((تعزيز مفهوم الفشل في نفوس الشباب))
بقلم / يوسف الحاضري
كان إلى وقت قريب ووفقا لتراكمات 40عاما من الثقافات الباطلة والمنهجية التربوية الخطيرة والتوجيه الإعلامي المضلل أن الشاب اليمني إذا بلغ ال16 من عمره وكانت درجاته المدرسية في الثانوية قليلة ومتدنية أو تكرر رسوبه يحكم عليه بأنه فاشل، فيجد نفسه في مقياس الدولة أنه فاشل ولا مكان له في بنائها وينظر إليه المجتمع بنفس النظرة المنتقصة منه ومن مقدرته العقلية والفكرية وأيضا يجد نفسه أسريا محاط بهذه الحسابات والمقاييس فيتعزز كل ذلك في نفسيته فيؤمن إيمانا يقينيا بأنه كذلك فاشل وانتهى دوره في الحياة ولم يبق له إلا كيفيه البحث عن مصدر دخل دائم يمشي به بقية حياته التي قد تمتد لأربعة أضعاف ما قد عاشه في منهجية صهيونية ماسونية خبيثة وخطيرة أسست هذا الجانب عبر أدواتها وعملائها المنافقين الذين كان يطلق عليهم رؤساء ومسئولي الدولة ،فينتهي دور الشاب قبل أن يبدأ حياته وفي سن ال16 من عمره.
نتيجة لذلك يتسابق هؤلاء جميعا إلى أن يتعسكروا في الجيش أو الأمن ليضمنوا راتبا دائما غير مدركين بأهمية مكانهم هذا ومسئوليته وواجباتهم وهذا ما تجلى لنا في عدوان ال26من مارس2015م وحتى اليوم حيث وجدنا أكثر من70% منهم تنصل عن مسئوليته ودوره حيث لم يفهم من هذا الجهاز (الجيش / الأمن) إلا كيف يكون مرافقا لقائد أو لوزير أو لمسئول يقدم جمجمته لأجله وعلى هذا قس.
وشريحة منهم (وهذا الأخطر) كانت تسقط في شراك وشباك شياطين الإنس أصحاب الجماعات الدموية القاتلة كالقاعدة وداعش ومن حولهما حيث يجد أن هذا الصراط أسهل وأسرع طريق لينهي حياته التي حكم عليها بالفشل ومازال في ال16من عمره إما بتفجير نفسه في مسجد أو سوق أو تجمع هنا أو هناك وهذه نتيجة تسيل لها لعاب الماسونية الصهيونية المتآمرة على الإسلام والمسلمين.
وشريحة ثالثة منهم يبدأ في الاغترار بالحضارات الغربية المادية فيسعى بكل طاقته ليحصل على فرصة عمل في أمريكا أو أوروبا أو الخليج ويتحول فيها إلى عنصر باغض وبحنق شديد لأرضه ومجتمعه ماقتا لهم ينظر إليهم بعين الانتقام فيتشفى لما يحدث لبلده وأبناء بلده وكأنهم السبب في فشله وتلك الأحكام السابقة وليسوا حكام البلاد ومسئوليه.
وهكذا عشنا خلال فترة كبيرة ربما بدأت منذ أن تربع عفاش أكبر فاشل في التاريخ اليمني على حكم اليمن بالتحديد بعد أن اغتال أحد الناجحين من أبناء اليمن (الرئيس الحمدي رحمه الله) وحتى استطاعت المسيرة القرآنية أن تجتاح النفوس والقلوب بقيادة الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي وأخيه السيد القائد عبدالملك عليهما سلام الله والتي أظهرت حقيقة الإنسان سواء كان كبيرا أو صغيرا، ذكرا أو أنثى، معاقا أو صحيحا، متعلما أو غير متعلم، مدنيا أو قرويا ،وأحيت في نفوس الجميع مسئوليتهم الحقيقية التي على أساسها استخلفهم الله في الأرض وفضلهم عن الجن والملائكة وبقية المخلوقات ، فلم يعد هناك مصطلح فاشل مستندا على تحصيل دراسي مرحلي في لحظة معينة، بل أصبح الفاشل هو ذلك الذي يفشل عن الارتباط بمنهجية المسيرة القرآنية حتى لو كان بروفيسورا كبيرا في جامعة كبيرة فإنه يصبح قزما في نظر المجتمع الحقيقي الذي أنتجتها المسيرة القرآنية بعد أن تغيرت مقاييس ومعايير الفشل والنجاح وفقا لما وضحه القرآن الكريم وليس لما أسسته مؤسسات هوليود الأمريكية او ديزني او مؤسسات الفكر والثقافة والتربية والتعليم الماسونية الوهابية الصهيونية في اليمن فاستنهضت طاقات الشباب وعزائمهم ومسئولياتهم وحركتهم كقوى بشرية لها الإمكانيات اللامحدودة للتغيير السليم السوي في الأرض، وهذا ما حصل ويحصل خلال فترة وجيزة جدا من نشوء الحركة “حركة أنصار الله”وانتشارها وانتصارها، مما أغاض هذه الجماعات الشيطانية الثلاث (الماسونية – الصهيونية – الوهابية) فتحركت بكل قوتها وإمكانياتها المادية والعسكرية والبشرية لتقضي على هذه الجماعة النورانية الإسلامية الحقيقية، ولكن هيهات لهم ذلك مهما كانت شدة نارهم وحديدهم وبأسهم فبأس الله أشد وأقوى وعسى أن يكون قريبا.