ثلاثة أعوام من لظى الحقد التاريخي على الإرث الثقافي لليمن .. حصاد مفزع .. وشواهد لا تنسى !
لا يستهدف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الأماكن التاريخية والمعالم الأثرية في اليمن لمجرد كسر جرّة الفخّار في بيت الزجاج ، أو لأنه بلا تاريخ أو عمقٍ مادي ومعنوي ينطلق منه صوب مستقبله ذا الدفع المسبق وحسب .. وإنما لما تمثّله تلك الأماكن والمعالم من أزمنة حضارة انحنى لها الإنسان تبجيلاً وتقديرا ، وأمكنة ذهول ودهشة تسمّرت لها شواهد العصور .
والأهم من ذلك ما تمثّله بعض الأماكن والمعالم من وجهةٍ دينية ضاربة في جذور الإسلام الحقيقيّ الآتي من النبع الصافي بعيداً عن انحرافات وانجرافات الدين الوهابي الذي اتخذه آل سعود مطيّة يصلون بها حيث أرادوا من بطشٍ وتكفيرٍ وتنكيلٍ بمن يخالف عقائدهم البترودينية .
إنّ العدوّ الذي يدرك القيمة التاريخية والحضارية والمعرفيّة والإنسانية للمساجد الأثريّة , وأضرحة الصالحين , وقلاع المجد .. يُخيّل إليه أنه سيشفي غليله الجاهليّ المتجذّر في بُنية وجوده الطارئ , وأحلامه الأصغر مما اقترفته يداه وما ستفعله أحقاده كلما خدش معلَماً , وأطاح بمنارةٍ , وأيقظ وليّاً من مرقدهِ الهانئ , وأثار وحشة صخرةٍ هي أطهر من سلالته في أقصى قلعةٍ من قلاع اليمن التعيس بأسوأ جارٍ في العصر الحديث .
شرارة العدوان :
لم يكن الثامن عشر من مارس 2015م أربعاءً عادياً ، ذلك اليوم الذي رحل فيه جسد الشهيد المثقف والإعلامي الثائر / عبدالكريم الخيواني إثر اغتيالٍ جبان نفذته أدوات العدوان السعودي .. إنما كان ذلك الجرم الكبير تمهيداً للجرم الأكبر الذي تبعه بأيامٍ وتحديداً في الـ 26 من ذات الشهر حين استباح العدوان السعودي الأمريكي ومن تحالف معهما البشر والشجر والحجر على ثرى اليمن العظيم .
إحصائية الفزع :
في آخر إحصائية لوزارة حقوق الإنسان و الهيئة العامة للآثار والمتاحف أكد رئيس الهيئة بأنّ ” طيران العدوان تعمد استهداف المدن التاريخية كصنعاء القديمة ومأرب وكذا اعتداء مسلحي القاعدة وداعش على بعض المزارات وتفجيرها وقيامهم بأعمال التجريف والحفر العشوائي ووضع بعض الشعارات على المباني التاريخية”
فيما أكد تقرير وزارة حقوق الإنسان بأن العدوان السعودي الأمريكي أدى إلى ” تدمير 600 مسجدا وتضرر 393 موقعا أثريا ومعلماً تاريخياً وممتلكات ثقافية، وتدمير 291 منشأة ومقرات سياحية”
وفيما يخصّ المؤسسات التعليمية والأكاديمية ذكر التقرير أن العدوان الهمجيّ دمّر ” ألفين و641 منشأة تعليمية وتربوية, وتوقفت 785 مدرسة بسبب تواجد النازحين فيها, وكذا تدمير 23 جامعة حكومية وأهلية “
ووفقاً للإحصائيات التي نشرتها الهيئة العامة للآثار والمتاحف فيما يتعلق بالمواقع الأثرية التي تدمرت أو تضررت نتيجة العدوان على اليمن أو المواجهات المسلحة داخله والتي تم رفعها للمنظمات العالمية المعنية بالتراث ومنها اليونسكو فقد أكدت تلك الإحصائيات أن (٦٤٪) من المواقع المدمرة والمتضررة كانت نتيجة العدوان البربري الغاشم بينما بلغت نسبة المواقع والمعالم الأثرية التي تدمرت وتضررت بفعل التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالعدوان (٢٥٪)أما المواقع التي تضررت نتيجة المواجهات المسلحة فقد كانت (١١٪) وهنا يتضح الفارق الكبير والذي يدل بما لا يدع مجالا للشك على أن العدوان يستهدف تراث اليمن بشكل ممنهج وبصورة مقصودة .
استمراء القصف الوحشيّ على التراث اليمنيّ :
لم تشفع المكانة التاريخية الضاربة في الجذور للتراث اليمنيّ في أن يتوقّف حقد العدوان عن تدميره , ولم تجد مطالبات منظمة اليونسكو وهيئة الآثار اليمنية بتحييد التراث الثقافي في اليمن أذناً تصغي لدى قادة العدوان للتوقف عن استهداف الإرث الحضاري لليمن خصوصاً ما كان مُدرجاً على لائحة التراث العالمي لحماية التراث الثقافي لليمن والذي لا يقدر بثمن حدّ وصف المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا .
وانفرطت سلسلة الحقد السعودي على الإرث الثقافي لليمن ليشمل الآلاف من المعالم التاريخية والحضارية لليمن , لتنال محافظة صنعاء حصتها الأوفر من استهداف معالمها وتاريخها ومواقعها الأثرية وتلتها محافظة حجة بتدمير العدوان للكثير من تراثها حسب تأكيد الهيئة العامة للآثار .
الجرأة على قدسية التاريخ :
في العام الأول ألحق العدوان البربري ” آلاف الأضرار في المدن التاريخية اليمنية في مقدمتها المدن المسجلة في قائمة التراث العالمي : صنعاء القديمة ، شبام حضرموت ، زبيد .. بالإضافة إلى مدن تاريخية أخرى ألحق بها دماراً كارثياً كمدينة شبام المحويت “
“ولم يكتمل الشهر الأول من العدوان إلا وقد تم استهداف العديد من المواقع ، منها دار الحسن التاريخي بالضالع في 23 ابريل وأدى هذا الاستهداف إلى تدمير هذا المعلم بصورة جزئية ، وقبلها بيومين21 ابريل طال القصف قرية فج عطان التاريخية بصنعاء محدثا أضراراً كبيرة في مبانيها التاريخية “
وتسبب العدوان في تدمير أكثر من( 60 ) معلما آثارياً من مواقع التراث الإنساني في اليمن منها : قلعة القاهرة تعز ، مصارف في سد مأرب التاريخي ، مدينة براقش، مدينة صرواح ، وغيرها من مساجد وحصون وقلاع ومآثر في عموم البلاد لم تسلم من التدمير المتعمد لهذا العدوان الذي استهدف بذلك ثقافة وذاكرة ومآثر حضارة اليمنيين .
كما استهدف العدوان أكثر من ( 23 ) ممتلكة ثقافية منها متحف الآثار الإقليمي في ذمار ، المتحف الوطني صنعاء ، المتحف الوطني عدن، المتحف الوطني تعز ، المتحف الوطني شبوة ، المركز الثقافي صعدة ، المركز الثقافي عبس ، المركز الثقافي حجة ، المركز الثقافي تعز ، المركز الثقافي إب وغيرها.
وتسبب العدوان السعودي في استهداف مكتبتين (سمعية بصرية ) في اذاعتي عدن والمكلا واللتين كانتا تحتويان على أقدم الأسطوانات السمعية والبصرية في الجزيرة العربية ”
و” في (11 مايو ٢٠١٥ ) قصف العدوان قلعة نقم بصنعاء ، وبعدها بيومين في 13 مايو قام العدوان باستهداف جرف اسعد الكامل في مديرية القفر محافظة اب ودمره بشكل كامل ، وفي نفس اليوم أيضا كانت القفلة بساقين صعدة على موعد مع قصف العدوان الذي عاث فيها تدميرا وخرابا بلغت نسبته 50 % .”
صعدة .. انفراط سلسلة الحقد التاريخي :
في الفصل الأول من بدء صلف العدوان استهدف العدوّ الحاقد جامع الإمام الهادي عليه السلام بصعدة بقصفٍ صاروخيّ , وهو الجامع الأثريّ الذي تم بناؤه سنة 290 هجرية , بعد أن شنّ 17 غارة لتدمير قبة وضريح الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي عقب تدميره لمسجدٍ تاريخيّ بصنعاء يعود تاريخ بناؤه إلى سنة 211 هجرية وهو مسجد حمراء علب التاريخي في منطقة دار الحيد بسنحان والذي يضم ضريح الإمام عبدالرزاق الصنعاني وتم تدميره بشكل كامل .
