الخبر وما وراء الخبر

بالمختصر المفيد.. ميدان السبعين ولوحة الصمود

62

بقلم | عبدالفتاح علي البنوس

من كل حدب وصوب توافدوا على ميدان السبعين ، جماعات وفرادى ، كلهم قدموا تلبية لدعوة الوطن لتذكير العالم بأن هنالك في شبه الجزيرة العربية دولة تسمى اليمن ، وفيها شعب يقال له الشعب اليمني ، مضى عليهم ثلاث سنوات وهم تحت القصف والقتل ويتعرضون للإبادة من قبل تحالف قوى العدوان الذي تقوده اليهودية السعودية والإمارات الإسرائيلية ، ومن خلفهم الشيطان الأكبر أمريكا ، ثلاث سنوات والعالم يتفرج وكأنه يشاهد مباراة كرة قدم ، أو فيلما هوليووديا أمريكيا مطولا ، ثلاث سنوات يعاقب اليمن واليمنيون بلا ذنب اقترفوه ،وبلا جريمة ارتكبوها سوى أنهم عافوا حياة المذلة والمهانة

والاستكانة وتمردوا على سياسة الوصاية والتبعية والطاعة العمياء لملوك وأمراء جارة السوء المملكة اليهودية السعودية ، وقرروا التحرر والانعتاق من ذلك والتوجه نحو استقلالية وامتلاك قرارهم وإرادتهم بعيدا عن الإملاءات والتدخلات الخارجية.

وفدوا على ميدان السبعين والأمل يحدوهم بأن يكون احتشادهم المليوني غير المسبوق هو آخر مسمار يدق في نعش العدوان وتحالفه العبري اللعين ، كل هذه الجموع والحشود اليمانية من الجنسين كبارا وصغارا تجاوزوا كل الأزمات والظروف والمنغصات والعقبات وتجشموا الصعاب وتحملوا وعثاء السفر ومخاطره في ظل تحليق الطيران واستهدافه للسيارات والمركبات في الطرقات ليرسموا مع كل أحرار الوطن لوحة الصمود في ذكراها الثالثة ، ويدشنوا مرحلة جديدة بدخول العام الرابع هي مرحلة الحسم والانتصار بإذن الله وتوفيقه ، من صعدة الجريحة رمز التضحية والفداء ، ومن حجة الشجاعة والإقدام والبأس اليماني الشديد ، مرورا بالجوف درعنا الحصين وعريننا الشامخ ، ومن مأرب الشموخ والتاريخ والحضارة والإباء ، ومن المحويت الثبات والوفاء ، ومن عمران البسالة والعنفوان ،ومن صنعاء المحافظة والأمانة العبق اليماني المشبع بالرجولة والبطولة والنصرة والمدد والسند ، ومن ذمار مصنع الرجال ورافدة جبهات القتال بالمقاتلين الأبطال ، ومن البيضاء قلعة الصمود ، ومن إب بهجة الزمن وتحفة اليمن ،ومن تعز العز جبهة الجبهات وموطن الثقافات ، ومن الضالع الشماء ورجالها العظماء ، ومن شبوة الإباء والعطاء ، وأبين المكلومة ، ولحج الخضيرة ، وعدن المحتلة العليلة الأسيرة ، من حضرموت الخير والفضيلة ، من المهرة الغناء ، من سقطرى الجزيرة ،ومن تهامة العصية الأبية القديرة ، من ريمة العلياء و النضال ، تسابقوا على الوصول للمشاركة ، ويا لها من مشاهد رائعة لأبناء اليمن وهم يجسدون وحدتهم الوطنية ويرسمون لوحة صمودهم الأسطورية .

الكل بشعار واحد ، وتحت راية واحدة ، هي راية الوطن الغالي ، يرددون في شموخ أنشودة الوطن ويهتفون باسمه الجميل للعلن ، هنا اليمن – هنا اليمن ، ويعيدون ترديد ذلك ليسمعوا العالم المنافق المجامل المداهن ، من يدعي الصمم ، ومجلس الأمن وهيئة الأمم ، هنا اليمن – هنا اليمن ، الكل جاءوا ليوصلوا للعالم المظلومية اليمنية المغيبة عن منظمات حقوق الإنسان والجامعات والمنظمات والتكتلات ، صرخاتهم تصدع بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل والموت لآل سعود وآل نهيان واللعنة على اليهود وتحالف العربان والبعران .

ثلاثة أعوام مضت واليوم ندلف في العام الرابع والذي نفتتحه بهذا الحضور المهيب الذي يرهب الأعداء ويفت من عضدهم ، ويفتت جمعهم ، ويمزق شملهم ، ويضرب نفسياتهم ، ويرعب مرتزقتهم وعملاءهم ، وينهي تحالفهم ، ويوقف عدوانهم ، ويرفع حصارهم ، ويعلن هزيمتهم وانكسارهم ، رغم التحريض والتخويف والإرعاد والإزباد ، إلا أن الوعي اليماني كانت له الغلبة من جديد ، فبدد أحلام العبيد ، وأفشل رهاناتهم ومخططاتهم ، فكان الحضور كبيرا بحجم اليمن السعيد .

بالمختصر المفيد، اليوم ومن ميدان السبعين نرسل رسائل تحد جديدة لتحالف اليهودة ، بأننا على العهد باقون وفي درب النضال سائرون ، وعلى الصمود ثابتون ، وفي الجبهات مرابطون ، وفي ميدان السبعين متواجدون لرسم لوحة الصمود ، وكسر شوكة الأوغاد والقرود ، والخائن الحقود من باع نفسه وشعبه وأرضه بحفنة من النقود لليهود وابن عمهم سعود .

وليسمع الجميع هتافاتنا اليوم في ميدان الصمود ، صامدون صامدون صامدون ، وعن أرضنا وعرضنا مدافعون ، وللغزاة واللصوص قاهرون ، هيهات أن نذل أو نهون ، أو أن نبيع أو نخون ، فكل ما سوى بلادنا وأرضنا يهون ، يا أيها الحثالة ، يا زمرة العمالة ، يا منتهى النذالة ، هل تسمعون ؟! هل تفقهون ؟! هل تعقلون ؟! أبعد كل ما حصل تقاتلون ؟! وللغزاة واللصوص تنصرون ؟! هذا هو الجنون ، هذا هو الجنون !!!

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .