية المنشأ والهوية، تعامل معها النظام السعودي بداية الأمر على أنها مقذوفات، وعشية العام الرابع كانت المفاجأة.
*دقة التوقيت.
عاصفةُ الحزم ترتدُّ على السعودية لحظة انطلاقتها بدفعة باليستيات يمانية ضربت مطارات وأهدافاً استراتيجيةً في الرياض ونجران وجيزان وعسير، وحالةُ الارتداد لم تقف عند حد المواقف والوعود الرنّانة، فحتى صواريخ الباتريوت الأمريكية ارتدّت على سكان الرياض، فوسّعت خسائرَها.
*الانتشاء والبكاء.
مع انتهاء الشهر الأول من العدوان وبشكل مفاجئ، أعلن ناطق العدوان العسيري منتشيا أن عاصفة الحزم حققت جميع أهدافها؛ بما فيها حماية أمن بلاده وجيرانها من تهديد الصواريخ الباليستية والتي قال إنه جرى تدميرُها بالكامل.
واليوم يقف بديله في نفس المكان متباكيا، وأَصْبَــح سقفَ الطموحات ومنتهى الآمال إدانة قصف الرياض بالصواريخ الباليستية، وحشد المواقف الدولية لإيقافها وخفض معدلاتها ومدياتها..
الإمارات هي الأخرى بعد استهداف مفاعلها النووي “البراكة” بصاروخ باليستي من نوع كروز المجنح في 3 من ديسمبر 2017، والذي يبلغ مداه 1200 كلم، تعلن تأجيل افتتاحه للعام القادم 2019م.
حيث نقلت رويترز عن مصدر إماراتي في 22 مارس 2018، إن أول مفاعل نووي في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان من المقرر افتتاحه العام الماضي، تأجل افتتاحه مجددا إلى 2019 بسبب مشاكل في التدريب، دون أن تكشف السبب الحقيقي وراء تأجيل الافتتاح، والذي يأتي نتيجة استهداف صاروخ يمني له في وقت سابق.
ومحطة براكة البالغ قيمتها 24.4 مليار دولار هي أكبر مشروع قيد الإنشاء في العالم لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، وستكون الأولى في العالم العربي.
ويرى مراقبون أنه لايمكن أن يفتتح مفاعل (براكة) النووي الإماراتي قبل إنهاء الحرب على اليمن.
*صدق وعود القائد.
مع دخول العدوان للعام الرابع، كشفت القوة الصاروخية اليمنية التابعة للجيش واللجان الشعبية الخميس الماضي عن صاروخ تكتيكي قصير المدى “بدر1″، والذي يعمل بالوقود الصلب، حيث تم تدشينه باتجاه شركة أرامكو السعودية في نجران، والتي تعتبر إحدى المناطق الاستراتيجية الاقتصادية للمملكة.
وعشية الذكرى الثالثة للصمود تحدث قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه عن أهمية الصمود وأن الشعب اليمني مقبل على العام الرابع بصواريخ جديدة بعيدة المدى؛ وذات صنع محلي تمتلك القدرة على اختراق المنظومة الدفاعية للعدو..
وسرعان ما تم عقب خطاب السيد القائد إطلاق مجموعة من الصواريخ الباليستية على عدد من المطارات الدولية والاقليمية في المملكة السعودية، لتؤكد صدق الوعود التي أعلن عنها السيد القائد في خطابه بالقول”قادمون في العام الرابع بمنظوماتنا الصاروخية المتطورة والمتنوعة التي تخترق كل أنواع أنظمة الحماية الأمريكية”.
*التخبط والفشل السعودي.
