انتصار اليمن لم يعد خيارا.. بل قدر
بقلم / عبدالفتاح حيدرة
النظرة التي ترى اليوم ان مواجهة العدوان وتوحيد صف الهوية اليمنية الكبرى وبناء مؤسسات الدولة اليمنية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، للحفاظ على السيادة والاستقلال والوحدة والتحرر من الاحتلال، هي نظرة روح الانتصار اليمني و هي ما يجب البناء عليها الآن، لسبب بسيط جدا، لأن هذه النظرة وبهذه الروح هي ما سيزيل ويفشل ويكسر كل الحواجز التي أقامها العدو ومرتزقته وعملاؤه حتى يصنعوا منها متارس دائمة تذكي الصراعات الداخلية بين القوى والشخصيات الوطنية اليمنية المواجهة للعدوان بكافة أشكالها ، وتدمير كافة مؤسسات الدولة اليمنية حتى لا يكون هناك أي وحدة وطنية يمنية مواجهه للعدوان..
اليوم وأمس وقبل أمس والذي قبله يثبت لنا فخامة الرئيس صالح الصماد توجه القيادة السياسية والوطنية اليمنية بهذه الروح والنظرة الانتصارية، من خلال كلماته المتوازية مع عمل ملموس من خلال ورشتي اللجنة الرئيسية للتعبئة العامة والعمل مع ضباط القوات المسلحة اليمنية، لإعادة بناء الجيش اليمني والقوات المسلحة اليمنية، وهو ما يؤكد انه لم يعد أمام اليمنيين اليوم اي خيارات سياسية او تفاوضية لمواجهة العدو ومرتزقته وتحالفه سوى التمسك بروحية هذا الانتصار اليمني كقدر حتمي، الانتصار الذي يعني في جوهره الوقوف التام والكلي مع مشروع بناء مؤسسات الدولة اليمنية وعلى رأسها القوات المسلحة المهابة والقوية لنيل الكرامة والعزة والشرف والحق الإنساني والوطني بالوجود والحياة والسيادة والاستقلال والتحرر..
إن هذه النظرة الانتصارية التي يقدمها لنا فخامة الرئيس الصماد ووزارة الدفاع اليمنية بعمقها وجوهرها، هي ما سيفض الصراع القائم ما بين إشكالية الحرب على العدو السعودي ومرتزقته وحلفائه كحرب دينية وطائفية ومناطقية كما يريدها تحالف العدوان والمرتزقة الخونة والعملاء أو حرب وطنية يمنية تحررية كما يريدها الشعب اليمني وقيادته السياسية والعسكرية، من خلال إعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، لأن هذه النظرة أصبحت تؤكد لكل يمني اليوم على بعد ذاتية العلاقة ما بين وهم الحرب الدينية والطائفية والمناطقية وحقيقة الحرب الوطنية التحررية وبناء مؤسسة الجيش اليمني للتأكيد على حقوق الآخرين في أن يسلكوا طرقهم الخاصة دون وصاية في مواجهة العدوان من أحد حيث أن سبل الوصول لإيذاء العدو السعودي ومرتزقته عديدة بعدد اليمنيين كلهم كل حسب تخصصه ومعرفته وأدواته..
ان فخامة الرئيس الصماد ولجنة التعبئة العامة بوزارة الدفاع أضافوا لنا كيمنيين ما استطيع ان اسميه (قدرية الانتصار اليمني الحتمي ) لتوحيد الهوية اليمنية الجامعة المرتبطة ما بين جميع القوى اليمنية المواجهة للعدوان وتوافق تلك القوى على احترام بطولات وتضحيات الآخرين التي من خارجها والتي ليس لها أدوات ضغط سياسي، وأغلب هؤلاء هم أفراد مؤثرون نوعا ما والتي لا أحد يعرف عن تضحياتهم وبطولاتهم شيئا (فلا الظاهر دليل على الباطن ولا الباطن يتجلى في الظاهر) مهما كان، طالما والبطولة والتضحية فردية، وبناء مؤسسة الجيش اليمني كما نراها اليوم وبهذه الصورة هي الضامن الوحيد لكل يمني لنيل حقوقه والقيام بواجبه ايضا ضد العدو ومرتزقته وحلفائه..
ان إعادة بناء الجيش اليمني والمؤسسة العسكرية، ومن خلال كلمات الرئيس اليمني (الصماد) أصبح يحتم علي كل يمني ان يعي ان استكمال ودعم ومساندة بناء المؤسسة العسكرية اليمنية هو ما سوف ينفي ويفشل ويكسر مبدأ الوصاية والتبعية التي يسعى العدو لأن يغرسها فينا جميعا ونتقبلها جميعا، لنرضى بسلام مع الخونة والمرتزقة والعملاء لنكون تابعين لمؤامراتهم وصفقاتهم، هذا من جهة أما من جهة أخرى وهي الأهم هو أن يسود بين كل اليمنيين والقوى والأشخاص والأفراد المواجهين للعدوان مبدأ حسن الظن بالآخر أيا كان حاله ووضعه وقوته وحاشيته سواء كان ظاهره الانضباط أو الالتزام الديني او التواجد والتحرك المناطقي أو غير ذلك من مظهر، (لا يهم) طالما وان قراري استعادة الجيش اليمني والتجنيد الرسمي، هما الشكل الأول في ذهنية ووعي وقيم ومشروع المواطن اليمني لبناء مؤسسات الدولة اليمنية المواجهة للعدوان والموحدة لجبهته الداخليه..
(لا يهم) طالما والهدف هو الانتصار على العدو ومرتزقته وحلفائه ونيل السيادة والاستقلال والتحرر، ( لا يهم) ، طالما ونحن هنا نشكل ثقافة الانتصار الجمعي والكلي اليمني على أساس ثقافة الوعي وثقافة الأخلاق وثقافة المشروع بهوية وطنية يمنية كبرى وجامعة ممتلئة بقيم الكرامة والعزة والقوة والثبات والهيبة..