نحن لله فأي شيء علينا في سبيله ليست مشكلة
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (البقرة:155ـ156) هذه الخلاصة هي هذه، نحن لله فشيء في سبيله ليس هو مشكلة علينا في سبيله نحن له ونحن سننتهي في مسيرتنا بأن نرجع إليه، هذه العبارة جميلة جداً و ترسخ في ذهنيتك بأنك مملوك لله وأنت له وسترجع إليه، إذاً لم يكن هناك جديد بالنسبة لك نهائياً، أن نقول إن الآخرين أوقعوك في قضية هم يمكن أن يميتوك إذا تحركت في سبيل الله، معناه إذا ما تحركت ستخلَّد، وأنهم سيعذبونك، لكن إذا أنت لم تتحرك في سبيل الله فلن ينالك شيء؟ لا. إذاً فنحن لله ونحن راجعون إليه فما يأتي ونحن في سبيله هو مما يجعل له أثره الكبير في مقام الرجوع إليه ويوم نرجع إليه.
{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة:157) لاحظ العبارة هنا أن تأتي العبارة هذه بشكل صلوات، صلوات تعني الرعاية التي هي رعاية لمن هم في أداء مسئولية، رعاية تسهل لهم النهوض بمسئوليتهم مثل كلمة: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) عندما نؤمر أن نصلي على محمد وعلى آل محمد نحن ندعو الله أن يمنحهم ما يهيء لهم النهوض بمسئوليتهم فيمنحهم من الرفعة والعزة والتمكين ما يمكنهم من أن ينهضوا بالمسئولية الملقاة على كواهلهم {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ} الصلوات هي تفيد الرعاية يمنحهم مجدا يمنحهم رفعة يمنحهم عزة، تختلف كلمة صلوات عن أي شيء آخر، ورحمة يرحمهم في مسيرتهم، ورحمة الله مظاهرها كثيرة جداً في حياة الناس.
{وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} هم المهتدون لسبيل الحق، هم المهتدون للطريقة الصحيحة هم المهتدون إلى ما يؤدي إلى الغايات العظيمة في الدنيا والغاية العظيمة في الآخرة وهي ماذا؟ الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى لا يجوز أن الناس يتساهلون يكون يتذكر الإنسان يتذكر دائماً لا يخاف، واحدة مما يجعل الإنسان يخاف عندما لا ينظر إلا إلى اتجاه واحد يكون عنده أن هذه الطريقة مليئة بالمشاكل والمصائب والسجون وأشياء من هذه وقد يقتل واحد، لكن ً تذكر الطريقة الثانية تذكر أنك قد تعاني معاناة شديدة ليست في سبيل الله ولا وراءها أي غاية جميلة بالنسبة لك، إذاً يجب أن نتذكر هذه الحالة ليعرف الإنسان أو ليصل إلى مسألة: أن لا يخشى إلا الله هذه نفسها من العوامل المساعدة على أن تقف موقف الحق على أن تكون حالتك النفسية حالة حق وصواب، ألم يقل هناك {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} أليس من الحق ومن الصواب أن تكون على هذا النحو؟: أن لا تخشى غير الله.
لاحظ كيف قدم لك المسألة هنا بالشكل العظيم جداً، يدفع بك في الأخير إلى أن ترى فعلاً أنها قضية أفضل لي أن لا أخشى إلا الله؛ لأني عندما أقتل سأقتل في سبيل الله سأكون حيًّا، حيًّا في الجنة تتنعم من بعد ما تفارق اللحظة الأولى لتلقى الحياة هذه، أليست هذه الطريقة نفسها من عند {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (البقرة: من الآية154) إلى قوله في الأخير: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة: من الآية157) تجعلك بالشكل الذي تشجعك على أن تكون لديك حالة الحق وهو أن لا تخشى إلا الله {فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن} (المائدة: من الآية44) تبين لك السنة الإلهية بأن الله عندما يوجه إلى حق عندما يأمر بحق هو يعمل الأشياء الكثيرة التي تسهل عليك الوصول إلى ذلك الحق، فعندما يكون مطلوب منك، وهي قضية أساسية وقضية هامة أن يكون الإنسان هكذا لا يخشى إلا الله فانظر كيف عمل هنا بشكل يجعلك فعلاً لا تعد ترى بأنه صحيح أن تخشى غير الله وأنه خطأ أن تخشى غير الله؛ لأنه ما هي غاية أن يعمل بي غير الله؟ هو أن أقتل، أليس هكذا؟ هو أن يحصل نقص من جانبه على أموال ثمرات يحصل شي من الخوف أشياء من هذه كلها هذه فيما يتعلق بالقتل، بعده حياة في مقام رفيع أو تقع أشياء من هذه وراءها {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}. إذاً عندما يرجع واحد في الأخير يخشى غير الله يعتبر نفسه مخطئا هو في حالة غلط هو في حالة خطأ هو في حالة [دبور] كما نقول نحن، دبور.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
[الدرس الثامن – من دروس رمضان]
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ 8 رمضان 1424هـ
الموافق 2/ 11/2003م
اليمن – صعدة.