وأشار بيان للهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية إلى أن إجمالي المنازل والمعالم التي تضررت وتدمرت في صعدة نتيجة قصف العدوان الغاشم بلغ (١٥٠) منزلا ومعلما تاريخيا منها (٣٥) تم تدميرها بشكل كامل وان (١١٥) تدمرت أو تضررت بنسب متفاوتة .
حيث بدأ مسلسل القصف لمدينة صعدة القديمة وما جاورها منذ وقت مبكر حيث وقع أول استهداف لهذه المدينة في أول شهر ابريل من العام ٢٠١٥م وتعددت الغارات على هذه المدينة ، حيث تعرضت في 9 مايو من العام نفسه إلى غارات وقعت شرق جامع الامام الهادي أبرز معالم المدينة وأهمها وأحدث القصف المباشر أضرارا بالغة في الجهة والبوابة الشرقية للجامع وفي عدد من المنازل والمحلات التجارية كون الغارات أصابت مباشرة السوق ، وفي يوم السبت 23 يناير من العام ٢٠١٦م نفذت طائرات العدوان أربع غارات على هذه المدينة وكانت قد سبقتها بأيام قلائل وتحديدا منتصف الشهر نفسه ( يناير) غارات استهدفت سور المدينة ونادي السلام الرياضي ، ناهيك عن القصف الذي طال الفرن التاريخي التابع لقلعة المدينة وتدميره بشكل كامل وغارات أخرى كثفها العدوان على هذه المدينة ونتج عن كل تلك الغارات أضرار أوجزها فرع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بصعدة، حيث أوضح رئيس لجنة حصر الأضرار في المدينة القديمة المهندس عبدالرحمن حامد ان (140) معلما تاريخيا في هذه المدينة تضررت نتيجة العدوان منها (76) منزلا تاريخيا تدمر منها بشكل كامل (26) منزلا ، وتضرر (9) منشآت تاريخية عامة أبرزها جامع الامام الهادي وخزان مياه وفرن وحديقتان عامتان.
وبحسب الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية الديوان العام فإن حصراً مرفوعاً من فرع الهيئة بصعدة أوضح ان عدد المنازل المتهدمة بالمدينة التاريخية يزيد عن (١٢٠) منزلا تاريخيا بينما بلغ عدد المنازل المتضررة (٤٥٠) منزلا نتيجة العدوان والحروب السابقة التي شنها النظام في صعدة.
هذا الحقد التاريخي لأعراب الصحراء على التراث الديني والإنساني والثقافي لليمن لم يكن سوى إظهاراً لحقيقةٍ ظلّت مغيّبةً بأعماقهم تجاه اليمن رغم بزوغ شرارات حِممها بين فترةٍ وأخرى عبر التاريخ .
مدينتا براقش وصرواح الأثريتين .. صلف العدو وعراقة التاريخ :
” في الرابع والعشرين من شهر إبريل 2015م قصف العدوان في نفس اليوم مدينتي براقش وصرواح الأثريتين ، إلا أن القصف تكرر على هاتين المدينتين الأثريتين لمرات عدة ، حيث يقول عبدالكريم البركاني مدير عام حماية المواقع والممتكات الأثرية : أن مدينة براقش تعرضت للاستهداف ثلاث مرات كان أخر تلك الاستهدافات في 7 مارس من العام 2017م وأحدث أضرارا بالغة في معبدها الشهير معبد نكرح ، بينما تعرضت صرواح الأثرية للاستهداف أربع مرات كان أخرها في 16 يناير 2016 ووقع مباشرة داخل المدينة وتحديدا في معبد أو عال واحدث فيه دمارا واسعا خاصة في الملحقات والتي تحوي واحدا من اكبر واهم النقوش السبائية مكتوب عليه قانون تسيير شؤون الدولة لمملكة سبأ .”
