الخبر وما وراء الخبر

مخرج طـوارئ..ولكن!

65

بقلم : عـبدالله علي صبري

* ونحن على أعتاب عام رابع من الحرب العدوانية والحصار الجائر والشامل يتساءل المرء إلى متى هذا الصلف السعودي الأمريكي، ومتى يرعوي تحالف الشر عن حربه القذرة بحق الشعب اليمني، وقد انكشف عجزه وفشله العسكري، وتكشفت الحقائق التي حاول أن يخفيها، فظهرت مطامعه في منافذ وموانئ اليمن وجزره الشهيرة على نحو فج، وبطريقة أعرابية لا علاقة لها بالقيم والأخلاق والعروبة وحسن الجوار.

وحيث لا يتوافر جواب منطقي، فإن المنطق ذاته يقول أن لا معنى لهذه الحرب العبثية، وإن المصلحة تقتضي أن يتجه تحالف العدوان إلى مخرج طوارئ، من بوابة الكارثة الإنسانية التي تتسع رقعة المطالبين بالحد منها، والدفع من خلالها باتجاه استئناف المفاوضات وصولا إلى حل سياسي عادل ومستدام.

لكن بدلا من الشجاعة في الجلوس على طاولة المفاوضات، يلجأ آل سعود إلى مباحثات من وراء ستار، ثم يزعمون عبر تسريبات إعلامية أن الطرف الآخر قد تعاطى بإيجابية مع هذا الشكل من التفاوض، ولما نفى الرئيس الصماد هذه المزاعم، وبدل أن يردوا على هذا النفي، دفعوا بمرتزقتهم إلى النفي بالنيابة!

في بريطانيا جنح بن سلمان تحت ضغط التظاهرات الشعبية لمنطق السلام، وكذلك فعلت الحكومة البريطانية، لكن بعد أن مارست لندن العادة الغربية في استنزاف البقرة الحلوب. ولن تتردد واشنطن بدورها في استغلال جموح الأمير المهفوف الذي بدا متهالكا أمام منطق ترامب “الجباية مقابل الحماية”.

لكن حين يعود بن سلمان إلى بلاده ورشده، سيدرك أن الطريق إلى الحماية التي يبحث عنها لعرشه قبل مملكته لا بد أن تمر من صنعاء التي تنمر عليها ثم غدا بعد ثلاث سنوات من الفشل الذريع مجرد “أسد مفرشة”!!

قبل بضعة أسابيع من العدوان والإعلان عما يسمى بعاصفة الحزم، كان الناطق الرسمي لأنصار الله قد بادر وزار الرياض في محاولة لتبديد الأوهام والمخاوف التي نسجها الإعلام المتصهين بشأن تداعيات ما بعد 21 سبتمبر 2014م، وبدل أن تتقارب السعودية مع المبادرة اليمنية، انصاعت للإيحاءات الأمريكية، بشأن التدخل العسكري في اليمن. وتحت إغراء انهيار الجيش اليمني وتفاقم الانقسام السياسي وتدهور الاقتصاد الوطني، ظنت السعودية أن حربها على اليمن، ستكون مجرد نزهة لا أكثر.

واليوم، وقد استنفدت السعودية كل ما في جعبتها، وتعرت أمام العالم، لم يعد أمامها سوى إيقاف هذه الحرب عبر مخرج طوارئ، لا يبدو أن أمير الحرب والإجرام قادر على الاستفادة منه.