وفيما أعلنت السعودية اعتراض صاروخ في سماء الرياض وتجاهلت الكشف عن مصير الصواريخ الأخرى، إلا أن القوة الصاروخية أكدت في بيان لها أن الدفاعات الجوية السعودية فشلت في اعتراض كل الصواريخ، كما نقلت وكالة رويترز عن مراسليها سماع صوت انفجار مدوي في الرياض قبل منتصف الليل، فضلاً عن ذلك تناقل سكان العاصمة الرياض، ومدينة جيزان، ونجران، وأبها على مواقع التواصل الاجتماعي عن سماعهم دوي انفجارت عنيفة إثر وصول الصواريخ الباليستية إلى أهدافها.
*المعادلة تغيرت، والمفاجآت قادمة.
مساعد ناطق الجيش اليمني العقيد عزيز راشد أكد أن العام الرابع ليس كما قبله لأن المعادلة تغيرت وموازين القوة تبدلت والمفاجآت قادمة بمزيد من الخطوات العسكرية الضاربة، وقال راشد في تصريحات “للمسيرة نت “: إن الضربات الباليستية الواسعة في عمق العدوان هو حصاد ثلاث سنوات من الأبحاث المتسارعة والذي تمخض عن هذا العمل امتلاكنا قوة صاروخية رادعة استطعنا تدشين العام الرابع من العدوان وا لصمود بالانتقال من مرحلة أحادية الضربات إلى دفعات من أعداد الصواريخ الباليستية.”
وأضاف” أن هذه الضربات جاءت وفاءً لوعد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي كان واثقاً في خطابة من دقة الصواريخ وعلامات الثقة التي كانت واضحة على محياه وهذا يدلل على تحويل الأقوال إلى أفعال تكتيكية واستراتيجية في الميدان، لافتاً إلى عدم مقدرة اعتراض الصواريخ دليل بأنهم يعتمدون على قاعدة رخوة غير قادرة على حمايتهم بقدر ما تنهب أموالهم ونعتهم بالبقرة الحلوب دليل استخفاف أمريكي بهم وهذا شيئ مؤسف”.
*شهادات عالمية بفشل الباتريوث.
صحف عالمية عديدة تناولت الحدث الاستثنائي للبالستية اليمنية، حيث قالت مجلة نيوزويك الأمريكية: إن مقاطع الفيديو التي وصفتها بالفضائحية أظهرت أن اثنين من صواريخ الباتريوت، أمريكية الصنع، فشلت في الجو، ولم تنجح في التصدي للصواريخ الباليستية اليمنية، كما أن واحدا آخرا ظهر وكأنه منزلق في الاتجاه المعاكس ليسقط على الأرض بصورة مفاجئة.
ورأت المجلة إلى أن فشل الباتريوت يمكن أن يكون بمثابة إغراء للجيش واللجان الشعبية لتوجيه مزيد من الضربات، التي يمكن أن تهدد أمن السعودية.
ونقلت المجلة الأمريكية عن جيفري لويس، مدير برنامج منع انتشار الأسلحة في شرق آسيا في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، قوله: “رغم ادعاءات السعوديين بنجاح المنظومة السعودية، إلا أنه يبدو أن هناك صاروخان فشلا بشكل كارثي”.
وتابع “إحدى تلك القذائف بدت وكأنها فشلت في الجو وانفجرت دون إسقاط هدفها، فيما يبدو أن الصاروخ الثاني استدار سريعا بصورة كارثية نحو الأرض”.
وأضاف “يمكن أن تجعلنا تلك المقاطع أن نذهب لنقول إن الإصابات أو الخسائر في الأرواح الناجمة ربما تكون الاعتراضات السعودية الفاشلة قد تسببت فيها، أكثر من الصواريخ الحوثية”.
*تداعيات العملية
هذه العملية النوعية كانت لها عدة تداعيات منها:
الأول: تراجع مؤشر البورصة السعودية، بعد تعرض المملكة لهجوم صاروخي من الأراضي اليمنية، مما أثار مخاوف المستثمرين، وهذا ما حذر عنه السيد القائد.
وتراجع المؤشر العام السعودي 0.5 بالمئة، وذلك وفقاً لـ”رويترز”، وبحسب بيانات وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية، انخفض مؤشر البورصة السعودية بنسبة 0.36% أو 28.14 نقطة، إلى 7814.49 نقطة.
