الخبر وما وراء الخبر

اللاءات الصمادية!

171

بقلم / مصباح الهمداني

لو حدثتكم عن عبدربه وبرنامجه اليومي؛ لن أخرجَ من بين كَفَّي الطباخ كومار، ونظرات الخيَّاط ساجور، وأنامِل المُدلك الجديد براكاش، وعصا قائد الجناح كنان…

ولا بأس أن أنقلَ لكم آخرَ صور للرئيس (اللاشرعي والمختطف) وهو يلتقي بكتيبة الطباخين الهنود ويشتكي لهم كثرة الملح والبهارات في طعامه ويشرَحُ لهم أنه مغير صمّامات للقلب وهذا يضره.. وصورة الدنبوع وهو يلتقي قائدَ الخياطين ويُريه حجمَ أحدِ الأكمام في آخر قميص أكبر من الأخرى.. وقبلَهُ التقى بالبنقالي قائد الجناح وتوسَّلَ إليه أنْ لا يُغلق الصالة بعدَ الحاديةَ عشرَةَ ليلاً؛ لأنه يأتيه أحيانًا أرقٌ ويريد تحريك أقدامه..

ولهذا دعوني أحدثكم حديثَ الرجالِ للرجالِ.. وأتحدث عن الرئيس، ولا رئيس لليمن إلا الصَّماد، فهوَ المُجاهِدُ منذ نعُومة أظافره، وهو رجل المرحلة منذ تولى الرئاسة وَقيادة القوات المسلحة، فلا تكادُ تغمضُ عينَيك عنه وهو يحضر تخرُّج إحدى الدورات العسكرية، حتى تراهُ يحضُرُ دورةً أخرى في وسط الجبال، وما تكادُ تلتقطُ صورته هُناكَ حتى يُفاجِئَكَ أنه في الساحِل.. وما إن تضع يدكَ على قلبكَ وتقولُ كفى! حتى تجدَه في قبلةِ الجبهات وأخطرها، وقد كان لجبهتَي نجران وجيزان شرفُ استقباله.. وفي صنعاء يُتعِبُ مَن حوله، فلا يكلُّ ولا يملُّ، ولا يهدأ له بالٌ، وهكذا هم الرجال الرجال!

يومَ (الخميس) كانَتْ جلسة الرئيس، إذا نظرنا إليها بلغةِ العارفين بلغة الجسد هي جلسة الواثِقْ المُتمكِّن، ومع أنَّها ليستْ جلسةُ استنفار حربْ إلا أنها تعني الاتكاءَ على عناصِر النصر بثقةٍ كبيرة.. ولم تكُنِ الجلسةُ لوحدها هي الرسالةُ الوحيدة بل كان الحديثُ بكله رسائِلْ تقشعرُّ لها أبدانُ الغزاة، وتطمئن لها القلوب المؤمنة…

التقى الرئيسُ الصمّادُ بقادة الحرس الجمهوري، من ضمن لقاءاتٍ مستمرة، وتحَـرّكاتٍ دائمة، وكم يُبهِركَ الرئيس وهو يَعلمُ أن العدو بعدَ أن انكسرتْ شوكته العسكرية يلجأ إلى نوافِذَ أخرى وقد لا تقل أهميّة وذلك حين أشار إليها الصماد بقوله:

(هذه معركة وعي الآن، نحن في معركة وعي معهم)..

وهي بالفِعل كذلك ويستخدمون لهذه المعركة أبواقهم من أكبر القنوات إلى أرخص الصحف والكتابات..

ويحدد الرئيس واحدةً من هذه الهرطقات الكاذبة في تزييف الوعي، والضحكِ على الأمة بكل بجاحةٍ وصفاقة ويحدد ذلك في قوله:

(أمس اتصالات يقولون، صدق محمد عبد السلام في السعودية؟

يا أخي قلنا لك لا عاد تصدقهم في الصدق، لو يهب لك خطبة صدق لا تصدقه، خلّي ما الكذب، يشتي يبتزنا).