2016م عام غبار التاريخ :
يظل العام 2016م هو العام الأسوأ في إمعان العدوان السعودي على تدمير الكثير من تاريخ وإرث وحضارة اليمن العظيم ليس بدءاً بآثار محافظة صعدة العريقة خصوصاً مدينة صعدة القديمة في استهداف جامع الهادي وتدمير مساحات واسعة من السور القديم للمدينة والقلاع والحصون كما حدث بقلعة السنارة الأثرية المطلة على مدينة صعدة , وحصن حرم بمديرية رازح , وليس انتهاءً بتدمير مسجد جبل النبي شعيب بمديرية بني مطر بصنعاء أو مروراً بالدمار الذي ألحقته غارات تحالف العدوان بحصن ومدينة كوكبان التاريخية والتي ” يعود تاريخها إلى ما قبل 700 سنة، فيما تعود أسوار المدينة القديمة مثل معظم المدن اليمنية إلى عهد الدولة الحميرية ” , أو الاستهداف المباشر من طيران العدوان السعودي لأكثر من ستة مواقع أثرية وتاريخية بمحافظة حجة والتي تعرضت إما للتدمير الكلي أو الجزئي .. بل ذهب العدوان الغاشم إلى أبعد من ذلك حين تجرأ على استهداف المدينة الأزلية , مدينة التاريخ المبهر , مدينة الطين الألماسي الذي لا يُقدّر بثمن .. مدينة صنعاء القديمة .
صنعاء القديمة .. سحابة البهجة التي حولها العدوان إلى غبار :
بحسب بيان الهيئة العامة للآثار فقد بلغ ” إجمالي المباني والمعالم التي تضررت في هذه المدينة التاريخية نتيجة غارات تحالف العدوان (١٩٦٥) منزلا ومعلما تاريخيا منها (١٤٦٠) أضرارها بسيطة و(٣٧٦) أضرارها متوسطة و(٨٦) تصنف أضرارها بالجسيمة بينما بلغ إجمالي المنازل والمعالم المدمرة بشكل كامل (٤٣) .
وبالنظر إلى الاستهدافات فقد بدأ أول استهداف مباشر لهذه المدينة في شهر يونيو من العام العام الأول للعدوان 2015م عندما ارتكب العدوان جريمة غير مسبوقة حيث عمد في 11 يونيو إلى قصف حارة القاسمي بصنعاء القديمة ودمر (8) منازل تاريخية بشكل كلي وأدى القصف إلى تشققات وتصدعات وأضرار متفاوتة لحقت بـ(113) منزلا تاريخيا في تلك الحارة والحارات المجاورة لها “
وهذا ما أكدته الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بعد الحادث بأيام وقدرت الهيئة ” تكاليف بناء وترميم وصيانة فقط ل(٦) منازل مهدمة كليا و( ٩) منازل فقط متضررة مبلغ (١٣٥) مليون “
باستهداف حارة القاسمي بمدينة التاريخ صنعاء القديمة تطاول عنق البغي والضلال ليسقط قناع التدثّر بعصرنة الإنسان الصحراوي , وتسقط تكنولوجيته الزائفة في أبشع جرائم شهدها العصر الحديث .
” ولم يقف العدوان عند هذا الحد بل استهدف هذه المدينة وبشكل مباشر للمرة الثانية في التاسع عشر من سبتمبر ٢٠١٥م حيث وقع القصف في حارة الفليحي على أحد منازل المواطنين ( حفظ الله العيني) ونتج عن هذا القصف تدمير ذلك المنزل وأضرار بالغة أصابت (60) منزلا تاريخيا في عدد من الحارات المحيطة بموقع القصف فيما تشير إحصائيات إلى ان قرابة (200) منزل تضررت من هذا القصف وقدرت هيئة الآثار تكاليف بناء وترميم وصيانة لـ (٤) منازل تاريخية مدمرة و (٥٤) منزلا متضررا في حارة الفليحي وحارة الجلاء فقط القريبة من الفليحي مبلغ (٣٤٣) مليوناً و(٣٠٠) ألف ريال ولازالت هناك منازل متضررة لم يتم حصر الأضرار فيها نتيجة الاستهدافين للقاسمي والفليحي .
ولم تكن هذه نهاية المآسي لمدينة صنعاء القديمة نتيجة العدوان فقد استهدف ولمرات عديدة مجمع العرضي التاريخي الموجود في محيط المدينة وقدرت هيئة الآثار تكاليف صيانة عدد من المباني التاريخية التي تضررت من قصف مجمع العرضي في حارة بحر رجرج المواجهة لمجمع العرضي لـ(٣٨) منزلا فقط بـ(٦٠) مليون ريال .
