الخبر وما وراء الخبر

“عاصفة الحزم” ترتد على الرياض في عامها الرابع!!!

60

بقلم | إسماعيل المحاقري

عاصفةُ الحزم ترتدُّ على السعوديّة في لحظة انطلاقتها قبل ثلاث سنوات بدفعة باليستيات يمانية ضربت مطارات وأهدافاً استراتيجيةً في الرياض ونجران وجيزان وعسير، وحالةُ الارتداد لم تقف عند حد المواقف والوعود الرنّانة، فحتى صواريخ الباتريوت الأمريكية ارتدّت على سكان الرياض، فوسّعت خسائرَها من أزمة نظام “أمير غِــرٍّ” يتسكع في واشنطن؛ بحثاً عن خيارات تنتشله من المستقنع اليمني.

في الأَيَّام الأولى من العدوان على اليمن بدا ناطقُ العدوان السابق أحمد العسيري في إيجازه العسكري الأول مرعداً ومزبداً منتشياً بقوة سعوديّة افتراضية لا حدودَ لقدراتها وإمكاناتها، زاعماً أن قواتِ التحالف أحكمت سيطرتها على الأجواء اليمنية خلال الربع الساعة الأولى من انطلاق عملياتهم العسكرية وأعاقت كُلّ عمليات التقدم والسيطرة للجيش واللجان الشعبية على الأرض ووسائل الدعم والإسناد على الأرض، إضافةً إلى تشديد قبضتها على المياه الإقليمية والسواحل وكل ما يمر إليها.

ومع انتهاء الشهر الأول من العدوان وبشكل مفاجئ مثير للشفقة، أعلن العسيري عن انتهاء عاصفة الحزم بعد أن حققت جميع أهدافِها -حدَّ قوله- بما فيها استعادة الشرعية المزعومة وحماية أمن بلاده وجيرانها من تهديد الصواريخ الباليستية والتي قال إنه جرى تدميرُها بالكامل.

وبعدَ ثلاث سنوات وفي حين تبين أن “الشرعية” قابعة تحت الإقامة الجبرية في الرياض اختفت لُغة الحزم، وتلاشت ووعود العدوان بحسم المعارك ودخول صنعاء والقبضة التي كان يلوحُ بها العدو تبخّرت وتفكّكت والطموح أَصْبَــح أكثر تواضعاً مع ارتفاع منسوب النحيب والعويل في كُلّ الاتجاهات..

وبعد الخُطَب العصماء للقادة والمسؤولين السعوديّين عن سحق الخصوم وإبادتهم، وإعادة الشرعية المزعومة اتضحت أهداف العدوان وتجلت أطماعه وأَصْبَــح سقفَ الطموحات ومنتهى الآمال إدانة قصف الرياض بالصواريخ الباليستية وحشد المواقف الدولية لإيقافها وخفض معدلاتها ومدياتها..

أمام هذا الواقع المأزوم يبدو النظام السعوديّ ومَن دفعه لهذه المغامرة الطائشة والمقامرة غير محسوبة العواقب قد فشلوا منذُ أول وهلة وهزيمتُهم تلوحُ في الأُفُق، فالشعب الذي خرج بزخم غير مسبوق إلى ساحة باب اليمن بعد ساعات من اندلاع الحرب عليه متحدياً طيران العدوان هو اليوم أقوى في ميادين القتال وأكثرُ حضوراً في الساحات، وهذا ما شهده ميدانُ السبعين في العاصمة صنعاء تدشيناً لعام رابع من الردع اليماني.