الخبر وما وراء الخبر

عملية يمنية مشتركة تدمر باتريوت العدوان

58

بقلم / علي الدرواني

مرةً أُخْـرَى يرسُمُ اليمنيون معادلاتٍ جديدةً في الميدان العسكري، متجاوزين كُلّ التحديات التي يفرضها حصارُ العدوان السعودي الأمريكي على البلاد براً وبحراً وجواً.

هذه المرة من المخاء وفي تطور نوعي، تمكنت القوة الصاروخية والقوات الجوية في عملية مشتركة من تدمير منظومة الباتريوت باك ثري التابعة للغزاة في المخاء، وبهذا الإنجاز تكون معركة الدفاع عن اليمن قد دخلت مرحلةً جديدةً من توازُنِ الردع.

وفي التفاصيل، فإن طائرة مسيَّرةً حلّقت في سماء السواحل الجنوبية الغربية للبلاد متمكنةً من تضليل مستشعرات الباتريوت الدقيقة ورصدت أماكن تواجد المنظومات الدفاعية للقوات الغازية في المخاء ثم قامت بإرسال المعلومات والإحداثيات إلى غرفة العمليات المشتركة مع القوات الصاروخية وَالتي كانت جاهزةً بدورها للاستفادة من تلك المعلومات والإحداثيات؛ للانقضاض على الهدف بواسطة صاروخ بالسيتي مسدَّد، استطاع هو الآخر الإفلاتَ من رادارات الرصد والتتبع الخَاصَّـة ببطارية الباتريوت.

عمليةٌ بالغةُ التعقيد إذن نفذتها القواتُ المشتركة بدقة وحرفية عالية تأتي استباقاً لتحضيرات العدوان لمعركة تصعيدية على امتداد الساحل الغربي.

العملية المشتركة حققت هذا الإنجاز النوعي متجاوزةً مجرد تحييد نظام الباك ثري إلى القدرة على تدميره وسحقه بما يمثل ترجمةً فعلية لما أشار اليه السيد عبدالملك الحوثي في خطاب سابق عن مواجَهة التكنولوجيا الأمريكية المتطورة.

الجدير ذكره هنا لمعرفة معنى هذا الإنجاز وقيمته فإن المنظومة الدفاعية الأمريكية باك ثري تعد من أحدث الأنظمة الدفاعية في العالم ولديها قدرة كبيرة على رصد الأخطار الصاروخية والتعامل معها بما مقداره 100 صاروخ دفعة واحدة في التتبع والرصد، و9 صواريخ المصادة في التحكم في مسارها وهدفها، إلّا أنها أخفقت وسجلت فشلاً جديداً أمام الإمكانات اليمنية المتواضعة ولم تستطع حتى حماية نفسها من ضربة هذه العملية المعقدة والدقيقة.

إن الإرادةَ اليمنيةَ الصلبة المتدثرة بالإيمان العميق بنصر الله والعازمة على كسر العدوان هي من يقف خلف التطوير المستمر للإمكانات العسكرية الرادعة للعدو المتغطرس وهزيمته في رمال اليمن وجبالها وسواحلها.

رسالةُ اليوم تقول إن تجمعات العدو ومرتزقته على امتداد الساحل باتت مكشوفةً لصواريخ الجيش واللجان الشعبية، وأن معركة الساحل التي تمضي بها قوى الغزو لن تكون في صالحهم، وأن الخياراتِ التي استنفدها العدو يقابلها خياراتٌ لم يتم استخدامها بعدُ على مستوى العمليات العسكرية الساحلية.

وكما أكدت القيادة العسكرية اليمنية مراراً فإنه لا يزالُ في جُعبة قوات الجيش واللجان الشعبية بمختلف وحداتها العديد من المفاجآت.