الخبر وما وراء الخبر

“جمال بن عمر” والمفارقات الشاسعة بينه وبين العنصر المخلص للإجرام السعودي الامريكي في اليمن

101

ليست مجرد اخطاء كبيرة ارتكبها اسماعيل ولد الشيخ فحسب بل فضيعة ومدوية ومثلما كانت اليمن مختبراً لبشاعة الدول المعتدية وسقوط القوى الفاسدة في الداخل بالخيانة كانت ايضاً مختبراً لأخلاقيات الأمم المتحدة ومبعوثها.

ثلاثة اعوام عصيبة على الوضع الأنساني ومثار اهتمام عام حقوقي لا يقبل الوضع الرمدي مع تصاعد ضحايا العدوان في صفوف المدنيين، هذا الجدار الشفاف كان كافياً لكشف النوايا واخلاقيات كثيرة وخصوصاً لمن كان لهم صلة بالملف اليمني وسلسلة الجرائم والخروقات التي ارتكبت في هذا البلد.

ولد الشيخ صرح في جلسته الأخيرة امام مجلس الأمن انه تم وضع مقترح كامل وشامل بالتشاور مع كافة الفرقاء الا انهم رفضوا التوقيع عليه في الدقائق الأخيرة، واضاف ان الحوثيين ليسوا مستعدين في هذه المرحلة لتقديم التنازلات في الشق الأمني.

يقود هذا التصريح لمفارقة شاسعة بينه وبين المبعوث الدولي جمال بن عمر الذي قاد مفاوضات طويلة لملفات ابتدأت منذ العام 2011 مرة بالمبادرة الخليجية وصولا للحوار الوطني وانتهائاً عند اتفاقية السلم والشراكة الوطنية.

جمال بن عمر في جلسته الأخيرة صرح ان اليمنيون كانوا قاب قوسين او ادنى من التوصل الى حل سياسي تماماً كما فعلوا حين وقعوا على اتفاق نقل السلطة واختتموا بنجاح مؤتمر الحوار الوطني وتبنوا اتفاق السلم والشراكة لولا تدخل السعودية.

احتز هذا التصريح لجمال بن عمر رحلة طويلة لخلفه اسماعيل ولد الشيخ اتسمت بالكذب والتظليل والتزييف والأنحياز للسعودية.

اسألة كثيرة كانت توضع على اداء وتقارير اسماعيل ولد الشيخ التي قدمت امام مجلس الأمن الدولي وحملت الكثير من التناقضات التي كشفت القسم الأسود من شخصيته دون قناع الأمم المتحدة وحتى مع مجارات عدم جديته الأخيرة في الحل السياسي، اسألة كثيرة ايضاً طرحت حول لغة التقارير التي تغيب السعودية والتحالف الذي تقوده منها كما انها لم تكن موجودة في وجع اليمن وشعبه.

من جنيف الى بيال الى المنامة ظلت تحركات المبعوث الأسمر السعودية الهوى، فما يقال في الأعلام السعودي وعلى السنة المسئولين السعوديين كان هو ذاته ما يطرح على طاولت المفاوضات، علاوة الى ما يطرحه حلفاء السعودية الغربيين الذين لا يفارقون جلسات التفاوض، وكأنهم ليسوا طرفاً في الحرب.

في التصريحات المنفردة يبدوا اسماعيل ولد الشيخ بحاجة ماسة لقرائة الأوامر وتلك ابرز معضلات الحل السياسي في اليمن وليس كما يوصفها اسماعيل بن ولد الشيخ بصفة دائمة، فحين اشتكت السعودية صواريخ اليمن ظهر المبعوث الدولي ممسكاً بالرئة السعودية رابطاً الحل السياسي بالصواريخ وانتزاع كرامة اليمنيين مقابل الحل.

وحتى آخر نفس وآخر اطلالة للمبعوث الدولي حول اليمن بدا ذلك العنصر المخلص للإجرام السعودي الأمريكي في اليمن ليختم هذا الدور بكذبة كبيرة حول فشله في اليمن.

*النجم الثاقب