الخبر وما وراء الخبر

لن يجعل الله للكافرين سبيلاً عليكم على الإطلاق، تحركوا وسيتحقق لكم ما وعد

79

على الرغم من كل هذا الأشياء التي قد تراها أمامك عوائق أو مؤامرات خطيرة إذا الناس مستقيمين وثابتين ومؤمنين هذا الإيمان الداخلي العملي {َلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} أيَّ سبيل نهائياً، معنى هذا بأنه لا يحصل سبيل على المؤمنين إلا من جهة المؤمنين هم من يفتحون على أنفسهم هم منافذ، لكن كيف الفتَّاح هذا؟ تجد أن القرآن يقدم فتَّاح مشاكل عندما يحصل تفريط ويحصل ضعف إيمان، عندما لا يتجهون عملياً، وليس على أساس ما يقدم الآن، الآن تقدم القضية بالعكس تتحرك معناه أنت تفتح مشاكل. لا، فتَّاح المشاكل من خلال القرآن: هو أن يقعد الناس ولا يتحركون هو أن لا يكونوا بالشكل الذي يعتبرون مؤمنين صادقين، فعندما يكونون مؤمنين صادقين ويعملون ما بوسعهم ومتجهين ليعدوا كل ما يستطيعوا من قوة معنى هذا لن يحصل على الإطلاق أن يتمكن الكافرون منهم {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}.

نحن الآن نرى لهم سبيل، خطين مثل الخطوط السريعة أليست موجودة هذه الآن؟ لأنه لا يوجد النوعية هذه: المؤمنون، المؤمنون لم يعد الناس مؤمنين بما تعنيه الكلمة هم مبتعدون عن الله بل عن الثقة لا يوجد حتى الثقة لا بالله ولا بكتابه ولا بدينه إلى درجة أنه يمكن يمثل حل أو يتحرك على أساسه ولو لم يكن إلا على أساس أنه إذا حصل شيء نكون في سبيل الله فلا يموت واحد [دون أن يستثمر موته في سبيل الله] لم تعد موجودة حتى الفكرة هذه على طريقة: [إذا أنت ستموت يوم السبت فقد يوم الجمعة أفضل لك] لم تعد موجودة ولا الفكرة هذه مع أن القرآن يقدم المشاريع كلها إيمانية وتوجيهات للمؤمنين مشاريع ناجحة مشاريع كبيرة مشاريع نصر.

لهذا نحن نقول: إن علينا أن نتحرك بكل ما في وسعنا ونعمل كلما نرى أنه مؤثر على العدو نعمل في سبيل الله لنحقق إيماناً لدينا عندما نرجع إلى كتاب الله نقرأه ونتأمله لنعرف دينه ونعرفه سبحانه وتعالى من خلال كتابه بالشكل الذي نصل إلى درجة {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} ونعمل ما بوسعنا؛ لأنه هكذا من واجب المؤمنين وإن كان عملاً يبدو بسيطاً مثل شعار يرفعه يقاطع بضائع توجيهات للناس أن يعودوا إلى دين الله.

فإذا تحقق للناس اسم إيمان والله يعلم أن الإيمان درجات والإمكانيات في إطار عمل المؤمنين متفاوتة قد لا يكون بعضها متوفراً لكن عندما يكونون يعملون بطاقتهم وينطلقون بجدية هنا تحقق لهم اسم إيمان لن يجعل الله للكافرين عليهم سبيلاً، عندما يقعد الناس وهم يرون عملاً بسيطاً لكنه عمل مؤثر يقول لك: ماذا سيعمل بأمريكا؟ تقول له: ماذا سيعمل بي أنا أمام الله، هذه القضية في المقدمة يحقق لدي اسم إيمان متى ما تحقق لدي اسم إيمان ورآني الله مؤمناً فلن يجعل للكافر الذي تقول: [إن معه، ومعه] لن يجعل له سبيلاً على من كانوا مؤمنين وإن كانت قدراتهم محدودة إذا قد صار هو يتحرك بطاقته وليس لديه فكرة تملص ومحاولة الهرب من المسئولية يؤدي فعلاً العمل في كل ما هو في متناوله يعمله، لكن لا تكن القضية عشوائية، رؤية واحدة توجه واحد؛ لأنه هناك يأتي خطاب {كُونُوا} ليس المعنى كل واحد من عنده وكل واحد وفق رؤيته؛ لأنه معلوم أن هذا لا يمكن به إقامة قسط، آراء متعددة خطب متعددة مواقف متعددة لا يحصل على الإطلاق إقامة [قبْيَلة] فضلاً عن إقامة قسط بكل ما تعنيه الكلمة هذه وبشمولها وسعتها.

عندما يقول لك: الشعار هذا ماذا يمكن أن يعمل بأمريكا؟! فقل: قد ظهر لنا بأنه مؤثر جداً على الأمريكيين وظهر أن باستطاعتنا أن نعمل ضدهم حتى بكلمات نرددها مثلما قلنا الليلة: عندما ترى حادثا معينا فقل: أمريكا وإسرائيل، قضية هامة عندما ترى سحب أسلحة قل هذا وراءه أمريكا وإسرائيل، كلمات أحياناً تكون الكلمة لها أثر كبير جداً، أعني: يحتاج الأمريكيون أنه حتى يجعلون لهم مبرراً هو عبارة عن كلمة يحتاجون أن يقوموا بأعمال كبيرة ويقتلوا أناساً منهم، أنت هي كلمة مجاناً تقدم لك، وأمامنا قد تقولها مجاناً لست بحاجة أن تفتعل أي شيء حتى تقدم كلمة قل: أمريكا وإسرائيل.

بهذه الأعمال يحقق الناس لأنفسهم أن يكونوا مؤمنين وفعلاً الله يقول في آية أخرى بالنسبة للمؤمنين الأوائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} (المائدة: من الآية11) قوم آخرون كانوا أقوى منكم {فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} (المائدة: من الآية11) لماذا؟ لأنهم مؤمنون {فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} هذه آية مهمة {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ} بهذه العبارة المؤكدة {لِلْكَافِرِينَ} لاحظ عبارة كافرين هنا هي تشمل كل فئات الكافرين: كافرين مشركين كافرين منافقين كافرين يهود كافرين نصارى كافرين بآيات الله بأي نمط وبأي نوع كان لن يجعل لهم سبيلاً على المؤمنين، لكن إذا كانوا فاهمين الإيمان ومستقيمين وإلا قد تفتح عليهم السبل من كل مكان، هذا مما يعطي طمأنة للناس للمؤمنين ومما يزيح كل المقولات التي تصبح عند الكثير عبارة عن مبررات بأن يقعدوا [يوجد ناس متآمرين وناس قالوا كذا وناس مخذلين وناس، وناس، إذاً لن يصلح شيء!] تقول في الأخير: مهما كانت الأمور لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً تحرك ألم يقدم المنافقين هنا فئة من الكافرين؟ لن يجعل لهم سبيلاً عليكم على الإطلاق تحركوا وسيتحقق لكم ما وعد الله والأمور بيد الله وكما يريد هو سبحانه وتعالى.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس العشرون – من دروس رمضان – سورة النساء]

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ 20 رمضان 1424هـ

الموافق 14/ 11/2003م

اليمن ـ صعدة.