رئيس جامعة ذمار لـ الشعب: العملية التعليمية مستمرة، ورهانات المتربصين خاسرة..
ذمار نيوز../ 16 جمادى الثاني 1439هـ الموافق 4 مارس، 2018م
🔹العملية التعليمية مستمرة، ورهانات المتربصين خاسرة..
🔹حاربنا الفساد من خلال ضبط الإيرادات والمصروفات، وتغييرات أكاديمية وإدارية
🔹نحن في جبهة تستدعي العمل والصبر والثبات، وعلى الجميع استشعار ذلك.
جامعة ذمار، هذا الصرح العلمي العملاق، الزاخر كرما بمخرجاته وعطائه، يقدم لنا بين فينة وأخرى، أكاليل نجاح، وباقات تفرد وتميز من خلال كوكبة من الخريجين الذين اكتنفهم في احضانه. مخرجات تعكس حجم المدخلات على مداميك النوعية والكفاءة، وصمود خالد في سير العملية التعليمية رغم كل الظروف والتحديات. يترأس الأستاذ الدكتور طالب طاهر النهاري اليوم مؤسسة تعليمية نموذجية تضم عشرات الآلاف من الطلبة، والمئات من الأكاديميين والإداريين، الذين يشكلون تروسا جنبا إلى جنب لإستمرار دوران عجلة التعليم صوب المستقبل المزدهر.
تبدو معرفة وخبرة النهاري بشؤون الجامعة عميقة جدا، فقد تسلق عموديا إلى رأس الهرم متسلحا بخبرات التجربة والممارسة، ففي الجانب النقابي انتخب من أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة ذمار مسؤولا أكاديميا، ثم ماليا للهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بالجامعة. كذلك بدأ إلى جانب عمله التدريسي والأكاديمي رئيسا لقسم الكيمياء في كلية العلوم التطبيقية، ثم نائبا للعميد لشؤون الطلاب، وتعين عميدا لكلية العلوم التطبيقية، ثم مساعد نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، قبل أن يصعد نائبا لرئيس الجامعة لشؤون الطلاب، ثم نائبا لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، وانتهى به المقام ليتربع بكل إقتدار رئيسا لجامعة ذمار.
“الشعب” التقت به في هذا الحوار الشيق، وكان لها معه هذا الوقت المستقطع الجميل الذي اتسم بالشفافية والمسئولية، وخفة الظل وسعة الصدر.
🔹بداية دكتور ونحن على مشارف الفصل الدراسي الثاني، كيف مضى الفصل الدراسي الأول لهذا العام..؟؟
🔸أولا أشكر صحيفة الشعب ذمار، هذا المنبر المتميز الذي جاء في وقت كانت فيه المحافظة في أمس الحاجة لمن ينقل أخبارها ويكشف اغوارها، ويوصل مظلوميتها ورسالتها، ويطلع عن كثب لما يدور حولها، وأخص بالشكر القائمين عليها والمشرف العام على تحريرها. ثانيا، نحمد الله تعالى على التوفيق والإنجاز، فقد مر الفصل الدراسي الأول على ما يرام، وسارت العملية التعليمية وفقا لما اعددناه ورسمناه في خطتنا بداية العام الجامعي من خلال إعطاء بدل مواصلات لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم على كل محاضرة، رغم أن هناك الكثير من المتربصين الذين راهنوا على توقف التعليم، معولين على ما تمر به البلاد من عدوان غاشم للعام الثالث على التوالي، إلا أن رهاناتهم كانت خاسرة، وتقديراتهم باءت بالفشل الذريع بفضل الله تعالى ووعي الشرفاء والمخلصين من كوادر الجامعة من اكاديميين وإداريين في مختلف كليات الجامعة.
🔹بالحديث عن العدوان ورهاناته، خصوصا في تعطيل المؤسسات التعليمية من خلال القصف المباشر أو الحصار الإقتصادي وما تلته من خطوات كان أبرزها نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن، كيف تجاوزت الجامعة هذه المعضلة..؟؟
🔸لا يخفى على الجميع أننا في الجامعة عانينا الأمرين فيما يتعلق بالعدوان الغاشم وتبعاته، فإلى جانب قصف طيران العدوان بعض مباني الجامعة، تسببت في تدمير البنى التحتية وإقلاق السكينة العامة للطلاب وأولياء امورهم، جاءت الأزمة المالية لتفاقم الوضع، فحدثت ضجة في البداية نتيجة انقطاع رواتب الموظفين، وتلا ذلك تجميد أرصدة الجامعة في البنوك. إلا أننا ومعنا كل الشرفاء وأصحاب الضمائر الحية استطعنا تجاوز المرحلة بما تمتلكه الجامعة من إيراداتها الذاتية اليسيرة، ولا ننكر أن المعاناة ما زالت لصيقة بوضعنا وترافقنا كظلنا.
