الخبر وما وراء الخبر

أبطال الجيش يفشلون مخطط العدو

133

بقلم / أحمد الحبيشي

بعون الله وبفضل بطولات وتضحيات الجبش واللجان الشعبية، تم إفشال خطة عسكرية وضعها العدو في شهر سبتمبر الماضي، بإشراف علي محسن الأحمر ورشاد العليمي ومحمد المقدشي وحسين عرب وحميد المخلافي وسلطان العَتواني وآخرين، بالإضافة الى خبراء اميركيين واسرائيليين وضباط سعوديين وإماراتيين، استهدفت تنفيذ المرحلة الأولى من سيناريو احتلال تعز وميناء المخاء ومنفذ ذباب البحري قبل حلول فجر السبت السابع من نوفمبر، والتوغل نحو عمق مدينة المخاء، وصولاً الى الاحتلال الكامل لمحافظتي تعز والحديدة قبل موعد المفاوضات السياسية الذي حدده ولد الشيخ بالتنسيق مع غرفة قيادة العمليات المشتركة ووزارتي الخارجية السعودية والإماراتية في منتصف شهر نوفمبر الجاري.

ويعود فشل الخطة الى عدم تمكن القوى المعادية من تنفيذ المهام القتالية التمهيدية للقوات الاماراتية ومرتزقتها في المناطق الساحلية والجبلية الممتدة بين خور العميرة في محافظة لحج المحتلة ومعسكر العمري ومنفذ ذباب البحري في محافظة تعز الصامدة، وشرق باب المندب المحاذي للمياه الإقليمية اليمنية، نتيجة الهجوم المباغت الذي قام به أبطال الجيش واللجان الشعبية، ونجاحهم في تأمين هذه المناطق الواقعة في محافظة تعز ببطولة فائقة أربكت حسابات العدو.

الخبراء الأميركيون والإسرائيليون أدخلوا تعديلات على الخطة كشفت النقاب عن جانب منها صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية وصحيفة ( الراية) القطرية يوم الخميس الماضي بصورة ملتوية، حيث تقرر عدم نقل الجنود السودانيين الذين ارسلهم عمر البشير، والمرتزقة اليمنيين الذين وفرتهم ما تسمى (المقاومة الجنوبية والشعبية في عدن ولحج وتعز) الى معسكر العمري القريب من منفذ ذباب البحري، بسبب نجاح قوات الجيش واللجان الشعبية في السيطرة عليه وتأمينه، فيما تقرر الاستعاضة عنه بمعسكر أقيم في جزيرة اريتيرية استأجرتها اسرائيل وأقامت عليها قاعدة عسكرية لوجيستية لطائرات حربية اسرائيلية سبق استخدامها في قصف السودان.

بموجب الخطة تقرر نقل المرتزقة اليمنيين والجنود السودانيين الذين كانت تحملهم بارجتان حربيتان تتبعان سلاح البحرية الاماراتية، وضمهم الى مرتزقة كولومبيين تعاقدت السعودية مع شركة (بلاك ووتر) على توريدهم الى الجزيرة الأريتيرية التي استأجرتها اسرائيل، على ان تنطلق البارجتان الاماراتيتان من ميناء عصب الأريتيري، مرورا بهذه الجزيرة، واستيعاب المرتزقة الكولومبيين المتواجدين في الجزيرة الاسرائيلية غرب باب المندب، وصولاً الى احتلال ميناء المخاء مباشرة، ثم الانتشار البري بعد ذلك في أراضي محافظتي تعز والحديدة بكل الاتجاهات في وقت واحد، بغطاء ناري بحري وجوي كثيف من سلاح الطيران السعودي والإماراتي والأردني، ومشاركة ميدانية من مليشيات المخلافي وتنظيم القاعدة وجبهة ابو العباس وكتائب حماة العقيدة والمغرر بهم من أدعياء (الناصرية) في تعز.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم السبت عجزت القوات المعادية عن تنفيذ خطتها العملياتية المرسومة، بسبب نجاح قوة طليعية من المشاة تابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية في تأمين المناطق الجبلية والساحلية الواقعة بين معسكر العمري ومنفذ ذباب البحري في محافظة تعز، وصمود القوات المسلحة اليمنية في التصدي للبارجة الاماراتية الأولى التي انطلقت صوب ميناء المخاء بغطاء جوي سعودي اسرائيلي، وبإسناد صاروخي بحري من البارجة الاماراتية الثانية التي كان مقررا لها حماية البارجة الأولى وتعزيزها يوم غد الأحد بإنزال ما عليها من اسلحة وجنود سودانيين ومرتزقة يمنيين وأجانب، بعد استكمال عملية احتلال سواحل تعز والحديدة وباب المندب على البحر الأحمر.

وبنجاح قوات الجيش واللجان الشعبية في تأمين المناطق الجبلية والساحلية الواقعة بين معسكر العمري ومدينة ذباب، وتأمين مدينة وميناء المخاء، و إعطاب البارجة الاماراتية الأولى، وإجبار البارجة الثانية على الانسحاب صوب الجزيرة الاسرائيلية بالقرب من ميناء عصب الاريتري، أصيبت خطة احتلال تعز والحديدة قبل منتصف نوفمبر من قبل المرتزقة المحليين والأجانب — وبمعرفة ومناورة المبعوث السعودي الخاص الى الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ — بنكسة خطيرة للغاية من شأنها تغيير معادلات المشهدين العسكري والسياسي.
الحمد لله القاهر الجبار.
ولننحني رؤوسنا إكبار وإجلالا لشهدائنا الأبطال ومقاتلينا الميامين.