الخبر وما وراء الخبر

عام دراسي جديد..رغم أنف العدو

243

تحقيق / نجلاء علي الشيباني // صحيفة الثورة


الخوف من الضربات الجوية وأصوات الانفجارات المدوية لم يمنع وزارة التربية والتعليم من الإعلان عن إطلاق العام الدراسي الجديد وكذلك أولياء الأمور من دفع أبنائهم صوب المدارس متحدين الظروف الحالية التي فرضتها على اليمن قوى العدوان الخارجي ولكن قناعة أولياء الأمور والجهات المختصة بقيمة التعليم وأهميته للرقي بعقول الشباب وبناء البلد دفعهم للتكاتف والعمل كيدً واحدة في طريق بدء الدراسة لهذا العام وهذا ما رصدته الثورة في الأيام الأولى للدراسة من خلال هذا التحقيق مع الجهات المختصة والذي تضمن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لضمان استتباب العملية التعليمية وسلامة الطلاب وتشجيع أولياء الأمور لإرسال أولادهم إلى لمدارس .

فرحة الطلاب لا توصف فهم يعودون إلى مدارسهم بعد إجازة طويلة الطالب حسين محبوب / لم يتمكن من النوم من شدة فرحته بالعام الدراسي الجديد وبدا متحمساً هو وزملاؤه للدراسة هذا ما أكده الطالب محبوب وأضاف: بعد أجازة طويلة خفنا أن نكون قد نسينا المنهج لكن هذه الأيام تقوم مدارسنا بإعطائنا المنهج التكميلي الذي بدوره ينشط ذاكرتنا وأعاد رغبتنا للدراسة مجدداً دون خوف من الضربات .
أما الطالبان في المرحلة الأساسية علي العزيزي وإياد السقاف لم يخفيا فرحتهما لبداية العام الدراسي الحالي رغم انهما كما يقولان انتقلا من مدرستهم السابقة التي كانا فيها إلى مدرسة قريبة من منزلهما لكن هذا لايهم فالأهم هو عودتهم للدراسة وأضافا: نحن قد ملننا البقاء في المنازل ولهذا فنحن منذُ أول يوم دراسي التحقنا بالمدرسة وسعداء لذلك ولا يهمنا أصوات الانفجارات والطائرات الأهم هو أن ندرس .

تأجيل الدراسة

تمنيت من وزارة التربية والتعليم ان نقوم بتأجيل العام الدراسي إلى ما بعد شهر نوفمبر الحالي حتى يستقر الوضع في البلاد ونعرف تماماً كيف سيكون الوضع الحالي ولكن لن نترك للعدوان الغاشم أن يحطم مستقبل أولادنا بمنعهم عن الذهاب للمدرسة ونحن بدورنا دفعنا بهم للمدارس وتركنا الأمر لله وحدة ماهو مكتوب سوف يصيبنا
تتفق معه فاطمة الرميثة ولية أمر بأن دفع الأبناء للمدارس هو أمر في غاية الأهمية حفاظاً على مستقبل أبنائنا فضياع عام دراسي كامل ليس بالأمر السهل … ولكنها في نفس الوقت لا تستطيع أن تخفي مخاوفها من أي حالة تفجير أو ضربات من قبل العدوان السعودي وهذا ما تسبب بخوف شديد على الطفال بسبب بعده عن أسرته والمنزل ولهذا اضطرت لإخراج أبنائها من المدرسة الحكومية لأنها قريبة من منطقة القصف وتسجيلهم في مدرسة خاصة وسط حي قريب من منزلها برغم ما يشكله هذا القرار من تكاليف مالية تقصم الظهر خاصة في هذه الأيام .