🔹ولكنك سيادة الرئيس لم توضح بالتفصيل كيف تجاوزتم ذلك..؟؟
🔸طبعا هي اجراءات مؤقتة بكل تأكيد الغرض منها الحفاظ على إستمرار العملية التعليمية بما يتناغم ويتواءم مع قدراتنا وامكانياتنا الحالية، فكان خطنا العريض هو ترشيد النفقات وأحيانا إيقافها وتسخير كل الموارد لاستمرار العملية التعليمية وشراء مستلزمات المعامل وتوفير المتطلبات الأساسية لاجراء الامتحانات، واجتمع مجلس الجامعة بداية العام الدراسي 2017/2018م واقرينا صرف بدل مواصلات لكل محاضرة من الموارد الذاتية للكليات التي لها إيرادات (3 كليات ومعهد) وتتحمل رئاسة الجامعة بدل المواصلات للكليات الفقيرة وكذلك صرف تغذيات وبدل مواصلات شهرية للجانب الإداري من الاكاديمين والإدارين، وهناك إدارات عامة تم تقليص إداراتها وأقسامها كون مهامها لا تتعلق مباشرة بالعملية التعليمية التي هي وجهتنا وغايتنا.
🔹ما هي المشاكل التي تعاني منها الجامعة بعيدا عن المشاكل المالية..؟؟
🔸لا يخلو اي عمل ناجح من إرهاصات ومعوقات، فما بالك ونحن نتحدث عن جامعة كبيرة وواسعة بتفرعاتها وتخصصاتها وهياكلها، اضف إلى ذلك الوضع الحرج الذي تسلمت فيه مهامي لقيادة الجامعة ونحن نمر باشرس عدوان همجي وبربري غاشم، ولا نستطيع أن نبعد موضوع المشاكل المالية عن بقية المشاكل الأخرى، فجميعها مترابط ومتشابك، فمدى الجهوزية يقل، واستيعاب الطلاب يختلف، وكذلك عطاء الدكاترة والمدرسين نتيجة للظروف المالية، كذلك الحال فيما يتعلق برسوم العام والموازي ورسوم الدراسات العليا التي تعتبر الوقود الرئيسي لإستمرار عمل الجامعة، فالحالة الإقتصادية جعلتنا نراعي الطلاب إلى أقصى حد، إضافة إلى تخفيض 30% الذي جاء بقرارات عليا. إضافة إلى الامتيازات التي منحناها لطلاب أسر الشهداء والمجاهدين الذين لولا تضحياتهم وبطولاتهم ما فتحت الجامعة أبوابها واستمرت في عطائها.
🔹ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها الجامعة منذ توليك رئاستها..؟؟
🔸هناك الكثير من الإنجازات المتسلسلة والتي تأتي كنتاج طبيعي لعملنا المؤسسي وفق خطة سنوية تم فيها مراعات الإمكانات والموارد الذاتية الموجودة مع ملاحظة أن موازنة الجامعة مليون ونصف شهريا للعام 2017 والتي لا تكفي لتغطية 30% من قيمة المحروقات اللازمة لتشغيل مولدات الكليات والجامعة، ومن أهم وأبرز الإنجازات: إستمرار العملية التعليمية في هذه الظروف أكبر إنجاز، وأقوى صفعة لقوى العدوان.