ويُشخِّص الصماد العدوَّ بدقة العارف وعين المُبصِر ويقول:

(لو احنا عارفين أن السعودية حق سلام وأن قرارها بيديها، إن نحن نجلس على طاولة ونتفاوض تفاوض الشجعان).

ثم يتوقف الرئيس مع تحديد نوعية العدو وأنه ليس سوى نعال للمستعمر الكبير ويقول:

(لكن إحنا عارفين ما معهم قرار).

ويُحدد الصماد نوعية أي تفاوض قادم بكل وضوحٍ في الرؤية وبكل أنفةٍ في القيادة ويقول:

(ولو تفاوضنا محنا مساومين في كرامة هذا الشعب وتضحياته إطلاقًا).

وكم كانَ الرئيس دقيقًا وكأنه يُحرّكُ كاميرا في داخِلِ أروقةِ زرائِب سلمان، وهو يرى المُرتزقة ويقول:

(قاعد يفسبك ومن تويتر من داخل غرف عمليات التحالف، من داخل السعودية، ومن داخل غرفهم، والرصيد حقه والباقه حقه على حساب السعودية، وجاء يقلك هاه قد الجماعة بيتفاوضوا هم والسعودية، قد بيسبروا ويفعلوا، وما دريت إلا وقد البعض فتح أذانه)..

وبعدها يضعُ الصماد القاعدةَ العريضة لمن أرادَ معرفة الرجولة والبسالة والشجاعة اليمنية الضاربة ويقول:

(مابش مابش… صمود.. ثبات.. تمكين،… يشتوا سلام جاؤوا لسلام الشجعان المشرّف، الذي لا ينتقص من كرامة هذا الشعب، ما يشتوش فاحنا مصممين على مواصلة الصمود).

ويفخرُ الرئيس بأولئك الأبطال الشجعان الذين لبّوا الدعوة ولبسوا بدلات البطولة وقال لهم:

(وبكم وبأمثالكم إن شاء الله، ستشهد الجبهات زخمًا كبيرًا).

ولم ينسَ الصمادُ أولئك الرجالَ الذين انغرسوا في قيادة الجبهات، فيما وراء الحدود وفي الساحل والحديدة وميدي، وأشار إليهم إشارة الإكبار والافتخار والتمجيد والتبجيل حين قال:

(وزملاءكم الذين سبقوكم، قد عملوا دوراً كبيراً في معسكرات التجميع).

ويلتفتُ الرئيس إلى حضور الحاضرين من كبار ضباط الحرس الشجعان ويأملُ فيهم ما نأمل ويأمل الوطن ويقول:

(وإن شاء الله أنكم ستكونوا خير رافد لهذه الجبهات).

ويختم الصماد حديثَه برسائلٍ عبر الأثير، لأولئك الغائبين الحاضرين، من خيرة الرجال عدةً وعتادًا، وشدةً وبأسًا، وهو يقول:

(وأيضاً الشكر الجزيل للإخوة في قيادة الدفاع، على هذا الجهد الرائع والجبَّار، حتى لم يتسنى لهم الحضور لانشغالهم في الجبهات، ونشتي بقية المسئولين جميعًا يحملون هذه الروحية وهذه المسئولية، عمل كخلية النحل، لا نألو جهداً في سبيل الدفاع عن كرامة هذا الشعب، ورفع المعاناة عنه).

من استمَعَ لخطاب الرئيس الصماد سيُدركُ أنَّنَا نطرُقُ بوابةَ العامَ الرابع بنصرٍ مؤزر، وعزٍّ مظفر، وقيادة حكيمة، وألويةٍ وكتائب ستعجزُ الجبهات عن احتضانِ أعدادها الغفيرة..

شكرًا للرئيس الصامد الصمَّاد..

والمجدُ والخلودُ للوطن وللمجاهدين العظماء..