نص كلمة الرئيس الصماد خلال لقائه قيادة السلطة المحلية والفعالية المجتمعية بعمران
فيما يلي نص كلمة الرئيس الصماد خلال اللقاء:
الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، أيها الأخوة
السلام عليكم تعالى ورحمة الله وبركاته ..
السلام عليكم وعلى كل أبناء “محافظة عمران” رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، ونقدم الاعتذار أيضاً للأخوة الذين وصلوا متأخرين ولم تتسع لهم الصالة لضيقها.
جئنا إليكم للسلام عليكم، ولتقديم الإجلال والاحترام لأبناء هذه المحافظة التي نعتبرها بوابة النصر، ومن خلالها عبرت “ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر” إلى النصر لإسقاط قوى النفوذ والهيمنة، وبإذن الله تعالى سنعبر من هذه المحافظة لإسقاط مؤامرات الاحتلال والغزو، وهذا بإذن الله تعالى أمل سيتحقق قريباً.
أيها الأخوة: نحيي لكم ولكل أبناء هذه المحافظة هذه الروح الوطنية التي تحلى بها أبناء هذه المحافظة في كل المنعطفات التاريخية والوطنية التي مرت بها البلاد منذ عقود.
طالما تعرضت هذه المحافظة للإقصاء والتهميش بسبب استغلال قوى النفوذ لطيبة ووطنية أبناء هذه المحافظة وصبرهم على آلام المعاناة، لم تمثل هذه المحافظة حق التمثيل، حتى في الانتخابات توزعوا كل واحد يأخذ مديرية، وأبناء المحافظة كأنهم لا وجود لهم، وفي المستقبل -إن شاء الله- سيكون أبناء “محافظة عمران” حاضرين في أي انتخابات وفي أي تسوية سياسية قادمة.
نحن جئنا إلى المحافظة لزيارتها والسلام على أهلها تتويجاً لبرنامجنا الذي شمل عدداً من المحافظات، وكنا نؤثر أن يكون الختام في “محافظة عمران” بالإضافة إلى بعض المحافظات التي لم يتسنّ لنا زيارتها.
هذه المحافظة تستحق فعلاً كل الاهتمام والتقدير، ونحن ندرك أننا لم نستطع أن نقدم شيئًا بالشكل الذي نفي مع وفاء أبناء هذه المحافظة وغيرها من أبناء المحافظات الأخرى؛ بسبب انشغالنا بأولوية مواجهة العدوان والحفاظ على تماسك الجبهات، ولكن ما نؤكده لكم أنه في ما توفرت الإمكانيات سنبذل جهدنا، ونحن استقدمنا -أيضاً- معنى في الزيارة الأخوة مشكورين رئيس مجلس القضاء الأعلى؛ على أساس أن يكون هناك خطة لتفعيل وتعزيز دور المحاكم والنيابات في المحافظة وبشكل استثنائي؛ لحل قضايا الناس، وتعزيز سلطة النظام والقانون والقضاء وسيادته، وهو حاضر معنا سيتم من خلاله -إن شاء الله- تنسيق هذا الموضوع والعمل على تعزيزه في الأيام القادمة، ونحن -أيضاً- نشد على أيديهم بأن تكون لمحافظة عمران أولوية في هذا الموضوع لخصوصيتها وأيضاً لإصلاح ما أفسدته السلطات السابقة في القضايا التي كان يشتغلها الأعداء لإثارة المشاكل والنزاعات بين أبناء هذه القبائل لإلهائهم عن قضاياهم الكبرى؛ لأنهم كما تعلمون يستخدمون سابقاً سياسة ” فرق تسد” فقد اشتغلوا على تفريق و تمزيق القبائل وإثارة المشاكل والنعرات الطائفية والمناطقية، وكذلك الثارات القبلية لكي ينهونا عن أن نطالب بلقمة عيشنا، أو أن نطالب بحريتنا واستقلالنا، وهم باعوا الوطن براً وبحراً وجواً دون أن يستطيع المواطن أن يلتفت إلى ما يحاك ضد الوطن حتى وصلنا ما وصلنا إليه وللأسف.
ما نعانيه اليوم ليس مشكلة آنية، بل بسبب سياسات الماضي التي كانت قد رمت اليمن في أحضان الأمريكان والصهاينة وفي أحضان آل سعود بالذات.
فعندما أحسّوا بأبسط طريق للتحرر اندفعوا بكل ما لديهم من قوة ليقظوا على هذا الصوت الذي حال الله سبحانه وتعالى دون القضاء عليه.
الأخ وزير الأشغال معني -أيضاً- بتعزيز دور وزارة الأشغال في رصف بعض الطرقات وإصلاح الجسور، وكذلك وضع مخطط حضري راقٍ، والعمل على تحسين هذه المدينة -إن شاء الله- لتكون مدينة نموذجية.
