رِئتان في صدر اليمن
|| أدب وشعر || معاذ الجنيد
( صنعاءُ ) يا أُمَّ الجِهاتِ
هاتِيْ سرايا الزحف .. هاتِيْ
قُولِيْ لِـ( سمراء الجنوب )
بأنَّ جيش الحسم .. آتِيْ
وبأنَّ شعبي ليس يترُكُ بعضَهُ في النائباتِ
لا وقتَ .. لِنَلُومَ العميلَ بِها .. ونشمتَ بالغُواةِ
الآن ينتظِرُ الغريقُ يدي .. وليسَ تساؤلاتي
مُدِّي لإخوتنا ( الجنوبيين ) قافِلةَ النجاةِ
فهُناك أحرارٌ يرونكِ حِصنَهُمْ في كُلِّ عاتي
بيديكِ مخرجهُم .. وقد خابت جميعُ المُخرَجاتِ
بيديكِ والشُرفاء من #لحجٍ ومن #عدنَ الأُباةِ
ما دُمتِ يا #صنعاء أُمَّ الصالحينَ معَ العُصاةِ
كُوني سفينتهُم .. وكُونِيْ ( نُوحَهُمْ ) في العاصِفاتِ
الحربُ تجتاحُ ( الجنوبيين ) .. تعصِفُ بالمِئاتِ
إنْ أُوقِفَتْ .. عادَتْ .. فمادَتْ بالقلوبِ الطيِّباتِ
حربٌ بلا هدفٍ .. سوى ما دارَ في فَلَكِ الطُغاةِ
ما بين أذنابِ الغزاةِ .. وبين أحذيةِ الغزاةِ
يتقاتلون بلا عداواتٍ .. بغير مُبرِّراتِ
كانوا بصفِّ الارتزاقِ معاً .. لهُمْ نفسُ الصِفاتِ
وتخاصَمَ الأُمراءُ .. فاشتبكوا بدون مُقَدِّماتِ !
هُمْ كالبنادقِ مالها رأيٌ .. على رأيِ الرُمَاةِ
تغتالُ صاحبها إذا صارَتْ غنيمةَ من سيأتي
عُملاءُ هذي الحرب .. أخزى الخلق .. أغبى الكائناتِ
يُعطونَ للمُحتلِّ موطنهم .. ليُحضوا بالفُتَاتِ
منحوهُ ثروتهم .. ليُكرمهُمْ بتسليم الزكاةِ
خانوا قضيَّتهم وأُمتهُم .. بأدنى المُغرياتِ
باعوا #الجنوبَ بصفقةٍ .. عُقِدَتْ بإحدى البارِجاتِ
يتسابقونَ لحُضن غازِيهم .. سباقَ العاهِراتِ
لهوى ( أبوظبيٍ ) و( نجدْ ) .. تنافَسُوا بالتضحياتِ
ولأجلِ موطنهم .. أدارُوا ظهرَهُم للإنفِلاتِ
فتحرروا يا كل أبناء #الجنوب .. من الشتاتِ
قُوموا كما قامَ ( الشماليون ) من بين الرُفاتِ
ثوروا على المُحتل والعملاء .. هُمْ أيدِي الجُناةِ
وتوكلوا بالله .. لا باللاهثين على الهِباتِ
لا تبخسوا #عدنَ الإبا .. بسفينتين مُساعداتِ
إن لم تثوروا .. سوف تلعنكُم بطونُ الأُمهاتِ
ثُوروا فلا شرعيةٌ .. إلا لربِّ الكائناتِ
ومن ( الشمال ) خُذوا دروساَ .. في الإرادةِ والثباتِ
منكُم تحرُّككُمْ .. ومِنْ ( صنعاء ) سربُ القافلاتِ
آتونَ يا ( لحج ) الإبا مدَدَاً .. ويا ( عَنَدَ ) العواتِي
آتونَ يا ( شمسان ) عوناً .. للنفوس الثائراتِ
بكتائب التعزيزِ من كل القبائل والفِئاتِ
بالعادِياتِ المُورِياتِ الذارياتِ النازِعاتِ
لن يقعُدَ الطُوفانُ منتظراً لذُلِّ التسوياتِ
لم ندَّخِرْ من أرضنا شبراً .. لأيِّ مُفاوضاتِ
ما ضاعَ في الميدان .. لا يأتي بظهر الطاولاتِ
وخبيرةٌ جداً بنادِقنا .. بردِّ الضائعاتِ
#عدنُ التي جهلوا .. و #صنعاءُ الهوى والأمنياتِ
رئتانِ في صدرٍ .. متى حدثَ انفِصالٌ في الرِئاتِ ؟
لم ننفصِلْ عن بعضنا يوماً .. سوى في الخارِطاتِ
فتبخري في الجوِّ .. يا أطماع صحراء الرُعاةِ
ما سُمِّيتْ عبثاً مدائننا بـِ( #مقبرة_الغزاةِ )
لن تكسروا شعباً .. تؤيِّدهُ السما بالمُعجزاتِ
لن تحكموا أرضاً أُحِيطَتْ بالدماءِ الطاهراتِ
والله ما بعنا ( #الجنوب_الحُر ) يوماً للبُغاةِ
سنُعيدهُ رغماً عن الآتين من كل الجهاتِ
سيفيقُ أخوتُنا ( الجنوبيون ) من هذا السُباتِ
وسنكنسُ الجيشَ ( الإماراتيَّ ) كَنسَ المُهمَلاتِ
( صنعاءُ ) .. لا تدعي ( الجنوبَ )
فأنتِ شريانُ الحياةِ !