صواريخنا تطير والنفاق العالمي ينبح
بقلم / د. أحمد الصعدي
أخيراً أدركت عصابةُ الحُكم في نجد والحجاز أن الحقَّ حصحص، وأنها لم تعد بقادرةٍ على إخفاء الحقيقة المُرّة وهي: أن عاصمة كيان الطغيان والإرهاب، وكل قلاعه وحصونه لم تعد آمنةً كما كانت في 26/ مارس/ 2015. لو وجد على رأس عصابة الحكم الهرمة والمتشنجة من له تحت العقال ذرة عقل لسأل نفسه: كيف كنا قبل سقوط أولى صواريخنا على صنعاء، وأين صرنا بعد مرور ثلاث سنوات من حربنا الجنونية على كُلّ شيء في اليمن، وكيف ظننا أننا محونا كُلّ شيء وإذا بالمحاصرين المفقرين يحاصرون حصارهم، ويفتتحون العام الرابع من صمودهم بإمطارنا بالصواريخ التي وقفنا عاجزين أمامها!.
إن الحقيقة المرة التي يتجرعها بنو سعود هي أن ((العدو)) الذي ظنوا أنهم قادرون على محوه من الوجود ظهر في مطلع العام الرابع للحرب أَكْثَرَ قوةً، وأَكْثَرَ يقيناً أَخْـلَاقياً بعدالة قضيته، وأَكْثَر إيْمَاناً وثقة بالنصر الذي يعني كسر العدوان وتحطيم الأغلال التي كبلت اليمن وشلت قدراته لعقود من الزمن.
أما الوجهُ الآخر للحقيقة المُرّة فهو أن ترسانةَ وسائل الدفاع التي ظن بنو سعود أنهم بها محصّنون لم تُفِدْهم بقدر ما جعلتهم مغرورين، مؤمنين بقدرة التكنولوجيا الغربية على تحصين مدنهم وحدودهم من ضربات الحق التي يسدّدها اليمنيون ضد عدوان باغ متغطرس.
إنَّ الوجعَ الذي ألحقته صواريخُنا المباركة بجسد الكيان السعوديّ وروحه جعلته يهرَعُ إلى مجلس الأمن طالباً الحماية، ويستجدي بياناتِ الإدانة التي لم تفعل غيرَ الإقرار بالموقف الصعب الذي بات النظام السعوديّ محشورا فيه.
انهالت بيانات التنديد والإدانة بضرباتنا الصاروخية، والتعاطف الحرباوي مع كيان الإرهاب والطغيان والعدوان من الحكومات والمنظّمات الأممية والإقليمية، والشخصيات العائشة على حليب البقرة السعوديّة، واشترك في حملة النفاق هذه من يتمنون إنهاك مملكة بني سعود حتى لا تؤذيَهم في أماكنَ أُخْـرَى مثل روسيا، أَوْ مَن يتمنون لهذا الكيان الهلاك المبين مثل قطر.
كُلُّ هؤلاء وقفوا في بياناتهم ضد صواريخنا وناصروا ((مظلوميةَ)) مصاصي دماء نساء وأطفال اليمن، ورغم أن قلوبَهم في الموقف من عصابة بني سعود شتى، كانوا في إدانة صواريخنا على قلب كلب واحد.
وليعلم النائحون والمستنفرون والمهوِّلون بتصريحاتهم وبياناتهم أن صمتَهم وتواطؤَهم في قتل اليمنيين وحصارِهم لم يضعفا إرادتَه، كذلك لن يخيفَ ضجيجُهم بشأن الصواريخ اليمنية التي تطال عاصمة ومدن مملكة العدوان.
فليعلم عالم النفاق أن صواريخَنا تطيرُ إلى أَهْدَافها وهو ينبح، وأننا نسيرُ إلى هدفنا بإيْمَان وثباتٍ وهو يمنٌ مستقلٌّ وشعبٌ حُــرٌّ.