هكذا تعيد بريطانيا الى ساحة اليمن… تصحيح الاخطاء بـ اداوات محلية عربية (تقرير)
لازال حل الخلافات في الدول العربية يقع على عاتق ثعلب الغرب (بريطانيا)، كأنما مستلمة ملف حل الخلافات بين هذه الدول وهذا ما اثبت لنا التاريخ، وفي 28/11/2017 استضافت بريطانيا اجتماعا بشأن اليمن ومن المضحك ان اليمنيين لم يحضروا في هذا الاجتماع .
وحضر هذا الاجتماع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون نظراؤه في السعودية والإمارات وسلطنة عمان بالإضافة إلى نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية توماس شانون والمبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومعظم الحاضرين ايديهم ملطخة بـ دماء اليمنيين.
وكما تشير المعلومات الصحفية ان بريطانيا لا تبحث عن حلول سلمية في اليمن يخدم الشعب ومصالحهم، بل تبحث عن حلول لاخراج حلفائهم من المستنقع الذي صنعتها امريكا واسرائيل في اليمن لهم اولاً، ومن ثم تفكيك وتقسيم اليمن الى عدة اقاليم مستقلة، ومصداق هذا الامر هو تصريح السفير البريطاني لدى اليمن، سايمون شيركليف، إن “انفصال الجنوب هو في النهاية شأن يمني وعليهم حله من خلال حوارٍ سلمي.
الدور البريطاني في الحرب على اليمن مشهود ولا يمكن غض النظر عنه عبر سياساتها المبنية على النفاق بداعي الجشع، وباستغلال مخز للحرب، في إشارة إلى تزويد الرياض بصفقات أسلحة متطورة ومنها قذائف محرمة دولياً ثبت أنها صناعة بريطانية، وكذلك بتوفير الغطاء السياسي للنظام السعودي في المحافل الدولية والمؤسسات الإنسانية والحقوقية، بالتعاون مع الإدارة الأميركية.
وكما تشير صحيفة ” اندبندنت” البريطانية يتمثل المستوى العسكري في الخبراء والفنيين البريطانيين، وكذلك صفقات السلاح والذخيرة التي زادت بنسبة 500% منذ بداية الحرب على اليمن، بل إن حجم تجارة السلاح وصل إلى 4,6 مليارات دولار في العامين الأولين، بعد شراء الرياض قنابل بريطانية محرمة دولياً تم العثور عليها في أماكن القصف بما ينتهك القانون الدولي، أما في المسار السياسي، فلندن وواشنطن تقدمان الدعم الكامل للسعودية في المفاوضات، وكذلك بالضغط على صنعاء، وأيضاً بتأمين الغطاء للمملكة في مجلس الأمن ومنع إدانتها لجرائمها أمام المنظمات الحقوقية والإنسانية.
لقد كانت عدن ولا زالت محط أنظار كثير من الدول الطامعة في إرساء قواعد لها على البحر الأحمر والخليج ومن ثَمَّ السيطرة على المحيط الهندي، والحصول على السيطرة الاقتصادية والسياسية في تلك المنطقة، فتوالت على عدن الكثير من القوات و الدول المستعمرة ، واليوم الدور الاماراتي في جنوب اليمن يعيد ذاكرة احتلال بريطانيا لعدن والجزر اليمنية، وبدأت بريطانيا نفوذها في اليمن باحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر سنة 1799 م, ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر قامت عام 1839 م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان.
بدأت بريطانيا نفوذها في اليمن باحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر سنة 1799 م, ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر قامت عام 1839 م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان.
اما بريطانيا اليوم تسعى مجددا لاحتلال عدن والمحافظات الجنوبية لكن بفارق، وهو تصحيح الاخطاء السابقة وعلى سبيل المثال، التحرك العسكري من قبل دويلة الامارات وهو انشاء الحزام الأمني في كل من عدن وأبين ولحج، جنوبي اليمن، وهو يتكوّن من فصائل عدة بقيادات محلية على مستوى المديريات و بتدريب وتسليح جيوش محلية في أكثر من محافظة، كالنخبة الحضرمية في حضرموت والنخبة الشبوانية في شبوة، وأخيراً النخبة المهرية التي ما زالت غير قادرة على السيطرة في المهرة بسبب مواقف القوى المحلية منها دون اشعار تشكّل خطورة كقوة كبيرة مجتمعة وتشكيل جيش وطني يمني الذي يثير مخاوف الجهات المعنية، وهذا هو تصحيح احد اخطائها في بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث وضع الجنرال الإنكليزي جاكوب خطة لتشكيل قوات يمنية محلية، لتخفيف العبء عن القوات البريطانية في جنوب اليمن والذي باء بالفشل.
وفي الختام…
ان الامارات تنفذ وتكرر نفس الخطة البريطانية في اليمن، الّا وانها تصحح الاخطاء وتختار لاعبين اخرين في تنفيذ هذه المهمة، عبر تضعيف الهوية القومية اليمنية وتقسيم اليمن.
*النجم الثاقب