عـام النـصر والسلام
بقلم | عبدالله علي صبري
بالصبر الاستراتيجي وبالصمود والتحدي، وبالتحرك الشعبي والنفير الشامل، وبالعطاء والتضحيات اللامحدودة، أمكن لشعبنا العظيم أن يتصدى لعدوان كان ولا يزال الأعتى في تاريخ اليمن، ويلحق به خسارة كبيرة ما كان أشد المتفائلين يحلم بها أو يتصور إمكانية حدوثها.
ثلاثة أعوام من البطش والحصار، قابله شعبنا بالصمود والحسم في مختلف الجبهات والتحديات، وآخرها التحدي الاقتصادي، وفتنة ديسمبر من العام الماضي، فكان الحسم والنجاح من نصيب أولي العزم من أبناء شعبنا، الذين ما وهنوا ولا استكانوا، وظلوا على الدوام متمسكين بحبل الله واثقين من نصره وتمكينه.
وها نحن على أعتاب عام رابع من الحرب والحصار، وقد يئس آل سعود أن ينتصروا عسكريا في اليمن، فيما بات الأمريكي نفسه وعلى لسان وزير الدفاع في إدارة “المهفوف” ترامب، يبحث عن تسوية سياسية تضع مختلف الأطراف أمام فرصة مواتية للسلام.
وسواء صدقت واشنطن أم كذبت كالمعتاد، فشعبنا الذي قرر الصمود إلى ما لا نهاية لن يعجزعن اجتراح حلول جديدة لمواجهة الحصار والأزمة الاقتصادية، ولنا في القوة الصاروخية قدوة حسنة، إذ راكمت من تطوير أدائها وسط ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد، وبإعلانها الأخير عن منظومة بدر الصاروخية، تؤكد من جديد أن السلام العادل لا يتحصل عليه إلا الأقوياء..وحين تتوازن القوى يغدو الطريق إلى سلام الشجعان سالكا، على النحو الذي بتنا نلمسه في التحركات الدولية والأممية، وآخرها زيارة البعثة الأوروبية لبلادنا منذ أيام.
كسرت هذه الزيارة الحصار الديبلوماسي على صنعاء، ما جعل موقف الأطراف الوطنية في الداخل أكثر قوة واستجابة، على عكس الحال في المقلب الآخر حيث يزداد جدار المرتزقة وعملاء الخارج تصدعا وتأزما، وسط استقالات متوالية لقيادات راهنت على الوهم فحصدت السراب.
الموقف الدولي تجاه اليمن هو الآخر يتخذ منحى تصاعديا لجهة التنديد بالأزمة الإنسانية التي تعصف بحياة الملايين في اليمن، ما ينبئ بحلحلة وشيكة لبعض الملفات العالقة، وخاصة ملفي ميناء الحديدة، ومطار صنعاء الدولي، وإذا نجحت الجهود المبذولة في هذا المضمار، فإن انفراجا كبيرا ومستحقا ينتظر الملايين من أبناء شعبنا الذين سطروا أسطورة من الصمود والتحدي رغم الألم وشديد المعاناة التي يتجرعونها كل يوم.
لشعبنا ولأبطالنا في الجيش واللجان الشعبية الشكر والتحية، ودامت أمتنا عظيمة ومنتصرة، والخزي والعار للمرتزقة وخونة الأوطان.