الخبر وما وراء الخبر

قراءة سريعة لمضامين خطاب السيد عبد الملك بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد (عليه السلام)..

119

خطاب السيد عبد الملك يوم أمس كعادته في كل خطاب يرسم الخطوط العريضة لمن يتحركون في الميدان السياسي و في الميدان الإعلامي و الثقافي و يقدم رؤية جديدة للواقع من منظور قرآني يجلي الحقائق و يكشف خبايا نفوس الأعداء و يعطي بصائر وبصيرة لمن يتلمسون طريق الحق و من يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. أنه خطاب يختصر الطريق فبدلا من البحث الشاق و التحليل الممل و المنقوص للواقع وحيثيات ومتطلبات المرحلة على امتداد ميدان الصراع الواسع بكل جبهاته يقدم لنا السيد النقاط التي تقدم المشهد الحقيقي لما نحيط به و يحيط بنا من فرضيات وما يفرضه واقعنا وطبيعة المرحلة التي نعايشها برؤية عالمية لا تختزل ولا تبالغ بل من رؤية ثاقبة اعتمدت على حقائق قرآنية ربطت ما بين أحداث تاريخية وما نعانيه في وقتتا الحاضر باعتبار أن تلك الأحداث كانت هي القاعدة التي بني عليها مسار واقعنا المعاصر .. ولانها كانت قاعدة فاسدة و منحرفة لذا فما نحن عليه من انحرف ما هو الا نتاج تلك الأحداث التي ما كانت لتستمر لولا انها وجدت عقول من نخبة العلم و الثقافة السلطوية عملت على تدجين المجتمع على القبول بذلك المسار المنحرف بل عملت على دفعهم إلى مقاومة أي تحرك يعمل على تغيير الواقع السيئ و سقط الكثير من العظماء و المصلحين ضحايا تخاذل الأمة الذين كان بامكانهم تصويب ذلك الانحراف واعادة الأمة إلى المسار الذي رسمه لها محمد صلوات الله عليه و على آله.

ان السيد عبد الملك قدم لنا مشهد متكامل لواقع الأمة الذي صار واقعا مؤلما حتى غدت العلاقة بين السلطة و الشعب واقعا مأساويا لا يوجد حتى في المجتمعات الأخرى التي لا تعرف الإسلام وعدالته وقيمه ومبادئه وذلك أن الحكم الاموي القائم على التسلط و الطغيان لازال هو من يحكمنا اليوم وما حكم آل سعود بما فيه من طغيان و واستكبار و انقياد للرغبات اليهودية ما هو الا مشهد آخر لحكم يزيد و هشام بن عبد الملك.. وان الثقافة التي بناها علماء السلطة ومثقفوها الذين طوعوا الدين الإسلامي العظيم لرغبات الفاسدين و المجرمين لا زالوا موجودين اليوم يقدمون الدين وسيلة تبرير لجبروت احفاد يزيد ..

اذا نحن أمام مصلح رباني جديد و بقدر ما نكون صادقين معه سنكون قادرين على تغيير الواقع السيئ الذي نعاني منه .. والا فالمستقل سيكون أكثر قتامه من حاضرنا وماضي أسلافنا..
صادق البهكلي :

*الحقيقة