فارس القلم والسياسة … “عبدالكريم الخيواني 1965-2015 م “
بقلم / كوثر محمد
عاش الفارس المجاهد حياته باحثاً عن الحرية يقارع لأجلها منذُ أن قرر أن يحمل على عاتقه هم أمة وشعب مظلوم فأصر أن ينشر الوعي والثقافة بين أوساط المجتمع المدني، يقارع لأجلها تارةً بالقلم وتارةً بالسياسة التي مثلت حياته فكرسها لأجل الحق والحرية والعدالة والمساواة في ظل أنظمه حكومية عميلة لدول الخارج تعمل على إسكات أي صوت يبحث عن الحرية ويدعوا للحق وللرقي الإنساني أمام انتهاكات كانت تستخدم ضد كل صوتٍ حر وأمام كل قلم يتحرك ليكتب عن الظلم وعن البؤس والفقر والبطالة والفساد الذي عانا و يعاني منه شعب ٌ كان الحري به أن يعيش عيش الكرامة في وطن لا زالت أرضه بكراً ولازالت فيه من الخيرات لأبنائه الكثير ومن بين التأملات هذه والتطلعات المستقبلية لهذا الشعب العظيم نبغ بحروف القلم التي كانت كرصاصات قاتلة تفضح عورات أفعالهم وبصوت السياسة في قاعات الحوارات والنقاشات السياسية والاقتصادية كان شهيدنا المقدام حيث كان صوت الحق يجلجل فمن هو –
هو: عبد الكريم محمد الخيواني مواليد تعز 1965 م درس فيها حتى وصل إلى مرحلة الثانوية وأكمل دراسته الجامعية في صنعاء ، فتخرج من قسم الاقتصاد والعلوم السياسية ولكن لغته الأسمى ومهنته الأرقى هي “الصحافة ” والإعلام، أهم أعماله كان رئيساً للدائرة السياسية في حزب الحق 2004 م ورئيسا لتحرير صحيفة الأمة الصادرة عن الحزب، ورئيس تحرير صحيفة الشورى الأسبوعية وموقع الشورى نت الإلكتروني كاتب صحفي حر عرُف بمقالاته الجريئة في انتقاد وفضح النظام الحاكم وسياسته في اليمن، وفي 2014 م منحته منظمة بعثة السلام والعلاقات الدبلوماسية للمجلس السياسي الدولي لحقوق الإنسان رتبة سفير للنوايا الحسنة والعلاقات الدبلوماسية للمجلس الدولي لحقوق الإنسان تعييناً فخرياً وتقديراً لجهوده وإسهاماته في المجال الإنساني وهو أول يمني يمنح هذا المنصب، عمل أيضاً عضو مؤتمر الحوار الوطني عن مكون أنصار الله والذي كان له مواقف عظيمة الشأن في تلك المباحثات وهذا كان آخر عمل له قبل اغتياله، كان من الصحفيين القلائل الذين صدحوا بالحق ونادوا من أجله ففي الوقت الذي لم يكن زملائه من الصحفيين يذكرون أحداث صعدة و مظلومية الحرب التي كانت مسلطه عليهم مثل ما كان يتحدث عنها الشهيد في كل كتاباته وتصريحاته التي زادت من بغض الدولة له فكانت علاقته بها بين ناطق بالحق وحكومة ظالمة والتي اندلعت في منتصف مارس 2004 م ومن خلال الصحف التي ترأسها نشر ملفات فساد شديدة الحساسية بالنسبة للحكومة وأشهرها ملف توريث الحكم والمناصب الوظيفية في الدولة المحتكرة من فئات معينه، وملفات الفساد في القطاع النفطي وجمع المسئولين الحكوميين بين المناصب وأعمال التجارة.
