الخبر وما وراء الخبر

بين المقاطعة والتطبيع

60

بقلم | علي الدرواني

وسائلُ إعلام الكيان الصهيوني المحتل تناقلت بارتياح السماحَ السعوديَّ بتحليق الطيران المدني في أجواء المملكة نحو مطارات الكيان، في الوقت الذي تمنعُ فيه طائرات دول عربية وإسلامية من التحليق في سمائها، بل وتمنعُ الطيرانَ المدني بشكل عام من الوصول إلى اليمن المحاصر.

الارتياحُ الصهيوني قوبل بحالة غضب كبير في الأوساط العربية والإسلامية انعكس على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي.

السعودية مع أنها نفت الأمر إلّا أنها أوعزت لأحد كبار أبواقها الإعلامية للتبرير للأمر والتسويق الإعلامي للخطوة المقبلة.

وإن كانت الصحف الصهيونية قد تحدثت عن السماح للطائرات الهندية بالتحليق في أجواء المملكة ذهاباً إلى تل أبيب فقد ذهب الراشدُ أبعد من ذلك، متحدثاً بكل صفاقة واستحمار، مطالباً بأن يتم السماح للطائرات الصهيونية بالمرور من الأجواء العربية.. لكي نمتلكَ -حسب زعمه- ما نساوم عليه.

الراشد الكاتب المقرَّبُ من دوائر صنع القرار في المملكة ومن محمد بن سلمان هاجم نظامَ المقاطعة العربي للكيان الإسرائيلي ووصفه بأنه مُضِرٌّ بالعرب أكثرَ من ضرره بإسرائيل؛ لأن من كتبه هو الدول العربية اليسارية، حد تعبيره.. منتقداً قوائمَ المقاطعة بأنها كانت تصدُرُ من دمشق.. فكال العيب لدمشق بما هو مدح.

وكشف عن حقيقة لهث مشغليه وأسياده إلى تنفيذ رغبات الاحتلال في تدمير سوريا وتخفيف العُزلة التي يعيشها وإنْ على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

ويتزامَنُ هذا مع زيارة ساقطة لنفر من المتثيقفين العرب والذين ظهروا في شوارع تل أبيب لعلنوا صداقتهم مع الكيان.. ومع كُلّ القبح الذي أظهروه والتنكّر لكل المبادئ العربية والإسلامية إلّا أن دولاً وأنظمةً عربية سبقتهم وما كان لهم أن يقفوا هذا الموقفَ لولا حالة المسارعة للتطبيع مع الكيان في كُلّ الاتجاهات.

الجميل في هذا الموضوع أن عبدالجليل السعيد المسؤول الإعلامي لإحْدَى منصات المعارضة السورية كان واحداً من هذا النفر.. وهو الذي ظهر على وسائل الإعلام بعمامة يدّعي الثورة ضد النظام العربي السوري؛ لتتضح الصورةُ اليوم وهو إلى أجانب أفيخاي أدرعي ومسؤولين صهاينة ويخبر الجميع بشكل علني عن حقيقة ما سُمِّيَ بالثورة السورية وحقيقة كُلّ داعميها من أعراب الخليج، والتي ظهرت اليوم وطفحت حقداً وغلًّا من مقال الراشد.

ورُبِّ ضارةٍ نافعة، كما يقال، والفائدة مما يجري هو تكشف الأقنعة وإيضاح الحقائق.

ويوماً بعدَ يوم يعرف الشعب العربي والمسلم من يقف في صفه ويضحي في سبيل نيل حقوقه ومَن يفرط بها ويتنازل عنها بغير وجه حق.

من الذي يدافع عن القدس ويجعلها قضيته الأولى، ومن يتاجرُ بها ويقدمُها على طبق التنازُلات للعدو الصهيوني بلا ثمن.. إلّا حماية لعروشهم.