الصماد يصادق على شهادة فوتيل أمام الكونجرس ؟!..
ذمار نيوز| المسيرة نت : إبراهيم الوادعي 29 جمادى الثاني 1439هـ الموافق 17 مارس، 2018م
قاصدا، تعمد رئيس المجلس السياسي القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية صالح علي الصماد تأكيد ما جاء على لسان قائد القوات المركزية الأمريكية جوزيف فوتيل في شهادته أمام الكونجرس الأمريكي، وقال الصماد في خطابه أمام عدد من ضباط الحرس الجمهوري والعمليات الخاصة أمس الأول بأن اليمن بما يملك من خبرة وقوة راكمها خلال الثلاثة أعوام من القتال أضحى رقما صعبا في المعادلة بالمنطقة، وهو يتجه لصنع انتصاره في العام الرابع من العدوان.
مضيفا: أن ما عجز عن تحقيقه العدوان خلال ال 3 أعوام من القتال وهو في أوج قوته واندفاعه لن يحققه بعد 3 سنوات من القتال وجبهته تعاني التصدع والتفكك والهزيمة النفسية نتيجة الصمود الأسطوري للجيش واللجان الشعبية، وتطوير قدراتهما لتصل إلى دول العدوان وتهدد مصالحها الحيوية.
جوزيف فوتيل في شهادته الجمعة 9 مارس أمام لجنة استماع من الكونجرس ضمت نوابا ديمقراطيين وجمهوريين قال إن اليمن أضحى يمثل تهديدا لأمريكا وحلفائها في المنطقة، ولدى سؤاله من قبل عضو بالكونجرس عما إذا كانت الصواريخ الباليستية تصل الإمارات فأجاب بالقول نعم، لمسنا ذلك وهي تصل الآن إلى أبعد من مطار الملك خالد في الرياض.
وأضاف: بأن مائة ألف أمريكي يعملون في السعودية ودول الخليج الأخرى باتوا في مرمى الصواريخ اليمنية الباليستية، ويجري تدعيم قدرات الحلفاء في مواجهتها حسب قوله.
وما قاله فوتيل ضمنا في معرض شهادته، أدلى به الصماد صراحة أمام ضباط الحرس الجمهوري والعمليات الخاصة،
وقال إن صنعاء تركت لقوى العدوان التغني بالانتصارات عبر وسائل الإعلام، بينما على الأرض الأمر مختلف تماما، حيث يوقع مجاهدو الجيش واللجان القتل الذريع بجنود العدوان ومرتزقته.
خارطة الميدان القتالي تصدق ما جاء على لسان الاثنين، فالتقدمات باهضة الثمن التي حققها قوات العدوان تظل غير ثابتة وبقدم واحدة ترتجف وتسقط مع أول هجمة منسقة، كما حدث في جبهة نهم مؤخرا حيث أكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي بأن الجيش واللجان تمكنوا ففي ظرف أيام من استعادة ما حققه العدوان ومرتزقته من تقدمات في جبهة نهم على مدى عامين، وأعيدت خارطة التوزيع العسكري إلى بداياتها في هذه المديرية التي اعترف مسئول إصلاحي فيها بخسارة 12 ألفا من عناصر حزبه حتى نهاية 2016م أي بعد نحو 9 أشهر من القتال فقط فيما عمر القتال في جبهة نهم يمتد اليوم لنحو عامين ونصف.. فكم يا ترى خسر الإصلاح؟ وما مدى خسارة الأطراف الأخرى من مرتزقة العدوان، وكم ياترى الخسارة الاجمالية في مختلف الجبهات؟
وبمعزل عن أن قناة العربية والإعلام السعودي والإماراتي وفقا لمضمون شهادة فوتيل ينسج انتصارات لا تتجاوز حدود الاستوديو، ثمة أمر مثير للاهتمام يظهر في مضمون حديثي فوتيل والصماد وكلاهما القائدان العسكريان الأعلى رتبة في جيشي بلادهما، وهو أن القادة السعوديين والإماراتيين قد يكونون منفصلون عن الواقع الميداني للحرب في اليمن، وغير قادرين على قراءة المعطيات في افتقاد تحالف العدوان إلى انتصار ثابت على الأرض غير معرض للانهيار في أي لحظة، أو إدراك مدى القدرات العسكرية المتنامية التي بلغها الجانب اليمني، وتقلق فوتيل والولايات المتحدة الأمريكية..
استجواب الكونجرس لقائد القوات الأمريكية المركزية جوزيف فوتيل يأتي في إطار صراع يحتدم بين البيت الأبيض والكونجرس للسيطرة على مجريات الحرب التي تشارك فيها واشنطن منذ 3 سنوات ولم تحقق أي نتائج حتى الآن، بل تعاظمت خلالها قوة صنعاء وباتت قادرة على فرض معادلة إقليمية جديدة، وهو ما أشار له الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام في تغريدة له قبل أيام على تويتر في معرض نفيه شائعات ذهابه إلى الرياض، بالقول إن السعودية فقدت قرار الحرب..
وفي الخلاصة يصدق المثل والحق ما شهدت به الأعداء.