الخبر وما وراء الخبر

الشيخ المحافظ

67

بقلم / عبدالفتاح علي البنوس

لا أجيد التملق والنفاق ، ولست من هواة تلميع الذوات وأصحاب الوجاهات والمناصب ، ولا يعجني التزلف للمسؤولين وصناع القرار ، ولذا فإن مقال اليوم لا يمت بصلة لما ذكر أعلاه ، وإنما يندرج في إطار الإنصاف والثناء المحمود والإشادة بجهود شخصية قيادية شابة ، شخصية إدارية بامتياز ،أنيطت لها مسؤولية قيادة محافظة ذمار في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد ، لم يأبه لإنتقادات وهجوم البعض على قرار تعيينه ، واعتبر ذلك من الحريات والقناعات والآراء الشخصية .

أدى اليمين الدستورية وبدأ بمزاولة عمله بنشاط دؤوب وجهد مكثف ، حيث عمل كخطوة أولى على تفعيل مؤسسات الدولة وإعادة الحياة للمجالس المحلية والهيئات الإدارية والمكاتب التنفيذية وتنشيط أعمالها واجتماعاتها الدورية وأدوارها ومهامها الرسمية والخدمية ، ومن ثم عمل على الارتقاء بمستوى خدمات المؤسسات والمصالح الخدمية المرتبطة بخدمة المواطنين ، وشرع في تذليل كافة الصعوبات والعقبات التي تواجهها وهو ما انعكس إيجابيا على أداء هذه الجهات ورفع من وتيرة عملها .

اجتماعات متواصلة على مستوى المحافظة وعلى المستوى المركزي في العاصمة صنعاء ، من مكتب لآخر يتنقل يجلس مع العاملين فيها ، يستمع إلى أوضاعهم ويتلمس همومهم ومشاكلهم ، ويضع لهم محددات وتوجهات المرحلة الراهنة والمستقبلية ، يتحدث بمنطق الإداري المتعمق في مجال الإدارة ، والقيادي المتقن لفنون القيادة ، والشيخ المسؤول الذي يمثل الإنموذج الأمثل بين قرنائه ، يتحدث بنزعة وخطاب وطني مشبع بالواقعية والعقلانية والوطنية ، يمتلك كافة أساليب الإقناع ويجيد إعمالها على أرض الواقع بنجاح ، ولديه الكثير من مؤهلات الثبات والمواجهة بحزم وشجاعة .

إنه الشيخ المحافظ محمد حسين المقدشي الشاب المتقد حماسا ، المحافظ الذي تولى المسؤولية بلا خبرة في هذا الجانب ولكنه أثبت تفوقه واستحقاقه لمنصبه ، وقدم في وقت قياسي ما عجز عن تقديمه الكثير من المسؤولين من حملة الشهادات وأصحاب التجارب والخبرات ، جمع بين المدنية والقبلية فكانت الخلاصة في غاية الروعة ، وهنا أثبت المحافظ الشاب محمد حسين المقدشي بأن الشهادة والخبرة ليستا الحجة والمعيار في النجاح وحسن القيادة ، فكم من قيادات وعناصر من حملة الشهادات العليا والخبرات العتيقة تساقطوا كأوراق الشجر وتحولوا إلى مجرد حثالة يقتاتون من الارتزاق والعمالة بعد أن باعوا أنفسهم لقوى العدوان وباتوا من المشاركين في قتل أبناء شعبهم وتدمير وطنهم ، لم تنفعهم شهاداتهم ولا خبراتهم فضحوا وتمت تعريتهم على الملأ وتحولوا إلى مجرد أدوات وخدام للسعودية والإمارات .

بالمختصر المفيد لقد كان اختيار المحافظ المقدشي موفقا بكل المقاييس ، وبه وضع النقاط على الحروف والأخير كان عند مستوى الثقة فبدأ عمله بحماس منقطع النظير ، وبحيوية الشباب التواقة للعمل والإنجاز وإثبات الذات وأعتقد جازما بأن المرحلة تحتاج لمثل هذه الكوادر التي تمتلك كافة أدوات ومقومات التغيير والتحديث والتطوير نحو الأفضل ، لا نريد أصناما محنطة وقيادات مأزومة الفكر ، وموسمية النشاط ، ومحدودة الأفق ، وقصيرة النظر ، اليمن مليئة بالكوادر الوطنية النزيهة القادرة على العطاء وخدمة الناس ، وما نأمله من الشيخ المحافظ الإستمرار على هذه الوتيرة وأن يحرص على البطانة الصالحة الناصحة له بالخير وأن يكون أكثر حذرا ويقظة فيما يتعلق بالإحتياطات الأمنية فالمرحلة خطيرة والعدو متربص وبات اسمه ضمن قائمة المستهدفين ، ولا مجال هنا للتفريط فالعواقب وخيمة ونتائجه كارثية .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .