اليمن في لعبة الكبار … عارض يضرب حسابات الولايات المتحدة ويهيمن على وتر حرب الاستنزاف
الدعم والتحركات الامريكية على ارض الواقع لقوى التحالف في اليمن تعرقل مفاوضات السلام لانهاء الحرب وتفاقم الاوضاع الانسانية على حساب مصالحها.
استمرار الدعم اللوجيستي والاستخباراتي الامريكي الغربي الصهيوني للتحالف العربي يشير على التدخل السافر في الشؤون اليمنية، وتشير التحركات الأمريكية والأوروبية في البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي وفي المحافظات الجنوبية، إلى وجود مُخَطَّطٍ دَوْلِيٍّ للسيطرة على خط الملاحة الدولي ونهب الثروات اليمنية، المارِّ عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وكما تشير التقارير، تدخلت الولايات المتحدة الامريكية في عام 2002 بذريعت مكافحة الارهاب من خلال الطائرات بدون طيار التي أسهمت في انتشار القاعدة في كثير من المحافظات باستهدافها المدنيين، ومع تزايد وتيرة تلك الهجمات دفعت أمريكا بقوات لها إلى قاعدة العند واتخذتها قاعدة إلى جانب قواعدها في السعودية وجيبوتي وأصبحت منطلقا لقواتها لتنفيذ عمليات برية، والعدوان الذي لم ينته بتمكين القاعدة وداعش من المدن وإعادة تموضع القوات الأمريكية في الجنوب بل ان المعطيات والمؤشرات تؤكد على استمراريته حتى يتم تقسيم اليمن وتجزئته وإغراقه في اتون الفوضى والصراعات إلا أن تحرك الشارع في اليمن وتنامي السخط ضد الولايات المتحدة يعد أهم العوائق في طريق قوى الهيمنة والاستكبار.
وبحسب المعلومات العسكرية، ادارة ترامب ساندة التحالف اكثر من مرة وبصورة مستمرة للسيطرة على الموانئ اليمنية من خلال تبادل المعلومات الاستخبارية واللوجستية بين الطرفين، لكن في المقابل الاستخبارات اليمنية كشفت جميع الاوراق لهذا نشهد تطور نوعي في معارك السواحل بما فيها المخا وباب المندب وغيرها.
كما ان ادارة ترامب فتحت مجال بيع السلاح للنظام السعودي والبحريني والاماراتي مما تم حظره من قبل ادارة اوباما، ومن جانب آخر، صرح مسؤول عسكري أمريكي: ” ان مصالح الولايات المتحدة في المنطقة أصبحت على المحك”.
ووفق هذه المعلومات، ان الولايات المتحدة تعتبر جزء من العدوان على اليمن ولها مصالح كبيرة وواسعة في اليمن، لهذا جاء الضوء الاخضر الامريكي لشن حرب ظالمة على اليمن والذي استخدم فيها تكتيكات غير انسانية بما فيها الحصار وتدمير البنية التحتية وسبب في خلق الكوارث الاسوء في قرن 21 .
واعتبر المحللون الامريكييون، أن الولايات المتحدة متواطئة في هذه الحرب، وقدمت المعلومات الاستخباراتية، والطائرات بدون طيار، وبعض القوات الخاصة على الأرض في اليمن (عدن)، في الوقت الذي تواصل فيه سلطات بني سعود حربها في اليمن.
وفي النهاية.. ان التحولات الاخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة في اليمن-من محاربة الارهاب الى الدعم اللوجيستي والاستخباراتي للتحالف وكما تزعم ستلعب الدور الرئيسي في حل الازمة –لم تأتي عن فراغ بل كلها خطوات مدروسة سابقاً، لكن العارض الذي لم يكمن في حساباتها، هو التحول في قدرات الجيش اليمني واللجان الشعبية في فترة قصيرة جداً، والتي استطاعت ان تلعب على وتر حرب الاستنزاف (استراتيجية حرب بالنفس الطويل) وهو ما جعل واشنطن ان تنهي عامها الثالث من العدوان ولم تحقق أي نتائج ملموسة على أرض الواقع، ولازال اليمن متمسك بـ المبادرة العسكرية والسياسية.