أربعينية “سفيرنا”.. والإعلام المقاوم
بقلم / عبدالله طه المهدي
بداية العام الجديد 2018 وبالتحديد في واحد يناير قبيل الساعة الخامسة مساء يرن تلفون المكتب ترفع السماعة واذا بالمتحدث من مقر عمليات محور خب الشعف ويدور الحوار التالي: –
المجيب: الو، ومعها سماع نغمة قهقهة دائما يطلقها الشهيد اثناء حديثه مع أي شخص
المتصل: مرحبا أستاذ
المجيب: الو مرحبا حياك الله ها اخبارك.
المتصل: والله اخبار خير وقوة القوة.
المجيب: بشر… الله يبشرك بالخير.
المتصل: والله يا خبير المجاهدين صادين زحف كبير والى الآن احرقوا أكثر من 8 آليات للمرتزقة وبه 9 غارات على مناطق متفرقة من مديرية خب والشعف طلعوا ذه الاخبار في القناة.
المجيب: ابشر بعزك الآن أخبرهم، حفظك ورعاك خدمات والا.
المتصل : ولا شيء خاطرك اهتموا بالأخبار.
إنه سفيرنا الى الله الشهيد سفير الشامي وهذه الكلمات كانت آخر ما دار بيني وبينه قبيل يوم أو يومين من استشهاده بجبهة خب والشعف في محافظة الجوف وهو يتعبد بكامرته وبندقيته في محراب الكرامة والعزة ويصدر افخر واعظم الدروس في مواجهة أكبر وأقذر عدوان في تاريخ الشعوب والعالم ، إنه سفير الذي يعتبر خامس شهيد لصدق الكلمة وأحد شهداء الجبهة الإعلامية في مواجهة العدوان، ، لم يكن مجرد مصور لصدق الكلمة فقط ، بل كان يشكل جبهة إعلامية متكاملة (يرصد ، يصور ، يرسل ،ينقل الخبر لحظة بلحظة ، يقاتل أيضا إن لزم الحال ) كان هناك في مقدمة الصفوف الى جانب الاعلام الحربي ، أرهب العدو ، وصنع بعدسته جزء من تاريخ هذا العدوان الذي سيوثق للأجيال القادمة .
ولم يكن بغريب على القناة السباقة وربما الوحيدة المتواجدة في معظم انحاء اليمن توثق وترصد الجرائم وتقوم بدور لابأس به في نقل الحقيقة وحجم المأساة وكذا في توثيق صد الغزاة وتقهقر المعتدين ، ان يكون في سبيل الكلمة الصادقة تقديم هؤلاء الشهداء العظماء ، وفي كل حالة يستشهد أو يجرح فيها اعلامي مقاوم نلحظ صمت مريب لكل القنوات الخارجية إلا ما ندر منها ، وكذا المنظمات والهيئات التي تهتم بحرية الصحافة و الإعلام وتقيم الدنيا ولا تُقعدها عندما يتم التحفظ على بعض من ارتكبوا جرائم بحق الوطن مثلا ، لكنها تغض الطرف تماما عندما يسقط إعلاميون احرار سخروا أدواتهم في سبيل اوطانهم ، انها ازدواجية المعايير التي تم كشفها وتعريتها بكل قواميسها وهرطقتها الكاذبة مثل حرية صحافة وتعبير وحقوق انسان وما شابه ، هنا في اليمن فضحت الأمم وجفت القوانين والمواثيق والمعاهدات ووضعت في أدراج رهيبة غلفت بأموال الارتزاق والخيبة والعمالة.
“في أربعينية سفيرنا ” ننتهز الفرصة مرة أخرى لنعزي ونهنئ بنفس الوقت انفسنا وأسرة الشهيد وجميع الزملاء في شبكة قناة المسيرة الفضائية بهذا الوسام الخامس الذي تقلدته خلال مسيرتها الحافلة بالعطاء سواء الشهداء منهم أو الجرحى ، فنجوم مثل سفير ، وخالد ، وبلال ، وعبدالله ، وهاشم وغيرهم من شهداء الإعلام الحربي والوطني نستلهم منهم الدروس والعبر ونزداد ثقة وقوة وعزيمة في مواصلة الطريق حتى يأذن الله بالفتح الكبير والنصر المؤزر بإذنه تعالى رحم الله شهداءنا الابرار ووفقنا الى طريقهم أخيارصالحين.