الخبر وما وراء الخبر

الشروخ تتسع بين هادي وبحاح

84

ذكرت مصادر متعددة أن وساطة فشلت في المصالحة بين عبد ربه منصور هادي، وخالد محفوظ بحاح.
وأوضحت المصادر أن جهود الوساطة قادها كل من مستشار هادي ياسين مكاوي، ونائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، اللذين التقيا الرجلين مرارا، ولكن من دون جدوى.
وترافقت جهود الوساطة مع تطورات مهمة على الأرض، بعزم دولة الإمارات على منع السلاح في عدن، ومحاربة الإرهاب، وهو الملف الذي وضعه بحاح أولوية لحكومته، بينما ظل هادي متحمسا لحسم معركتي مأرب وتعز، ومصمما على أن تنخرط المقاومة الجنوبية فيهما.
إضافة لذلك، خسر هادي تأييد شريحة واسعة من المقاومة الجنوبية، بعد اشتباكات المعاشيق وظهوره ونجله ناصر متلبسين بممارسات التمييز المناطقي، من خلال محاباة مسلحين ينتمون لأبين، وعدم الثقة في من عداهم.
وقالت المصادر إن النقاط الخلافية التي عرقلت التوصل لـ”صلح”، تركزت في:
–    إطلاق هادي يد ابنه جلال في إدارة شؤون المحافظات الجنوبية، وما يسببه ذلك من مشكلات ناجمة عن “العمل الشللي” وقلة الخبرة، والاعتماد على المال في شراء المواقف، واستخدام الإعلام للضغط على بحاح، وعلى كل من يخالف توجهات جلال في كل كبيرة وصغيرة.
–     استمرار هادي في إصدار قرارات التعيين من دون الرجوع لبحاح، وما يمثله ذلك من عزل للأخير، مقابل إمساك المحسوبين على هادي بمفاصل السلطة المفترضة، في حال تحققها فعليا على الأرض.
–    وموقف بحاح المنسجم مع الموقف الإماراتي إزاء حدود وحجم الدور الذي يلعبه حزب الإصلاح في المرحلة الراهنة، وهو ما لم يلق قبولا لدى هادي والرياض.
ولم تتأكد بعد الأخبار التي تحدثت عن لقاء شخصي جمع هادي ببحاح في الرياض، ولا النتيجة التي توصلا إليها. هذا اللقاء على الأرجح عقد قبل التسريبات الإعلامية الأخيرة عن فشل الوساطة، والدليل أنه ظل طي الكتمان، وإلا كان الإعلام الموالي للرياض سيستثمره لتعزيز “جبهة الشرعية” المتصدعة سياسيا وميدانيا.
وفي السياق ذاته، التقى وزير الحرب السعودي محمد بن سلمان خالد بحاح، وعرضت لقطات من اللقاء على شاشات التلفزيون وكأنه لقاء روتيني، بعد فشل ابن سلمان في إقناع بحاح برؤية الرياض، واتساع دائرة الحديث عن تكليف شخصية أخرى بمهام رئيس الحكومة والإبقاء على بحاح نائبا لهادي.
ويوصف خلاف الرجلين بأنه انقسام ولاءات وأولويات، هي في الأساس أجندات خاصة بالرياض وأبوظبي، ولا علاقة لها بما يحتاجه الشعب اليمني بصفة عامة، ولا بمطالب الجنوبيين بصورة خاصة!!

*حصاد اليوم