الخبر وما وراء الخبر

اقتحام العام الرابع

57

بقلم /علي احمد جاحز

قبل ثلاثة اعوم وفي الايام الاولى من اندلاع العدوان الغاشم على بلدنا لم يكن احد يتوقع ان ندخل العام الرابع من الاساس الا وقد حقق العدوان اهدافه ، فضلا عن ان نصمد .

هذا الامر اصبح مستهلكا وتحدثنا عنه كثيرا وبات العدو يفهمه جيدا ويحفظه عن ظهر قلب ، فما الذي لم يفهمه العدو بعد يا ترى ؟

صحيح انه لم يتخيل ابدا ان شعب اليمن الجبار ممكن ان يحول ذكرى العدوان الى مناسبة للاحتفال بالصمود والثبات والشموخ يسخر فيها من فشل العدوان وغرقه في مستنقع واسع وموحل ،

فكيف سيتخيل اننا عشية الذكرى الثالثة سنعلن اقتحام العام الرابع اقتحاما بضربات صاروخية باليستية نزلت كمطر السوء على مدنه ومطاراته وفضحت في لحظة تاريخية القبة الفولاذية الامريكية المسماة باتريوت .

كيف له ان يفهم دلالة هذه التحولات الاستراتيجية في المعركة التي كان يراهن على حسمها بسذاجة وغباء في اسابيع او في شهور ، هاهو اليوم يتجاوز السنوات ولم ينجز شيئا يذكر على مستوى الاهداف التي اعلنها بل صارت تلك الاهداف لعنة وعبئا عليه يتنصل عنها علنا ويضطر لاعلان اهدافه الحقيقية .

اقتحام العام الرابع يحمل رسائل قوية للداخل المتوجس او الخارج المغرور ، وكلاهما ظل يعيش على امل سرابي سرعان ما تبدد امام الحقيقة الصادمة التي تجلت امام ناظر العالم ولم يستطع اي شيء ان يحجبها .

تلك نتيجة حتمية كنا نراها منذ البداية ، نتيجة حتمية لغباء عدونا وحماقته وغباء مرتزقته وورطتهم وغباء من راهن على العدوان وصدقه وجاراه وانتظر انجازاته لسنوات .

وهي نتيجة حتمية لصمود وثبات وتكاتف وتلاحم وقوة وبسالة وايمان الشعب اليمني الابي الذي اظهر تمسكا عاليا بايمانه ان النصر بيد الله وان الطريق القويم والحق لايمكن ان يؤدي الا الى الانتصار والتمكين مهما كانت موازين القوى مختلة .

هانحن بفضل الله نجسد مثالا واضحا للحقيقة التي ظلت العقول والافئدة تخاتلها وتتهرب من الاعتراف بها ، الحقيقة التي تقول مهما كان ضعفك وانت في موقع الحق فما عليك سوى ان تتحرك وستجد الباطل ينهار امام ضرباتك وسلاحك وصمودك وتضحياتك .

سننتصر باذن الله