الخبر وما وراء الخبر

النصر يأتي في المراحل الحرجة

147

بقلم/ محسن الشامي

تعد معركة الاحزاب من اهم المعارك التاريخية الاسلاميه مليئة بالدروس والعبر والتي نحتاجها اليوم في مواجهتنا مع الاعراب.
فرغم الحصار للمدينة المنورة في اقل من خمسة كيلومتر مربع ، ورغم جحافل العدوان وتجيشهم ونفيرهم العام للقضاء على الاسلام .
التقارير القرأنيه عن تفاصيل الوضع الداخلي جديره بالاهتمام اذ جاؤكم من فوقكم ومن اسفل منكم وإذْ زاغة الابصار وبلغت القلوب الحناجر .لم يكن امام المؤمنين خيرٌ اخر سوا المواجهة ، رغم البلوى والحصار وشحت الامكانات. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلو زلزالاً شديدا.
وفي خضم هذه الاهوال وتكالب الاعداء وقلت وعي الاتباع المحسوبين على الجبهة الداخليه.آن ذاك
هل قدم الرسول تنازلات? هل استنجد بالفرس او الرمان او تحالف معهم لكبح جماح التحالف لقوى العدوان من القبائل العربيه
مع انه كان بإمكانه وقد تأتي الاجابة سريعه? هذه الأمور تحتاج الى تفهم واهتمام وبالامكان اسقاط هذا السؤال مع اجابته على الواقع الذي نعيشه اليوم في ظل العدوان على بلدنا.
رسول الله صلى الله عليه وعلى اله يحمل مشروعاً عالمياً شاملاً وهومكلف بمهمه يستند فيها الى شرعية الهية هي القائمة على ضمان و نجاح هذا المشروع ، فلو تحالف مع الروم او الفرس مثلاً لتفادي هجمة الاعراب وجحافلهم لاصبح مديناً لهذا الطف او ذاك
ولم يكن باستطاعته مع تو سع الدعوة الاسلاميه ارغام الفرس او الروم الدخول في الاسلام لأنه اصبح مدين ولهم الفضل عليه وهذا مالم يكن فرسول الله صلى الله عليه وعلى اله يحمل مشروعاً عالميا ، فالكل لابد ان يذوب في هذا الدين فهو لكل العالمين.
وعلى هذا الاساس كان اعتماد المسلمين على الله وعلى انفسهم في جمع المال وتقوية مقاتليهم ومضاعفة مجهودهم الحربي وتجهيز المقاتلين وتأهيلهم وشحذ هممهم وتذكيرهم بأهمية المشروع الذي يحملونه ويدافعون عنه.
اليوم يجب ان نستفيد من هذه الدروس ومهما كان تكالب العدوان ومهما كان حجم الحصار فلن نسمح لاحد ان يسرق انتصاراتنا او يسوق لمشاكله على حساب مظلوميتنا .قد نتحالف مع الاخرين ، لكن هيهات ان نستجديهم فلا روسيا ولا ايران ولا غيرها فشعبنا ومن خلال اعتماده على الله وصبره وعزيمته ورجاله وثقافته يمتلك زمام المبادره ، ثم ونحن في هذه المسيرة القرآنيه وشموليتها في الدعوه وثقافتها التي يجب ان يستوعبها كل العالم لن نطلب وليس بمقدور اي طرف اخر حماية هذا المشروع الالهي ال اهله وأنصاره .
يجب ان تكون هذه ثقافتنا وهويتنا وتاريخنا وانتماؤنا وحضارتنا قضيتنا ورأها ملك السماوات والارض اذاً لا حاجة لاي طرف من هذا العالم المتشدق بالانسانيه او المخدر بفعل المال السعودي والمداهن للمستكبرين والطغاه.
ويجب ان نفهم ان النصر موعدنا وقريباًٌ جداً والنصرُ دائما يأتي في المراحل الحرجه حتى اذا استيأس الرسل وضنوا انهم قد كذبوا جائهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأ سنا عن القوم المجرمين.