الخبر وما وراء الخبر

“التضليل الأمريكي البريطاني”

72

كتب | أمين النهمي

قبل أيام قليلة من زيارة مرتقبة لمجرم الحرب بن سلمان إلى أمريكا في العشرين من مارس الجاري، تشهد واشنطن حراكا على مستوى الكونفرس ومنظمات حقوقية، ضد استمرار الدعم العسكري الأمريكي للسعودية، والمطالبة بإنهاء مشاركة بلادهم في الحرب على اليمن التي أوشكت على إنهاء عامها الثالث، مستشهدين بتقارير حقوقية تشير إلى أن الوضع في اليمن مسأوي وكارثي جدا.

كما تأتي تصريحات قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف موتيل الرافضة لإيقاف الدعم العسكري واللوجستي للسعودية في عدوانها على اليمن، متناغمةً مع ما صرح به وزير الحرب البريطاني بوريس جونسون على صفقة التايفون البريطانية السعودية،بالقول: أنها مهمة لتعزيز الأمن في الشرق الأوسط، وهو ما يوضح الصورة أكثر لمن مازال يتغابى، عن التورط المباشر، ويؤكد المشاركة الفعلية لواشنطن ولندن في العدوان على اليمن.

الغريب والمثير للسخرية والاستهجان؛ في حديث وزير الحرب البريطاني وقائد القوات الأمريكية، هو ذلك التناقض المفضوح، والنفي الكاذب؛ بعدم تورطهما في الحرب على اليمن، وليسوا طرفا في هذا العدوان، بينما هم مستمرون في عقد الصفقات، وبيع الأسلحة المحرمة، وتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي، وتوفير الغطاء السياسي، وإعطاء الضوء الأخضر للسعودية وحلفائها؛ لمواصلة ارتكاب الجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني، وحصاره وتجويعه، وتدمير مؤسساته.

هذا الدور المشبوه الذي تمارسه بريطانيا وأمريكا، يأتي في سياق التضليل الإعلامي للرأي العالمي، فالمواقف الأمريكية والبريطانية التي كانت تسوقها لخداع الشعوب تحت عناوين فضفاضة كالحرية، والديمقراطية، ومحاربة الإرهاب، وغيرها من العناوين الزائفة، كشفت عن عورتها الخبيثة في تصدير ورعاية الإرهاب وتمويله، و وتوظيف المواقفَ والقراراتٍ لخدمة بترو دولارات البقرة الخليجية الحلوب، وتوفير الأمن والحماية لإسرائيل، وهو ما حذر منه الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه منذ العام 2002م، في محاضرته المعنونة ب”خطر دخول أمريكا إلى اليمن”.

غير أن الحملات الكبيرة المناهضة لجرائم آل سعود في اليمن والاحتجاجات الشعبية المتزايدة يوما بعد آخر كالتي شهدتها بريطانيا الأسابيع الماضية، و المواقف الأخيرة للكونفرس ومجلس الشيوخ، والمجتمع المدني الأمريكي، مثلت عنوانا لصحوة الضمير فيما يسمي بالعالم الحر بعد أن ظننا كل الظن أن لا بواكي على اليمنيين ومأساتهم، في ظل تغلغل اللوبي البريطاني الأمريكي السعودي في مختلف بنيات التأثير في صناعة القرار للدول الكبرى، وفي أهم المنظمات والمحافل الدولية.