“القضية الفلسطينية… بين مركزية اليمن، وتطبيع العدوان”
إعداد | أمين النهمي
*فلسطين بوصلة اليمنيين الأولى.
باتت القضية الفلسطينية حالة شعبية ثابتة لدى أبناء الشعب اليمني، وشهدت اهتماما متزايدا عز نظيره في أي بلد عربي مسلم؛ وذلك من خلال الانشطة المتعددة لشعب الإيمان والحكمة، والحضارة والتاريخ، بدءاً بيوم القدس العالمي، ومرورا بسلسلة الفعاليات والندوات المختلفة المدافعة عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وانتهاء بالتظاهرات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة، وحملة التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني؛ رغم ما يمر به الشعب اليمني من ظروف وأوضاع صعبة واستثنائية جراء استمرار العدوان الأمريكي السعودي وما يفرضه من حصار منذ ما يقارب ثلاث سنوات.
ففي الوقت الذي غابت القضية الفلسطينية عن الشارع العربي؛ وإعلامه المهترئ غيابا متعمدا، ظلت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في وجدان الشعب اليمني؛ كقضية مركزية، وموقف مبدئي وثابت لايمكن التراجع عنه قيد أنملة، بل تشكل القضية الفلسطينية بوصلة لليمنيين، ومنطلق أساس ورئيس لحل مشكلات الأمة العربية والإسلامية.
وليس خفيا عن أن دوافع العدوان السعودي الأمريكي الذي يوشك على دخول عامه الرابع؛ هو معاقبة الشعب اليمني لإصراره على نصرة القضية الفلسطينية، ويمكن تأكيد ذلك بسهولة من خلال مشاركة العدو الإسرائيلي والأمريكي في هذا العدوان.
وعلى العكس تماماً، لم ينجح العدوان في تحقيق هدفه؛ بل تزايدت حالة السخط الشعبي اليمني على العدو الإسرائيلي، وأدى لاقتناع الكثير من اليمنيين بصوابية التمسك بالقضية الفلسطينية كقضية العرب والمسلمين الأساسية.
*تطبيع العدوان مع الكيان الصهيوني.
ينكشف القناع المزيف لدول العدوان يوما بعد آخر، وثبوت وقوفهم صفاً واحداً مع إسرائيل وأمريكا في سلب الشعب الفلسطيني حقوقه ومقدساته، وذهاب تلك الدول للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
البداية من المملكة الأردنية الهاشمية التي كان لها السبق في إعادة فتح السفارة الإسرائيلية، وعودة العمل فيها، مرورا بصفقة غاز القرن الإسرائيلية المصرية، بِقيمة 15 مليار دولار لمُدَّة عَشر سنوات، الأمْر الذي جَعل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يَرْقُص طَربًا، ليس من ضَخامة المَبلغ، ومعاني الصَّفقة التطبيعيّة، وإنّما أيضًا من تَولِّي السُّلطة المِصريّة مُهمّة تَسويق فائِض الغاز الإسرائيلي المَسروق إلى دُولٍ عربيّةٍ وأوروبا، وامتناع التصويت في البرلمان التونسي على مشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل، ودعوة العديد من الكتّاب والمحللين السعوديين إلى التطبيع صراحة مع إسرائيل، وعقد سلام معها، فضلا عن استضافة الصحافة السعودية لعدد من مسؤولي الكيان الصهيوني، ودوافع زيارة الجبير وزير خارجية مملكة الشر لعدد من الدول الأوربية الأيام الماضية؛ والتي كرّسها في التحريض على إيران واصفا إياها بالخطر الأكبر؛ متناسيا- عمدا-الخطر الصهيوني الذي مايزال يحتل الأراضي العربية، وكان الأولى به أن يحشد العالم ضد قرار ترامب الذي يمثل تهديدا حقيقيا وفعليا لتهويد القدس، ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي ذات التطبيع قاد الحاخام الصهيوني “مارك شناير” الأسبوع الماضي حملة تطبيعية
إلى البحرين برفقة سبعة عشر زائرا صهيونيا؛ وتأتي في سياق تعزيز العلاقات بين كيان العدو وبعض دول الخليج، وتقديم الشكر لملك البحرين كونه يقدم الدعم لإسرائيل، والأمثلة كثيرة على هذا الهوان والانبطاح العربي.
التعويل اليوم على دول محور المقاومة، وشعوبها الحرة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق؛ في الانتصار للشعب العربي الفلسطيني لاستعادة حقوقه ومقدساته، واقتلاع السرطان الخبيث من جسدها الطاهر.