كذلك قامت الجامعه بإقامة العديد من الفعاليات والندوات والوقفات الاحتجاجية والمعارض الفنية والتشكيلية المناهضة للعدوان ومرتزقتة كما شارك البعض من الاكاديمين والإداريين بزيارة المجاهدين في الجبهات خلال عيد الفطر وعيد الأضحى من كل عام، والمشاركة في كل الفعاليات الدينية والوطنية. وكذلك محاربة الفساد من خلال ضبط الإيرادات والمصروفات، عمل بيان حالة مالية ودراسية شاملة لكل طالب في كل كلية ومعهد ومركز في الجامعة بحيث تم تحديد إيرادات كل كلية بدقة ومنع أي فساد في عملية التحصيل التي كانت تتم بشكل غير قانوني نتيجة لعدم وجود بيان حالة مالية دقيقة للكلية وضعف الرقابة على عملية التحصيل. كذلك تم تحديد كل الحالات المخالفة في القبول للأعوام السابقة….. وسوف يتم حوسبة كل هذا العمل في النظام المالي الذي سيتم شراؤه خلال هذا الشهر…… وتتميز جامعة ذمار بهذا العمل على مستوى الجامعات الحكومية ، عمل مسح شامل لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم لأجل عمل قاعدة بيانات كاملة للاكاديمين وحوسبتها ومن نتائج عملية المسح تحديد المنقطعين والمتلاعبين واتخاذ الإجراءات القانونية بمن لم يعد إلى التدريس في الجامعه، وقد أقر مجلس الجامعه فصل 52 أكاديمي منقطع ، كذلك تمت عملية مسح للاداريين لعمل قاعدة بيانات لهم وحوسبتها، وخلال الأسابيع القادمة سوف تتخذ إجراءات قانونية بحق المنقطعين، إجراء تغييرات أكاديمية وإدارية هدفها إصلاح الاختلالات التي كانت قائمة، شراء أجهزة وتجهيزات معملية ومواد كيميائية للمعامل في الكليات من الموارد الذاتية للجامعه والكليات، الشفافية المطلقة في عملية القبول والتنسيق للطلاب الجدد خلال هذا العام والعامين السابقين، استخدام نظام التصحيح الإلكتروني في تصحيح نتائج القبول في الجامعة لهذا العام. وتعتبر جامعة ذمار اول جامعة حكومية تستخدم نظام التصحيح الالكتروني لكل كليات الجامعة، إعلان نتائج الطلاب قبل بدأ العام الدراسي وبعضها في بداية العام الدراسي باستثناء احد الكليات، تم توصيف البرامج الدراسية لكل كليات الجامعه باستثناء كليتي الهندسة والحاسبات. حيث أنجزت ثلاث كليات هي طب الأسنان والطب البشري والعلوم التطبيقية توصيف المقررات الدراسية وفق معايير الاعتماد الأكاديمي ونظام الجودة ولولا تجميد الموارد الذاتية للجامعة في نهاية 2016 و 50% من الإيرادات الذاتية للثلاثة أرباع من العام 2017 مما سبب إيقاف توصيف المقررات الدراسية في أغلب كليات الجامعة وكذلك تأخير حوسبة الجامعة وإكمال انشاء محطة الجامعة، قيام الجامعة بحوسبة نتائج الطلاب للاعوام السابقة في نظام SAR. مما يسهل ويسرع في إعلان نتائج الطلاب وكذلك سرعة استخراج وثائق الطلبة، كما تم ضبط عملية الإيفاد الخارجي وإنهاء إيفاد من تجاوز فترته القانونية
🔹ولكن هناك شكاوى كثيرة بسبب تأخر إعلان النتائج الدراسية..؟؟
🔸أعود وأكرر أن المشاكل المالية تقف وراء كل المعوقات والارهاصات. فهناك بعض مدرسي المواد في بعض الكليات قاموا بحجز دفاتر الإجابات للمطالبة بمستحقاتهم، ولهذا السبب تأخرت النتائج في بعض الكليات التي لم تحسم هذا الأمر معهم ونحن نقوم والأخ النائب لشؤون الطلاب بمتابعة كل الكليات بسرعة إعلان النتائج من خلال زيارتنا للكنترولات في كل كلية وحل الأشكال أو التقصير القائم من قبل الكلية أو رفض بعض أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم تسليم الدفاتر الامتحانية للمقررات التي يدرسونها بعد نهاية اختبارات الفصل الدراسي الأول وقبل بدأ العام الدراسي بشهر وقد ذكرت سابقا أن أغلب الكليات أعلنت نتائجها قبل بدأ العام الدراسي وبعضها في بداية العام الدراسي.
🔹ما هي رسالتك التي توجهها لكل أكاديمي وموظفي الجامعة ومنتسبيها، ولابنائنا الطلاب..؟؟
🔸في البداية أتقدم بالشكر الجزيل لكل اعضاء هيئة التدريس ومساعديهم الذين أدوا رسالتهم التعليمية في تدريس أبنائهم الطلبة رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها نتيجة انقطاع الراتب بسبب العدوان ومرتزقته الذين قاموا بنقل البنك المركزي إلى عدن، إضافة إلى الحصار البري والبحري والجوي الجائر والظالم على اليمن منذ بداية العدوان. كذلك نشكر كل الكادر الإداري الذي استمر في عمله رغم كل الصعاب.
وبالنسبة لأبنائنا الطلبة نؤكد لهم استمرار العملية التعليمية وتوفير المستلزمات الضرورية لاستمرار العملية التعليمية وإن شاء الله خلال الفترة القادمة سوف يتحسن وضع استخراج الوثائق بعد حوسبة نتائج الطلبة في نظام sar. واتمنى ان يستشعر كل منتسبي الجامعة من أكاديمين وإداريين وطلبة بأننا في جبهة من جبهات الصمود في مواجهة العدوان ومرتزقته وما علينا إلا العمل والصبر والثبات والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بالنصر والتمكين فهو نعم المولى ونعم النصير.