أسئلة مشروعة

فيما تشكو أم الطالبة سعاد أحمد من أن المدارس الحكومية القريبة من منزلها رفضت قبول ملف أبنائها الذين كانوا يدرسون في مدارس خاصة في مدرستهم والسبب كما قيل لها ازدحام عدد الطلاب المسجلين لهذا العام في المدارس الحكومية وهي لم تجد حلاً لأبنائها فالمدرسة الخاصة التي كان يدرس بها أبناؤها أغلقت أبوابها وسعاد بدورها حريصة على تسجيل أبنائها في المدرسة
عبد الحميد الوصابي ومحمد الهتاري وعبد الجبار قائد أولياء أمور يتساءلون عما أذا كانت وزارة التربية والتعليم قامت بإجراءات أمنية لضمان سلامة أبنائهم في المدارس إذا حدث قصف أو ضربات جوية من قبل العدوان الغاشم بصورة مفاجئة من حين لأخر .

قرار صائب

ترى المعلمة غنية الاديمي / مدرسة الفضيلة / بأن العودة للمدرسة أمرا ضروري للغاية والطلاب أذا ما بقوا في المنازل أكثر من ذلك قد يؤدي هذا الأمر إلى تأثرهم بالسلب من الناحية النفسية والتعليمية فيما بعد لهذا فهي ترى بأن العودة للدراسة أمرا مهما ولا بد منه رغم كل الظروف والأزمات الخاصة بالبلاد وهذا الإجراء يصب أولاً وأخيراً في مصلحة الطالب
فيما تؤكد المعلمة الهام الكميم / مدرسة ابن خلدون / بدورها على ضرورة التزام أولياء الأمور بإحضار أبنائهم للمدارس خوفاً على مستقبلهم وترك الأمر لله وحده وظروف البلاد لانعلم متى سوف تحسم, وأبناؤنا الطلاب لا بد لهم أن يتعلموا خاصة بعد الإجازة الطويلة التي قضوها في البيت وتضيف الحضور في مدرستنا جيد جداً والالتزام من قبل الطلاب في المرحلة الأساسية والثانوية أكثر من المتوقع وهذا الأمر إيجابي .

حضور غير متوقع

لا زال الخوف مسيطر اًعلى بعض أولياء الأمور خاصة أولئك الذين لديهم أبناء يدرسون في الصفوف الأولى هذا ما حدثنا به صالح المؤيد وكيل مدرسة ابن خلدون / ويضيف: الإقبال في مدرسة ابن خلدون في اليوم الأول كان نسبياً يتراوح ما بين 45 – 50 وهذا أمرس طبيعي ومتوقع ولكن بعد مرور اليومين الأولين لبدء الدراسة وجد أن العدد يتزايد في نسبة الحضور بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية بصورة ممتازة وجيدة جداً لطلاب المرحلة الأساسية وجيدة لطلاب الصفوف الأولى علماً بأن المعلمين في المدرسة متواجدون وبصورة مشرفة ونحن بدورنا نتبع قرار وزارة التعليم لأننا نثق بأنها قامت بدراسة عودة الطلاب للمدارس وبصورة تضمن سلامة الطلاب والمعلمين في هذه المدارس .
فيما يرى عبدالله الارحبي وكيل مدرسة بغداد / بأن إقبال الطلاب كان مرتفعاً جدا ًمنذ اليوم الأول للعام الدراسي وتم توزيع المدرسين على الصفوف وكذلك كتب الثاني الثانوي علمي وبدورنا نحث أولياء الأمور على أبنائهم للذهاب إلى المدرسة دون خوف.

قرار حكيم

تصف مديرة مدرسة فجر المستقبل / هدى السعدي / بأن قرار الوزارة ببدا الدراسة بالجيد وتعتبر هذا القرار هو تخطى لحاجز الخوف والقلق لدى الطلاب وأولياء أمورهم في نفس الوقت تضيف: نحن بدورنا أنتضمنا من الأيام الأولى بحسب قرار الوزارة ووقمنا بتدريس المنهج التكميلي في بداية الأسبوع وسوف نبدأ بتدريس المنهج للعام الحالي ونرجو من أولياء الأمور دفع أبنائهم للمدارس حفاظاً على مستقبلهم .
فيما يعتبر محمد الغويدي / مدير مكرز الوحدة التعليمي بأن العودة للمدرسة بمثابة عودة إلى الحياة بالنسبة للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور ولقد شهدت المنطقة أقبالاً غير متوقع منذ اليوم الأول للدراسة سواءً على مستوى المدارس الخاصة أو الحكومية ومن هذا المدارس
مدرسة الكويت ورابعة وأروى و مدرسة خولة وغيرها .. ويضيف الغويدي: إن الحضور المميز أنحصر على المدارس الحكومية فيما قابله تراجع في الحضور بالنسبة للمدارس الخاصة هذا العام .. ويعتبر حضور الطلاب إلى مدارسهم بهذه الصورة هو برهان ساطعا على عظمة اليمنيين وصمودهم ورغبتهم الجامحة في مواصلة الحياة دون انكسار أمام العدوان ومشاريعه الصغيرة لتمزيق وتدمير وهدم أساسيات الحياة أنها رسالة صمود وشموخ.

