“سلام الله على السلالم”
بقلم | أمين النهمي.
استبسال عظيم، وعزيمة ربانية، وإرادة صادقة، وروح إيمانية، ومعنويات عالية يحملها المجاهدون الحفاة، عنوانها أحقية القضية، ومشروعية الهدف الذي انطلقوا من أجله، وتحركوا في سبيله.
في رابعة النهار، وفي ظل تحليق مستمر لطيران العدوان، وبخطى واثقة وحذرة؛
يتقدم أبطال الجيش واللجان لتحطيم أسطورة التحصينات السعودية متجهين صوب الضبعة برفقه (سلم) حمله المجاهدون الى الموضع المنحدر أسفل الموقع ليجتازوا عبره العقبة الأخيرة، قبل إكمال المسير لبلوغ التحصينات، وغرف العمليات والرقابة داخل الضبعة، وفي أعلى قمة جبلية فيه، بالفعل يتحرك ثلة من المجاهدين اليمنيين ويقتحمون الموقع ويدمرونه، تاركين وراءهم جثث متناثرة وأدخنة تتصاعد من المخازن.
تكرار المشهد الأسطوري لمعركة ذات السلالم في موقع الضبعة السعودي بنجران، وفي ذات المكان، وبنفس الآلية والعدد؛ يعكس حالة التخبط، والانهيار، والفشل، والإحباط الذي وصل إليه جيش الكبسة، والخسائر الكبيرة التي يتلقاها منذ عدوانه على الشعب اليمني.
التغييرات الأخيرة التي أقدمت عليها الرياض، وأطاحت بعدد من القيادات العسكرية، واستبدالهم بقيادات جديدة؛ خصوصا ما يتعلق بالحد الجنوبي لمملكة الشر، لم تفلح شيئا، وفشلت فشلا ذريعا في إدارة المعركة وتغيير مسارها.
وعلى الرغم من الفارق الكبير، والبون الشاسع بين الإمكانيات الحربية الحديثة، والوسائل المتطورة، والميزانية الكبيرة التي يمتلكها العدوان، وبين إمكانات المجاهد اليمني الذي لايحمل سوى الثقة بالله والوعي والبصيرة، إلى جانب الولاعة والسلالم اللتان يصنع بهما المعجزات، والتي جعلت أكاديميات وأبحاث العالم العسكرية تقف في حيرة وذهول أمام هذه المشاهد الأسطورية الخارقة، التي أحدثت تغييرا كبيرا ونقلة نوعية في إدارة الحروب والمعارك.
بون شاسع أيضا بين معارك الشرف والرجولة التي يختارها المجاهد اليمني، والهدف الذي يولّي شطره تجاهه، وبين الأهداف والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي، وتستهدف النساء والأطفال والأسواق وغيرها.
لتحالف العدوان السعودي الأمريكي أن يتذرع؛ وكما هي عادته بعد كل عملية نوعية ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية، بأن هذه السلالم إيرانية الصنع، للتغطية والتعتيم على فشله الذريع، وخسائره الكبيرة، وهزائمه المتكررة في عدوانه على اليمن الذي يوشك على دخول عامه الرابع.
فسلام الله على السلالم، وعلى تلك الأقدام الحافية التي حملت السلالم واقتحمت المواقع، و”لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون”.