وقد تعرض للقمع والمضايقات المستمرة فقد سجن في أواخر عام 2004 م واستمر اعتقاله لمدة عام إثر صدور حكم قضائي بالحبس على خلفية تهم عديدة نسبة إليه كان أهمها الإهانة والمساس بذات رئيس الجمهورية آنذاك علي عبدالله صالح ، ولكن بسبب تفاعل محلي وخارجي وعربي وغربي حتى أن قضيته أبرزت في تقارير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي عن الحريات وتقارير منظمة العفو الدولية وغيرها معا قضيته ومظلوميته وبعد تلك الضغوطات تم إطلاق سراحه أواخر 2005 م بموجب عفو رئاسي ، وبموجب الحكم القضائي الذي أدانه وسجنه تم أيضاً إيقاف صحيفة الشورى ولكن بعد إطلاق سراحه تم استئناف إصدار الصحيفة ولكن لم يسمح له بالاستمرار فتم اقتحام الصحيفة ومصادرتها وسمحت وزارة الإعلام بتولي عصابه للصحيفة وكان النشر في مؤسسة الثورة الحكومية والتي كانت تنشر ما تريده الحكومة من مواضيع تداعب سياستها، حتى أنهم قاموا بحجب موقع الشورى نت عن المتصفحين من قبل وزارة المواصلات، وفي أثناء فترة مكوثه في السجن واطلاعه عن قرب على عالم آخر من المظلوميات وعلى قصص مُختلفة للسجناء أصدر سلسلة مقالات بعنوان ” وطن وراء القضبان ” والتي لامست قصص السجناء الأحداث القصر ووضعهم المزري في السجن واختلاطهم بالسجناء الكبار وقصص زج العديد منهم بدون أي وجه حق أو مكوث البعض منهم رغم انتهاء الفترة القضائية بحقهم ومن عالم السجن أصبح الناطق بأسمائهم والذي كان بتصرفه هذا يزعج الحكومة ويفضح خروقاتها بحق السجناء 2007 م ، حاز على جوائز عدة منها جائزة منظمة العفو الدولية للصحفيين المعرضين للخطر 2008 م ، منُع من السفر خارج البلاد وتعرض لتهديدات عديدة بالتصفية الجسدية كان أبرزها عملية اختطاف تعرض لها حيث تم نقلة إلى ضواحي صنعاء وتم فيها ضربه بقوة على جسده ورأسه بالذات وكانوا أثناء الضرب يكررون عليه كلمات كان قد كتبها في مقالاته وكانت ترمز للحكومة حتى أن أحد الجناة خلال الضرب سألة بأي اليدين تكتب فأشار ليده اليسرى لأنه قد شعر بما يخططون له من بترها ولكن عندما هم احد الجناة بجلب الأداة الحادة وتنفيذ ما رنت إليه نفسه أوقفه شخص ٌ آخر وأخبره أن مهمتهم لهذه المرة هي فقط لردعه لا أكثر حسب الأوامر وأنه لا يوجد أوامر ببتر يده ومن أبرز مقالاته التي أثارت غضب السلطات وحساسيتها ضدة ” عيد الجلوس ” و ” علي كاتيوشا” ومقالات كثيره تتحدث عن طريق الحق الذي سلكه وسار عليه رغم وعورتها وأشواكه الكثيرة
وبسبب مواقفه العظيمة ومواقف أخرى لا يتسنى لنا ذكرها والتي لم يستطيع أن يسكت عنها أمام الظالمين قامت أيادي الشر بجريمتها عبر لوبيات الغدر والخيانة والعمالة التي قادة سلسلة من الاغتيال لتكميم الأفواه حيث تم اغتيال مجموعة من النخب الوطنية منهم الدكتور أحمد شرف الدين والدكتور عبد الكريم جدبان وآخرون والتي كان من ضمنها اغتيال الشهيد الخيواني أمام منزله في شارع هائل بصنعاء من قبل مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية وذلك بطلق ناري أصابه وأرداه شهيداً في 18 مارس 2015 م في يوم الاربعاء، بكت عليه قلوب عشقت حبه للحق وسارت معه توجمت العقول مذهولة من هول الجرائم التي سبقتها و من الجرائم المتوالية وما تلاها من تفجيري مسجدي بدر والحشحوش بصنعاء والهادي بصعدة ومن ثمّ قيام الحرب على اليمن عبر عدوان تحالفت فيه كل دول الشر بزعامة السعودية والامارات وامريكا واسرائيل، ولكن فارسنا لم يمت بل هو حي في فكرة وثقافته وطريقة التي نعتبر أنفسنا طلابا على نفس المسير لتحقيق الحق والعدل والحرية والمساواة …..