تطمينات

فيم قال مدير الإعلام والنشر التربوي بمكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة معروف محمد درين : من المتوقع حضور 750 ألف طالب وطالبة مستهل هذا العام الدراسي الحالي والحضور متفاوت مابين مدرسة وأخرى.
وتابع :نستطيع القول بأن الحضور جيد ونطمئن أولياء الأمور بالنسبة لتواجد الطلاب في مدارسهم ، وأكد أن هناك (146) مدرسة متضررة ما بين ضرر كلي وجزئي ، الكلي تم إيجاد بدائل لها وأما بالنسبة للمدارس التي دمرت جزئياً فان الطلاب سوف يدرسون فيها وذلك كون منظمة اليونيسف دعمت هذه المدارس بمبالغ لا تتجاوز ( 200 ألف دولار) وهذا المبلغ زهيد وبالكاد يكفي لترميم الأضرار الطفيفة .
اما فيما يخص الجانب الإعلامي فقد أكد درين :قمنا بتوجيه رسالة إعلامية لأولياء أمور الطلبة عبر وسائل الإعلام تحثهم على ضرورة دفع أبنائهم للمدارس والتأكيد لهم بأننا لم نسمع عن وجود قصف مباشر للمدارس داخل أمانة العاصمة منذ بداية العدوان الغاشم على بلادنا وهذا ما طمأن كثيراً من أولياء الأمور.

الاهتمام بالطلاب

بالنسبة للطلاب النازين فقد أكد درين بأنهم يشكلون عبئا كبيرا على الوزارة في أمانة العاصمة فهم قادمون من كافة محافظات الجمهورية والمناطق المنكوبة مما يشكل زيادة في إقبال الطلاب على المدارس بصورة كبيرة ورغم كل هذه الصعوبات التي تواجهنا ألا أننا سوف نستقبل الطلاب النازحين في المدارس مهما كانت الظروف والطلاب الذين لم تتوفر لديهم وثائق سوف يتم تحديد الفصل الدراسي الذي سوف يلتحقون به من خلال شعبة التوجيه والامتحانات بالأمانة وكذلك قمنا بعمل امتحان دور ثاني بالنسبة للطلاب الذين أتوا امن محافظات لم يمتحنوا بعد من تعز وحجه وعدن وصعدة وغيرها من المحافظات المنكوبة وبهذه الخطوة يمكننا أن نتخطى مرحلة وجود عراقيل بالنسبة للطلاب النازحين والتحاقهم بالمدارس .

