الخبر وما وراء الخبر

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ

88

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}(البقرة: من الآية216) لكم باعتبار رؤيتكم، ونفسياتكم، وفهمكم للأشياء، وإلا فالواقع، لو أن الإنسان يتأمل يتذكر بشكل جيد لرأى بأنه ليس القتال بالشكل الذي تكرهه. عندما تنظر إلى قضية واحدة هو أنه: أن كل إنسان سيموت، أليست هذه قضية معروفة؟ كل إنسان سيموت، وكل إنسان يلاقي في هذه الحياة أشياء تتعبه، ويعاني منها. أليست هذه قضية معروفة؟ إذاً فالقتال ما هو؟ غاية ما هناك أن تقتل، ألست ستموت وإن لم تقتل؟ أليس الأفضل لك أن تستثمر موتك فتقتل في سبيل الله؟ أفضل من أن تموت فلا يحسب لك موتك شيء؟.

إذا أنت مثلاً تخاف من الموت كموت، فالله جعل من يقتل في سبيله حياً أي: أن الشهداء هم لا يموتون فعلاً، تراها في الأخير قضية لو يتأملها الإنسان حتى وإن كان ضعيف نفس، وإن كان يتخوف من الموت، إذا أنت تخاف من الموت حاول أن تقتل في سبيل الله شهيداً؛ لأنه بالعملية هذه أنت قهرت الموت فعلاً، ولم يكن الموت بالنسبة لك إلا نقلة قد تكون ربما [ثواني] قد تكون [دقائق] وتنتقل إلى حياة أبدية في نعيم، وفرح، واستبشار، ورزق كما ذكر الله في آية أخرى ولهذا لم يقل {وهو كره}لم يقل: {وَهُوَ كُرْهٌ} هذه قضية هامة أن كل ما أمرنا الله به، كل تشريعات الله ما فيها كره هي، هي. قد يكون المحيط الذي نحن فيه هو الذي يجعل القضية ونحن نتحرك فيها، فيها نوع من الكره، لكن هناك في دين الله، في هدي الله ما يعطيك دفعة كبيرة إلى أن تتجاوز كلما تراها كرهاً، كلما تراها صعوبات وأنت تقوم بالعمل الذي أمرك الله أن تتحرك فيه فقط أنتم {كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}(البقرة: من الآية216) لأن الإنسان لا يعلم الغيب والإنسان وكثير من الناس تكون نظرته محدودة، نظرته قاصرة ومحدودة {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}(البقرة: من الآية216) ربما قد تكرهون شيئاً هو في الواقع هو خير لكم، وأنتم تحبون الخير، وهو معلوم أن الإنسان نفسه في حياته يعمل أشياء فيها كره له عندما يكون فاهماً أن وراءها خيراً.

[الدرس العاشر]