ولم يتوقف العدوان عند هذا الحد بل واصل غيه بحق هذه المدينة العريقة ففي ٢٠ من سبتمبر من العام 2016م قام العدوان بقصف حارة المدرسة بصنعاء القديمة بشكل وحشي وبغارات عدة ألحقت أضرارا بالغة بحارة المدرسة والحارات المجاورة لها ومنها صلاح الدين وياسر والمفتون قدرت وبشكل أولي بقرابة (٥٠) منزلا تاريخيا تنوعت بين تدمير كامل ومتوسط وأضرار خفيفة .
وتجدد القصف للمرتين الرابعة والخامسة بشكل مباشر وذلك في الخامس والحادي عشر من شهر نوفمبر من العام 2017م ووقعت الغارات على مجمع العرضي التاريخي وعلى حارة الصعدي الأمر الذي تسبب في تدمير عدد من المنازل وتضرر عدد آخر بأضرار متفاوتة “
قلعة القاهرة بتعز .. عدوّ تمادى في الانتقام منها :
” في الحادي عشر من مايو ٢٠١٥ م عمد العدوان على استهداف قلعة القاهرة بتعز ولم يكن هذا الاستهداف هو الوحيد الذي تعرضت له هذه القلعة بل تكرر لأربع مرات متقاربة .. وفي شهر مايو من العام نفسه وتحديدا بتاريخ (11 – 13 -17-30) وأدت هذه الغارات إلى حدوث دمار هائل طال مبنى القلعة الذي تم تحويله إلى متحف ودفنت القطع الأثرية بين الأنقاض ودمر العديد منها فضلا عن الأضرار التي أصابت ملحقات ومكونات القلعة ، بحسب مدير عام الآثار والمتاحف بمحافظة تعز بشرى الخليدي التي أكدت أن القصف تركز بشكل أساسي في وسط وداخل القلعة والحصن الذي تم تحويله إلى متحف يحوي القطع الأثرية التي تم اكتشافها أثناء فترة الترميم التي استمرت أربعة عشرة عاما ومنها قطع أثرية هامة وبعضها يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام .”
العدوان يستمرأ تدمير المتاحف والحصون التاريخية :
” ولعل الجريمة الكبيرة الذي قام بها العدوان في مايو من العام 2015م ضد حضارة اليمن وتاريخها هو قيامه بتدمير واحد من أهم واكبر المتاحف اليمنية وهو متحف ذمار الإقليمي في 21 مايو ٢٠١٥ وتدميره بكل ما يحتويه من قطع أثرية هامة ونادرة يقدر عددها بـ(12) ألف قطعة دمرت الغالبية العظمى منها ، وهنا يقول مدير عام الآثار والمتاحف بذمار شداد العليي أن القطع التي نجت من هذا القصف وتم انتشالها من بين الأنقاض(500) قطعة فقط وتم تسوية مبنى المتحف بالأرض في جريمة بشعة ارتكبها العدوان بحق التراث اليمني .”
“وحقيقة لم يكن متحف ذمار الإقليمي هو الوحيد الذي استهدفه العدوان فقد دمر العدوان ثلاثة متاحف يمنية (متحف قلعة القاهرة بتعز ومتحف ذمار) بالإضافة إلى المتحف الوطني بتعز (قصر صالة التاريخي) الذي دمره العدوان في غارات استهدفته بتاريخ 25 أكتوبر 2015م .”
بعد تدمير متحف ذمار بثلاثة أيام فقط وتحديدا في الرابع والعشرين من مايو قام العدوان باستهداف قلعة الشريف في باجل بالحديدة وبلغت نسبة الأضرار فيها أكثر من 40 % ، و في التاسع والعشرين من مايو ٢٠١٥ قصف حصن النعمان وحصن المنصورة في مدينة حجة ، وفي 31 مايو من العام ذاته تم استهداف المصرفين الشمالي والجنوبي لسد مارب القديم الذي يعود تاريخه إلى العصر السبائي وتحديدا إلى الإلف الأول قبل الميلاد ، وأحدث العدوان دمارا كبيرا في هاذين المصرفين بلغت نسبته 70 % .