إجراءات صارمة

فيما اذا كانت هناك إجراءات يقوم بها مكتب التربية بالأمانة ضد المتغيبين عن العملية التعليمية يؤكد درين بأن مكتب التربية سوف يتخذ الإجراءات الصارمة بحق كل من تغيب عن العملية التعليمية للعام الدراسي الجديد أولاً بتوجيه بالإنذار للمعلمين الذين يستمر غيابهم ما بين ( 10 – 15 ) يوما وسيتم توقيف مرتباتهم وإيجاد البدائل لهم وعلى نفس المنوال سيتم توزيع الإداريين والموظفين في مكتب التربية والتعليم من تربويين و استشاريين للمدارس لتغطية العجز فيها كما أن هناك إجراءات سيتم اتخاذها ضد الطلاب المتغيبين دون عذر وذلك بعدم قبولهم في أي مدرسة للتسجيل فيها بعد مرور شهر كامل كفرصة تمنحها الوزارة لتسجيل الطلاب وبإلتزام حضور المعلمين والمتعلمين للمدرسة ونكون وجهنا رسالة تحد لأعداء الوطن الذي لا يريدون لنا أن ننعم بالأمن ونعيد أبناءنا الطلاب للمدارس ونمارس الحياة الطبيعية
وختم حديثه بتوجيه دعوة لأولياء الأمور والطلاب بالتعاون مع وزارة التربية ومكتب التربية بالأمانة بإعادة الكتاب المدرسي للعام السابق لمدارسهم لتخفيف من الصعوبات التي تواجه الوزارة هذا العام في شحة تواجد الكتاب المدرسي وبأن مكتب التربية من خلال حملة إعلامية توعوية وجهت عبر المساجد والحارات ووسائل الإعلام المختلفة لإعادة الكتاب للمدارس ومن ثم تغطية العجز من مكتب التربية لتوفير الكتاب الدراسي للطلاب .

الأمن والسلامة

فيما نظمت وزارة التربية والتعليم دورة تدريبية في مجال الأمن والسلامة بمدارس امانة العاصمة بالتعاون مع وزارة الداخلية ومصلحة الدفاع المدني وبالتعاون مع قطاع التدريب بوزارة التربية وجمعية الهلال الأحمر اليمني وتهدف لاكساب 350 معلماً ومعلمة مهارات ومعارف الاخلاء والإنقاذ للتعامل مع كل الظروف وخاصة مع استمرار العدوان السعودي على البلاد وأوضح وكيل قطاع المشاريع والتجهيزات المدرسية في وزارة التربية والتعليم عبد الكريم الجنداري على أهمية الدورة المتزامنة مع بداية العام الدراسي خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا .وبدوره طمئن الجنداري أولياء الأمور بأنه تم تسليم كافة احدايثات مدارس الجمهورية للأمم المتحدة لنقلها للعدوان ليعلم أن هذه إحداثيات مدارس لا يمكن الاعتداء عليها وإبلاغها أن اليمن دشنت عاما دراسيا جديدا ولا يمكن أن نوقف مستقبل أبنائنا الطلاب جراء العدوان الهمجي على الوطن وثمن الجنداري جهود مصلحة الدفاع المدني إلى الحفاظ على سلامة المواطن اليمني وخاصة طلاب المدارس .
ومن جانبه أوضح رئيس لجنة الطوارئ العميد / عبد الكريم معياد أن الدفاع المدني يقوم بعدة دورات في المدارس والجامعات في مجال الاخلاء في حدوث أي طارئ وحمل رئيس لجنة الطوارئ دول العدوان والأمم المتحدة مسئولية أي عدوان قد يطال المدراس والمؤسسات التربوية في اليمن.

تعاون مشترك

ومن جانبه دعا نائب وزير التربية والتعليم الدكتور / عبدالله الحامدي الطلاب إلى العودة للدراسة وأولياء الأمور بدفع أبنائهم للتعليم من أجل إنجاح العام الدراسي الجديد لأنهم بهذه الطريقة سوف يوجهون رسالة قوية للعدوان الغاشم بأننا مستمرون في الحياة بصورة طبيعية دون خوف.. وراهن بدوره بالطلاب الذين يعول عليهم بناء مستقبل الوطن فعليهم بالجد والمثابرة لتحقيق الغد المشرق الذي يصبو أليه كل اليمانيين .
وطمأن أولياء الأمور الذين تعاونوا مع الوزارة ودفعوا بأبنائهم إلى المدارس في يومها الأول بأن الوزارة قامت بالتنسيق مع الأمم المتحدة والجهات ذات العلاقة لتأمين المدارس التي تمت الدراسة فيها من أي ضربات من قبل العدوان الغاشم.
ودعا الدكتور الحامدي المعلمين والمعلمات لتعزيز القيم الوطنية وثقافة السلام والتسامح في نفوس الطلاب.
وختم بالقول : الأهم من ذلك كله هو معالجة الآثار النفسية التي تعرض لها الطلبة جراء العدوان الغاشم على بلادنا .