الخبر وما وراء الخبر

“وداعا إلى الله أيها السراج المنير”

78

الأسيف | أمين النهمي.

وداعا إلى الله يا أصفى الأنقياء، وسيد الأتقياء، ووريث الأنبياء.
وداعا إلى الله يا زين العابدين، وأزهد الزاهدين، وكافل الأيتام والآرامل والمعدمين.
وداعا إلى الله أيها العالم الرباني، والمصلح الاجتماعي، والطود الإسلامي الشامخ.
وداعا إلى الله أيها المجاهد العظيم، وصاحب أصدق نهج في هذا الدين.

حزن عميق في القلوب تركته فينا برحيلك عن عالمنا، وخسارة فادحة؛ على مستوى اليمن والعالم العربي والإسلامي، وأيضا خسارة كبيرة لاتعوض على طلابك، وأنا منهم، تتلمذت على يديك، ونهلت من معينك الزلال مبادئ العقيدة السليمة، والتفسير، وأحكام الفقه وغيرها من العلوم خلال العامين 2001 – 2002م.

ما يقارب القرن من العطاء والبذل قضاها العلامة المؤيد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتزكية وإصلاح المجتمع، وطوّع نفسه مجاهدا متحركا في سبيل الله، وخدمة الأمة دون كلل أو ملل، ودون مبالاة بالمتاعب والصعاب.

العلامة المؤيد كان أمة في حد ذاته، وكان له حضورا فاعلا في كل المجالات، فعلى المستوى العلمي والفكري ارتبط بحلقات ودروس العلم والعلماء ليلا ونهارا، وكان-رحمه الله- معلما، وهاديا، ومرشدا، ومثلا للاستقامة والتواضع، والأخلاق والزهد والورع، وكان له دورا كبيرا في رعاية طلبة العلم والاهتمام بشؤونهم، وعمل على تنقية التراث الإسلامي من تأويل الغالين، وتحريف المبطلين، وأثرى الأمة بمؤلفاته الالعظيمة ومحاضراته النيرة، وتخرج على يديه المئات من العلماء، والمرشدين، والخطباء الأفذاذ الذين قاوموا الظلم والاستبداد، وتصدوا للأفكار الهدامة والدخيلة على المجتمع، وعلى رأسها الفكر الوهابي الذي يتبناه آل سعود في اليمن.

كما أدى الدور الكبير في الوعظ والإرشاد، والإفتاء، وكانت فتاواه لاتتوقف، وعمل على رد الفتاوى أولا بأول، وكان طوال حياته يتفقد أحوال الناس، ويسعى إلى قضاء حوائج الضعفاء والمحتاجين، والأيتام والآرامل والمعدمين.

فاجعة أليمة بوداعك يومنا هذا أيها العالم الجليل، والحديث في هذه اللحظة لايتسع عن هامة فكرية، وقامة علمية معرفية إنسانية بحجم السيد العلامة حمود عباس المؤيد، لكننا ننتهزها فرصة في دعوة الجهات المعنية إلى إحياء سيرته، وتبني مؤلفاته؛ كونها تمثل الفكر الأصيل، والحصانة للأمة الإسلامية من الأفكار الضلالية الدخيلة على المجتمع الإسلامي.

فسلام الله عليك ياصاحب المبادئ العظيمة، والأخلاق الفاضلة، وسلام على تلك القسمات المشعة بنور الإيمان.
سلام عليك ما أفدت المتعلمين، وما أفتيت السائلين، وقضيت حوائج المحتاجين، وسلام عليك يوم ولدت، ويوم مت، ويوم تبعث حيا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com