لماذا لجأت السعودية لسرقة البطولات الموثّقة؟
بقلم | علي الدرواني
أصيب الإعْـلَامُ السعوديُّ بحالةٍ من الجنون والهستيريا بعد التفاعل العالمي بالمشهد المبهر الذي سطّره مجاهدٌ من ابطال الجيش واللجان الشعبية ووثّقته كاميرا الإعْـلَام الحربي وأَصْبَـح حديثَ وسائل الإعْـلَام المحلية والدولية والعالمية؛ نظراً لما حمله من معاني التضحية والفداء والاستبسال، وتحت وابل من النيران تمكن المجاهد البطل من إخلاء زميله الجريح وإيصاله إلى بر الأمان.. حالةُ الهيستيريا جعلت إعْـلَام العدوان يحاولُ سرقةَ هذا النصر الأخلاقي وتجييرَه لصالحه.
يأتي المشهدُ المسروقُ في الوقت الذي لم تتمكن القوات السعودية الغازية من تحقيق أية انتصارات عسكرية على مدى ثلاثة أعوام رغم الإمْكَانات العسكرية الهائلة التي تمتلكُها ورغم التكنولوجيا المتطورة التي وفّرتها لها الولايات المتحدة الأمريكية، سواء على مستوى سلاح البر أَوْ الجو والبحر.
وبدلاً عن أن تسخّرَ السعودية كُلّ تلك الإمْكَانيات وَالتفوق النوعي في التسليح بما يمنحها قليلاً من النصر الأخلاقي نرى أنها وتحالفها العدواني قد غرقت حتى آذانها في أبشع أنواع السقوط الإنْسَاني والأخلاقي، سواء على مستوى الجرائم المرتكبة بحق المدنيين لا سيما النساء والأطفال، أَوْ على مستوى عدم مبالاتهم في إخلاء قتلاهم، فضلاً عن جرحاهم من ساحة المعركة، وما أكثرَ المشاهدَ التي وثّقتها كاميرا الإعْـلَام الحربي في هذا الجانب.
الإقدامُ على سرقة مشاهد الانتصارات اليمانية ما هو إلّا نتيجة للسعي الحثيث من سلمان وابنه المتهور لاستئجار الجيوش والمرتزقة وانهيار السُّمعة العسكرية لآل سعود على مستوى الرأي العام داخل المملكة، الأمر الذي جعلهم يوعزون لمكنتهم الإعْـلَامية الضخمة لسرقةِ مثل هذا المشهد البطولي النادر؛ عَلَّه يعوِّضُ جزءاً من الهيبة المفقودة أَوْ يبيض الصورة الكالحة عبر بروباغندا مضللة.
قناة أم بي سي اكشن تولت كِبَرَ هذه الفضيحة، وبطريقة مبتذلة ومثيرة للسخرية ذهب مذيعها المتصهين إلى نسبة ذلك المشهد لأحد جنود ال سعود بعد أن دندن الإعْـلَامُ المحسوبُ عليها بأنها مشاهدُ تمثيلية ومفبركة، وإذا بها بقدرة قادر تتحول إلى مشاهدَ حقيقيةٍ وتنسف كُلّ محاولات التشكيك التي سوقوها.
على أنه لم يكن مستبعداً أن كُلّ ذلك التشكيك، فليس منتظَراً من العدو أن يعترف لليمن بأي فضل ولا بطولات ولا تضحيات ولا أخلاق، لا سيما وهذا العدو أظهر خلوَّه من أية ذرة من أخلاق، لكن أن يتجاوزَ ذلك ويسرقَ هذه البطولات الأخلاقية فهذا ما لم يتوقعه أحدٌ على الإطلاق.
السرقة التي أقدمت عليها السعودية ليست بحاجة لكثير عناء لإثبات إنْ كان المشهد يمنياً أم سعودياً.. ودعوى تنكر الجندي السعودي بزيّ الجيش اليمني يكذّبها أن المجاهدَ البطل مضى في طريقه باتجاه مواقع الجيش واللجان وأن الجريحَ المحمول كان بالزي اليمني أَيْضاً.. ثم لماذا لم يشفعْ له الزيُّ اليمني من مواصَلة استهدافه؟
وينبغي هُنا التذكر أنه وبالتوازي مع المشاهدِ التي وثّقتها كاميرا الإعْـلَام الحربي لبطولات وأخلاقيات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وثّقت أَيْضاً حالاتِ الفرار والتولّي لجنود العدوان داخلَ مدرعاتهم المحصنة وتركهم قتلاهم في أرض المعركة رغمَ الغطاء الجوي الكبير والقصف المكثف، فأين سيذهبُ بها إعْـلَامُ العدوان، وكيف سيسرقونها؟، وهل سيقولون إن ذلك المقاتلَ الذي وقف أمام المدرعة المحصنة كان سعودياً، وإن المدرعة يمنية أَيْضاً؟!، أم كيف سيتعاملون مع مشهد تصادُمِ مدرعتين هاربتين تحتَ وطأة ضربات الرجال؟.. هل كان مشهداً تمثيلياً أم مدرعات يمنية؟!..
ليت العقول تُشتَرى.