الخبر وما وراء الخبر

قـد يأتي من الغـرب ما يسر القـلب !

66

بقلم /  عـــبدالله عـلي صبري

* الحملة الكبيرة المناهضة لجرائم آل سعود في اليمن والاحتجاجات الشعبية على زيارة بن سلمان لبريطانيا، كانت عنوانا لصحوة الضمير فيما يسمي بالعالم الحر بعد أن ظننا كل الظن أن لا بواكي على اليمنيين ومأساتهم، في ظل تغلغل اللوبي الأمريكي السعودي في مختلف بنيات التأثير في صناعة القرار للدول الكبرى، وفي أهم المنظمات والمحافل الدولية.

صحيح أن الحملة لم تضع حداً للتعاون الكبير بين الرياض ولندن، ولم توقف صفقة بيع الطائرات التي يحتاجها آل سعود في حربهم الإجرامية والمتوحشة باليمن، إلا أنه لم يسبق لمسؤول سعودي كبير أن واجه صفعات متوالية ومؤلمة، كتلك التي شهدها بن سلمان في زيارته الأخيرة للمملكة المتحدة، ما جعل خارجية البلدين تتحدث بشكل ناعم عن ضرورة وأهمية الحل السياسي والإنساني في اليمن بعيداً عن عنتريات آل سعود بشأن الحسم العسكري تحت عنوان إعادة ما يسمى بالشرعية!

ولا بد هنا من إسداء الشكر للناشطين الحقوقيين اليمنيين في لندن، الذين يعملون بدأب على تعرية جرائم آل سعود في اليمن، ويشكلون مع منظمات دولية صديقة لوبي ضغط كبيراً على الحكومة البريطانية، وسياستها الخارجية المتصلة بموقفها من مجريات الأحداث في اليمن.

على أن الشكر لا بد أن يكون مضاعفاً للمنظمات والناشطين البريطانيين أنفسهم، المناهضين لجرائم الحرب في اليمن، والمعارضين لاستمرار دعم حكومة بلادهم لآل سعود، والذين صنعوا بمواقفهم الإنسانية رأياً عاماً متعاطفاً مع اليمن، عبرت عنه مقالات الصحف الشهيرة ذات المصداقية والتأثير المعتبر في السياسة والإعلام.

ولعل هذا الموقف الإنساني المتضامن مع اليمن يدفع بمن لا يرون في الغرب إلا الحكومات العدوة والمعتدية علينا وعلى أمتنا العربية والإسلامية، إلى إعادة التفكير في حقيقة المجتمعات الغربية، وإمكانية الانفتاح عليها والتواصل معها على قاعدة الشراكة العالمية في الدفاع عن كرامة بني الإنسان، ومحاصرة الحكومات التي تنتهك هذه الحقوق أو تعمل على تسيسها، مستغلة نفوذها وإمكاناتها في التأثير على الدول والمنظمات المعنية بملف حقوق الإنسان.

وفي هذا الصدد، ونظراً لمظلومية شعبنا الكبيرة والعميقة، يتعين على مختلف الجهات الشعبية والرسمية أن تكون أكثر مرونة وانفتاحاً مع أية مبادرات أو زيارات قد تعود بالنفع على شعبنا لجهة توثيق جرائم تحالف العدوان، والانتقال إلى التحقيق المحايد فيها ومحاكمة مجرمي الحرب عاجلا أو آجلا، فما فعله ويفعله آل سعود باليمن يرقى إلى جرائم إبادة بحق الإنسانية لا يمكن أن يسقط بالتقادم!