وفي منتصف يونيو ٢٠١٥ طال القصف مدينة مارب القديمة وفي 22 من الشهر نفسه طال قصف العدوان أيضا متحف عتق بشبوة محدثا فيه أضرارا لا بأس بها ، ونالت معالم محافظة حجة الأثرية نصيب الأسد من قصف العدوان في شهر يونيو ٢٠١٥ ؛ ففي يوم واحد 26 فقط استهدف العدوان حصن الشرف في مدينة المحابشة والقشلة وقلعة المنصورة والمجمع الحكومي القديم وفي ميدي خرائب قلعة الادريسي وخرائب الجوبة وخرائب الخور فضلا عن استهداف خرائب العلالي في مديرية بكيل المير وحصن قفل حرض وخرائب جبل جحفان في حرض أيضا .
كما طال القصف قلعة صيرة في نفس اليوم الذي قصف فيه متحف عدن( قصر العبدلي) وذلك في الثاني والعشرين من يونيو 2017م
أما في السابع عشر من سبتمبر 2015م فقد شمل القصف جامع حبور ظليمة بعمران ، وفي شهر نوفمبر من العام ٢٠١٥ وصل العدوان بغاراته الى المعالم التاريخية لمحافظة شبوة واستهدف في الثاني عشر من نوفمبر حصن نجد الميزر في بيحان محدثا فيه تدميرا بالغا وصلت نسبته إلى 60 % ، وفي السادس عشر من الشهر ذاته تم استهداف حصن الترب ببيحان احد ابرز الحصون الأثرية في شبوة ويطلق عليه اسم حصن القشوع وتدمر هذا الحصن بصورة شبة كلية جراء هذا الاستهداف ، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2016م كرر العدوان استهداف العديد من المواقع والمعالم كما سبق ذكره .
وتوالى قصف العدوان على معالم وآثار اليمن حيث قصف مبنى بيت مال المسلمين ومبنى قديم يخص احد الائمة وكليهما في منطقة مسور بعمران وتم استهدافهما في نفس اليوم 14 فبراير من العام 2016م وتم تدميرهما بشكل تام ، ويوم الخميس 17 مارس 2016 عمد العدوان على قصف قلعة حريب الأثرية في بيحان مارب .
واستمرت غارات العدوان على المواقع والمعالم الأثرية ففي الثالث عشر من مايو 2016م قصفت طائرات العدوان قلعة قفل المهلهل في مديرية خمر بعمران الأمر الذي احدث فيها دمارا كاملا .
وفي السابع من اكتوبر 2016م عمد العدوان على استهداف قرية وحصن بيت بوس الأثري الأمر الذي احدث أضرارا بالغة في مباني ومعالم القرية الأثرية التي بناها الملك الحميري ذي بوس بن ايرل بن شرحبيل في القرن الثامن الميلادي .
مدينة العلم والعلماء زبيد لم تسلم من حقد العدوان :
وفي الثاني عشر من مايو أيضا قصف العدوان محيط مدينة زبيد التاريخية بمحافظة الحديدة وألحق القصف أضرارا بعدد من المنازل والمباني التاريخية داخل المدينة وكذا السور .
وفي محافظة إب قصف العدو الغاشم مدينة يريم القديمة واحدث القصف أضرارا بالغة حيث دمر مبنى قديما بشكل كامل وتضررت (٣) منازل قديمة أخرى .
كما أدى القصف غير المباشر على مدينة جبلة التاريخية إلى حدوث أضرار متفاوته على مباني المدينة القديمة .
وفي مدينة ثلا تهدم منزل قديم بشكل كامل وتضرر السور الشرقي للمدينة جراء قصف العدوان .. فضلا عن مدن تاريخية أخرى لم يتم حصر أضرارها بعد مثل مدينة الغيل التاريخية بالجوف والتي تعرضت للقصف المباشر بالإضافة إلى مدن مارب وصرواح وبراقش وقرية فج عطان التي قصفت أكثر من مرة كان أولها في ابريل من العام ٢٠١٥م حيث تدمرت (٣) منازل تاريخية و(٢٨) منزلا تاريخياً تضرر فيها .
تجدر الإشارة إلى أن كل ما سبق وغيره الكثير والكثير من الشواهد والمعالم والأمكنة التاريخية والاثرية صبّ العدوان الهمجيّ عليها جام حقده على حضارة هذا الوطن الأبيّ ولا يتّسع المجال لذكرها .