الخبر وما وراء الخبر

السعودية وأمريكا.. الكابتاغون والبنتاغون

104

أحمد الحباسى

البنتاغون هو مقر وزارة الدفاع الأمريكية كما يعلم الجميع، الكابتاغون هو سلاح السعودية لتدمير الذهن والوجدان العربي، وبين سلاح الأمريكان وسلاح آل سعود لا فرق طبعا، فالسلاح الأول يأخذ الحياة من البشر والسلاح الثاني يأخذ كل شيء جميل في جسم الإنسان ليصبح مجرد وحش كاسر تماماً كمن نراهم تباعا على شاشة الجزيرة والعربية والمستقبل يحرقون الأجساد ويقطعون الأوصال ويسحلون الشهداء، عندما نشرت وسائل الإعلام منذ سنوات تفاصيل خطة البنتاغون للدخول في حروب طويلة الأمد وعلى عدة جبهات بدعوى محاربة الإرهاب، حرب كانت بدايتها بدخول العراق تحت شعار ” العالم أفضل بدون صدام حسين ”، ثم حرب القرار 1559 وقبله قانون محاسبة سوريا و”حرب” اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتحرير لبنان من “الهيمنة” السورية تحت شعار التخلص من دولة من دول ”محور الشر“، ثم حرب فرض العقوبات الاقتصادية على إيران بعلة تخصيبها لليورانيوم لصناعة القنبلة النووية، وحرب محاولة إسقاط حزب الله سنة 2006، وحرب وضع حزب الله على لائحة الإرهاب، ثم حرب إسقاط النظام السوري بعلة توفير ” خدمة الديمقراطية” للشعب السوري، عندما حصل التسريب، ضحك البعض واستهزأ البعض لكن الوقائع اليوم تؤكد أن ما دبره البنتاغون كان آمرا جللا.

منذ أيام كشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية عملية توريد وتصدير لأطنان من أقراص مخدر الكبتاغون ذائعة الصيت، صاحب الشحنة المدمرة أمير من أمراء عائلة المافيا السعودية، هذا لم يعد مهما لان الشعوب العربية قد علمت منذ فترة أن “العائلة” تشتغل في تجارة المخدرات والرقيق الأبيض والسلاح والإرهاب، هذا شغل المخابرات السعودية الشاغل وهمها الوحيد في مملكة الكابتغون والجنس، أيضاً هذا ليس مهما باعتبار أن مملكة الظلام تدير مصنعا لإنتاج هذه المخدرات مقره بلغاريا تم اكتشافه أخيرا ونشرت خبره وسائل الإعلام العالمية، مخدرات يتم نقلها بواسطة المخابرات السعودية التركية الأردنية إلى الجهات الإرهابية العاملة في سوريا حتى لا يأخذها الخجل بما تقترفه من ذبح وسلخ وشواء للذات البشرية السورية، وحين نعلم أن القاعدة نفسها تزرع وتنتج وتبيع المخدرات وأن المخابرات السعودية الباكستانية الأمريكية هي من تقبض الثمن وتوزعه على “مشاريعها الخيرية” الدموية الإرهابية في كل دول العالم فبالإمكان تصور أن هذه الأنظمة الفاشلة قد تحولت إلى عصابات مخدرات لا تختلف كثيرا عن عصابات أمريكا الجنوبية.

السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت ستيفن فورد لم يكن سفيرا عاديا بكل المقاييس، فالعنوان الدبلوماسي هو مجرد واجهة مزيفة لان الرجل ينفذ في الحقيقة والواقع مخططا محددا من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون تمثل في تأسيس كتائب الدم في العراق وسوريا وبهذا المعنى فقد تعاون هذا القذر مع الجماعات الإرهابية المسلحة لتكوين فرق متخصصة في قتل الأطفال وسرقة الأعضاء، وليس سرا أن هذا السفير قد تم تعيينه قبل أقل من شهرين من بداية المؤامرة على سوريا، ليس سرا أيضا أن السفير قد تم تكليفه بتنفيذ ما يسمى بـ”خيار السلفادور” وهو أنموذج أمريكي إرهابي من عمليات القتل الجماعي التي توختها المخابرات الأمريكية في السلفادور منذ سنوات إلى حد الآن، ويستفاد من عديد التسريبات الإعلامية أن هذا الرجل قد تعامل مع السفير الأمريكي في العراق جون نيقروبونتى للتمهيد لإطلاق تمرد مسلح في سوريا بداية سنة 2011 تم فيه طبعا وكالعادة الاستعانة ببعض المخابرات الإقليمية وبالمال النفطي السعودي القطرة الإماراتي وبعض مرتزقة الإعلام في كباريهات الإعلام الخليجية المعروفة بعلاقتها بالموساد الصهيوني.

ليس سرا أن المخابرات السعودية هي من تشرف على زراعة المخدرات في بعض الدول الأسيوية المعروفة وهي من تقوم بتسليم كميات مهولة منها للجماعات الإرهابية المتطرفة التي تعمل في سوريا والعراق لتحريضها على الأعمال الوحشية بغاية الدفع إلى حالة من الفوضى العارمة تخدم العمليات الاستخبارية التي تنفذها بعض المخابرات الغربية في هذين الدولتين بالذات، ليس سرا أيضا أن هناك تنسيقا في هذا المجال بين المخابرات السعودية والمخابرات التركية بقيادة رئيسها حقان فيدان المعروف بعلاقته الوطيدة مع زعيم حزب العدالة رجب أوردغان أحد المتزعمين لمؤامرة اغتيال أو إسقاط الرئيس بشار الأسد ونشر الفوضى في العراق، بهذا المعنى يمكن الحديث عن تعاون وثيق وموثق بين إرهاب الدولة السعودي المتمثل في الجماعات التكفيرية المرتدة عن الدين وبين إرهاب الدولة الأمريكي المتمثل في مخططات تقسيم العالم العربي من طرف وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، أيضا يمكن الحديث اليوم عن كون الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ما كانتا تقدمان على تنفيذ مشروع الفوضى في بعض الدول العربية لولا الدعم السعودي القطري الإرهابي، كما يمكن الحديث اليوم انه لولا قيام النظام السعودي بإنتاج هذه الكميات المرعبة من المخدرات في المعامل البلغارية التي تم اكتشافها أخيرا لما تمكنت الجماعات الإجرامية من اختراق حاجز الضمير وتغييب حالة الاضطراب والخوف لتصبح وحوشا شريرة قذرة.

في هذه الحرب التكفيرية الإجرامية المدمرة تخوض دولة الفساد والإفساد السعودية حرب وجود بعد أن تبين أن الشعوب العربية لم تعد تقبل بمثل هذه الأنظمة الشمولية الهامشية العميلة، ولعل التجاء النظام إلى ” مخدر الجهاديين” لدفع الإرهابيين إلى بذل كل الجهود لانتزاع انتصار يمكن استثماره والبناء عليه والحصول على تنازلات مؤلمة من الجانب السوري هو الخيار الأخير المتاح قبل وصول عاصفة التغيير إلى هذه الأنظمة الآيلة للسقوط التي أصبحت مصدر إزعاج للدول والشعوب العربية، وحين يضطر ” سمو الأمير” إلى تهريب المخدرات تحت حماية ” الحقيبة الدبلوماسية ”، وحين يقيم نظام المافيا الدنيا ولا يقعدها لأجل إطلاق سراح هذا الإرهابي المتسبب في دمار العقول فمن المؤكد أن الدولة السعودية متوفاة من وقت يصعب تحديده وأن هؤلاء الأمراء الفاسدون قد اغتصبوا السلطة للقيام بكل الأعمال الإرهابية ومن بينها على وجه التحديد المشاركة الفاعلة في مشروع تفتيت الدول العربية وتدميرها.

* بانوراما الشرق الأوسط