الثاني: حالة الفوضى غير المسبوقة في الاجواء الخليجية؛ خصوصاً السعودية وارتباك الطائرات المدنية العالقة في الأجواء، وهذا ما نقله موقع “فلاي رادار” العالمي المتخصص في تتبع رحلات الطيران حول العالم، حيث نشر صور كشف عن الطائرات المتوجهة إلى مطارات السعودية وخصوصاً في العاصمة الرياض اضطرت للبقاء في الأجواء والقيام بالتحليق في مسارات دائرية مختلفة بالإضافة إلى تأخرها عن الموعد المحدد لهبوطها.
الثالث: مضحك ومحزن في آن واحد؛ وهو أن الأنظمة العربية -الموالية للنظام الأمريكي- وبعد ثلاث سنوات والشعب اليمني يعاني من استمرار استهدافه بعشرات الالاف من الصواريخ من النظام السعودي والإدارة الأمريكية، وبمجرد بضع صواريخ يمنية استهدفت مناطق عسكرية في السعودية قامت هذه الأنظمة العميلة “السخيفة” بالتضامن مع النظام السعودي المجرم والتنديد باستهداف السعودية بالصواريخ.
*مواقف وفاء وإشادة.
سيد المقاومة حسن نصرالله وصف هذه العملية بالقول: أن اليمنيين يحققون إنجازات هائلة رغم ضخامة العدوان السعودي الأميركي.
وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية فقد السيد نصر الله إلى المقارنة بين إمكانيات اليمنيين اليوم بما كانت عليه قبل ثلاث سنوات عندما كان هذا البلد خاضعاً لاحتلال سعودي غير مباشر، واعتبر أن وصول سبعة صواريخ يمنية إلى سماء الرياض عشية ذكرى العدوان -26 مارس- «إنجاز عسكري ضخم وهائل»، بغض النظر عما إذا كانت أصابت أهدافها في هذا المطار السعودي أو ذاك.
وعلق الكاتب والمحلل السياسي/ ناصر قنديل على الضربة البالستية بالقول:
تواصلت الحرب السعودية، ومرت سنة وسنتان وثلاث وها هي الرابعة تبدأ، والرياض من فشل إلى فشل، والصواريخ التي أرادت جماعة السعودية إراحة «إسرائيل» من خطرها صارت سلاح الردع الذي يرسم معادلة اليمن، والذي تتّجه المساعي لجعله طرفاً في التسوية وفقاً لمعادلة، وقف الصواريخ على العمق السعودي مقابل فك الحصار الجوي والبحري عن اليمن، وتستمرّ الحرب ويسقط الأمل السعودي بالفوز بها، ويرسم صمود اليمن صورة المنطقة بتحويل السعودية من دولة إقليمية كبرى إلى دولة مأزومة تبحث عن مخرج لمأزقها.
*رسالتنا للعدوان.
ما أشار إليه فخامة الرئيس الصماد في خطابه التاريخي صبيحة السادس والعشرين من مارس 2018م بميدان السبعين؛ أن هذه الصواريخ التي تم تدشينها في العام الرابع “ما هي إلا رسائل سلام مشرّف لمن أراد السلام؛ إذا أردتم السلام، أوقفوا غاراتكم نوقف صواريخنا”، فضلا عن إن اطلاق الصواريخ الباليستية في الوقت الراهن، وبعد أن قرع التحالف (مجلس الأمن وأمريكا وبريطانيا) على طبول الأمن وا لاستقرار، تعتبر رسالة تحذيرية لوقف الحرب ورفع الحصار، على أن اليمن لم ولن يعول على المجتمع الدولي بما فيها الامم المتحدة، بل اليمانيون كان توكلهم منذ بدء العدوان على الله وصمود الشعب، وهذا ما اشار اليه قائد الثورة اكثر من مرة في خطاباته، والقادم اعظم…