ونحن من جانبنا سنوجه الحكومة باعتماد مبلغ مناسب لهذه الأعمال الاستثنائية في ظل هذه الظروف الاستثنائية، وبالنسبة للمستشفى أو ما يتعلق بالطرقات وغيرها، وكذلك الأخ وزير الإدارة المحلية لتعزيز دور السلطة المحلية والمديريات، والعمل -أيضاً- على ترشيد دور المنظمات لمواجهة حالات العوز التي خلفها العدوان والعمل على الاستفادة منها.
الآن العدو مركز تركيزًا كبيرًا على مسارات باتجاه هذه المحافظة، وباتجاه غيرها من المحافظات -وكما نسمع- لكن دائماً عملهم هو فقط في الإعلام كما قلنا في أكثر من خطاب يسموها “معركة تحرير عمران” مثل ما سموا “معركة تحرير تعز” روجوا لها لا ندري كم من الأشهر، وفي الأخير طلعت لا شيء أمام صمود وثبات أبناء هذا الشعب العظيم.
والآن العدو حاول أن يرمز مرتزقته -كما تعلمون- عيّن هذا قائدًا لمنطقة وهذا كذا.. وهذا كذا، ظناً منهم أن انتصابهم في هذه المناصب سيدفعهم إلى اختراق المجتمع والعمل على استقطاب أبنائه.
الناس واقفون مع الله ومع الوطن، ولا يمكن إطلاقاً أن يساوموا على هذا الوطن وعلى كرامته، وهم كمن وصفهم الله سبحانه وتعالى في القران الكريم “لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” .
أنتم فعلاً تمثلون هذا النموذج؛ لذلك يجب أن نعمل جاهدين على تماسك الصفوف، ووحدة الكلمة ووحدة الجبهة الداخلية، و-أيضاً- نشيد بأن هذه المحافظة كانت سباقة في التصالح المجتمعي، سباقة في إنهاء ملف الفتنة التي حصلت في “سبتمبر” وكانت من أولى المحافظات التي خرجت من هذا النفق، وبفضل الله سبحانه وتعالى قدمتم نموذجًا يحتفى به في بقية المحافظات.
لذلك من المهم جداً أن يشعروا أنهم أمام صخرة من الوعي، صخرة من التماسك، صخرة من الاتحاد والتكامل بين جميع فئات ومكونات هذه المحافظة التي تمثل فعلاً درعاً حصين لهذا الوطن.
أبناؤكم إخوانكم زملاؤكم في كل جبهة لهم بأس شديد، ولهم أثر كبير، وفيهم القادة، ومنهم الشهداء، وأعتقد أن هذه المحافظة تصدرت المحافظات في مقدار الشهداء والتضحيات في كل الجبهات، تجاوزت كل حدود الجغرافيا، فالشهداء في تعز وفي البيضاء وفي مأرب وفي الجوف وفي البقع وفي الحدود بكله وفي الساحل ولا تكاد جبهة تخلوا من أبناء هذه المحافظة قياداتًا وأفرادًا.
كذلك بسبب الوضع الاقتصادي، استطاع العدو تجنيد الكثير من أبناء هذه المحافظة من ضعاف النفوس، لكن نحن نراهن على حكمتكم وقدرتكم على التواصل مع مثل هؤلاء الذين نعرف أن الوضع الاقتصادي هو الذي رمى بهم في أحضان العدوان لكي تستطيعوا أن تطمئنوهم.
والأخ المحافظ، ومدير الأمن، وكل المعنيين في السلطة المحلية، والمشائخ، معنيون باستقدامهم بالتواصل معهم لعودتهم إلى حضن الوطن.
طمئنوهم وحياهم الله بين إخوانهم وأهلهم .
أقصد: لا عاد أحد يتعذر لم نعد قادرين على التواصل بأحد، وبيفسلوا بنا ويسودوا بوجيهنا، من سود وجيهكم با نسود وجهه، تواصلوا بالناس وردوهم إلى حضن الوطن وطمئنوهم وأنتم المعنيين في المحافظة، من رجع الله يحيه.
وفعلاً بذلوا جهدًا كبيرًا ورجع بعض المديريات أكثر من ثلاث مائة وأكثر من أربع مائة.
مساكين فقط بيعيشوا حياة الأمرّين تحت إمرة الجنود السعوديين والضباط السعوديين ويهينوهم ويهينوا كرامتهم .
فليعودوا مواطنين صالحين يستقيموا وهذا يعتبر من المواجهة؛ لأنه سيخفف من الحمل في الجبهات الأخرى ونحن كلما استطعنا أن نقدمه سنقدمه.
أيضاً: الاهتمام بالأخوة من القيادات العسكرية في المحافظة إلى القيام بدورهم، وفي الأسابيع القادمة ستنزل لجنة الدفاع -كما اتفقنا- مع الأخوة قيادات الدفاع على أساس النزول للجلوس مع القيادات العسكرية، وترتيب الوضع العسكري والألوية الموجودة في المحافظة، والقيادات العسكرية التي لها مجال كبير وتم إقصاء الكثير منهم خلال الفترة الماضية ليقوموا بدورهم.
فالحسرة كل الحسرة والخسارة كل الخسارة والندم كل الندم هو: أن ينتهي هذا العدوان بالنصر المؤزر والإنسان لم يشارك فيه.
بفضل الله سبحانه وتعالى الجميع بذل جهدًا كبيرًا ورائعًا، ولكن من لا زال لديه طاقات سيندم إن لم يقدمها؛ لأن النصر المتوقع سيخزي دول الخليج التي شاركت في العدوان، وسيخزي القاعدين، وسيخزي المتراجعين ويجعل كل واحد يندم بعدم تقديم الدور الذي عليه.
نحن مقبلون على العام الرابع من العدوان، نأمل أن يشهد زخماً كبيراً، وأن يشهد حركة كبيرة، وأن يشهد تنوعًا في الأنشطة والأعمال في هذه المحافظة.
كلنا ثقة بقدرتكم على تجاوز كل الإشكالات والمصاعب، ونعدكم أننا لسنا الآن في مرحلة انتخابية، لم نجيء لنروج لانتخابات، نحن في حالة حرب، ولكننا نقول: أن هذه المحافظة محل تقديرنا فعلاً، العدوان لم يترك لنا المجال للوفاء بما يجب لأبناء هذه المحافظة ولأبناء هذا الشعب بسبب الظروف التي فرضت سواء اقتصادية أو أمنية أو عسكرية أو غيرها.
لكن نؤكد أنكم ستكونون محط أولوياتنا في كل المحطات، ومتى ما توفرت الإمكانيات المتاحة سترون وتعرفون مدى حبنا وتقديرنا واهتمامنا بأبناء هذه المحافظة وتقديرنا لمواقفهم.
نؤكد على الأخ رئيس مجلس القضاء أن يتم تعزيز المحاكم والنيابات في “محافظة عمران” لتقوم بدورها على أكمل وجه وتجعلوها أولوية في هذه المرحلة لبسط سيطرة سيادة النظام والقانون وحل قضايا الناس وبسط الأمن والاستقرار.
والأخوة كذلك في وزارة الأشغال والصحة، سنوجههم جميعاً للنزول واللقاء بالإخوة في قيادة السلطة المحلية لتقديم المتاح والممكن، ولكن في الأخير يبقى دور علينا جميعاً هو: الحفاظ على وحدة الصف، والعمل أيضاً على إرسال رسائل قوية للأعداء، إن محافظة عمران هي المحافظة التي سيعبر منها الشعب اليمني إلى النصر، وسنتمكن -بإذن الله تعالى- من إبطال كل مؤامرات الأعداء وإفشالها وأيضاً العمل على تعزيز الوحدة الداخلية، وسنعمل -أيضاً- حتى ولو كان هناك مساجين أو غيرهم من غير الفتنة وليسوا أشخاصًا خطيرين سنوجه على أساس إطلاقهم بكفالات وضمانات الأخوة المشائخ، أيضاً لطمأنة الأخرين الذين لا زالوا هناك إذا أرادوا أن يعودوا كذلك من خلالكم أنتم تستطيعوا أن تعملوا الكثير.
وإن شاء الله هناك برنامج سيتم استكماله في هذه المحافظة، سواء ً لنا أو الأخوة الوزراء ونشيد بالنموذج الذي قدم في التصالح المجتمعي بين المكونات السياسية في بعض المديريات، ونأمل أن يتكرر -أيضاً – على مستوى المحافظة لتقدموا نموذجاً يحتذى به في بقية المحافظات.
أيضاً: نؤكد من جديد أننا سنوجه الإخوة في الحكومة باعتماد مبلغ استثنائي للمشاريع، سواء في ما يتعلق بتحسين المدينة، وكذلك تلافي الأخطار التي حصلت في الفترة الماضية من السيول و غيرها بإنشاء العبّارات والجسور، وكذلك في الجانب الصحي، ولتحديد وتطوير تخطيط هذه المدينة التي -إن شاء الله- ستصبح نموذجاً بين المدن اليمنية.
لكم مني ومن كل الإخوة الشكر والتقدير على مواقفكم، ونعدكم أننا سنقف حاضرون معكم في كل المحطات والمنعطفات، وثقوا أنه على أيديكم وأيدي أمثالكم من أبناء هذا الشعب سيتحقق النصر القريب بإذن الله سبحانه وتعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
سبأ