انتشار التسول في السعودية من أهم انجازات آل سعود
لطالما ارتبطت صورة المجتمع السعودي في الإعلام العربي والغربي على السواء بالترف والرفاهية، إلا أن أخبار الفقر والبطالة في المملكة بدأت تكشف عن صورة جديدة لتحتل الصدارة، لما تعكسه من تناقض بين معاناة سعوديين أثقلت ظهورهم قسوة الحياة وتدني مستوى الدخل وبين طبقة فاحشة الثراء، وأخيرا برزت ظاهرة التسول في المجتمع السعودي و في أوساط السعوديين و التي ترجع مسبباتها إلى البطالة والكسل والعجز الجسدي فيما يمتهنها البعض ويتوارثها من جيل إلى جيل.
الواقع ..
لقد أنتجت سياسات آل سعود الاقتصادية التي لا ترق لكونها سياسات اصلا بل لا تعدو كونها تنفيذا لمخططات السرقة و السيطرة على مقدراتنا و ثروات الشعب السعودي ظواهر كثيرة في المملكة منها التسول الذي بات مشهدا مألوفا في شوارع المدن الكبرى رغم محاولات السلطة مكافحته، و تكشف هذه ظاهرة التي شهدت ازدياداً مستمراً خلال السنوات القليلة الماضية عن وجود نسبة كبيرة من السعوديين العاطلين عن العمل و الذي لا يملكون مصدرا لتامين قوتهم وقوت عيالهم..الا التسول.
وقد كشفت دراسة حديثة أن” معظم المتسولين التي قبضت عليهم السلطات، قد تمّ القبض عليهم في مدينة جدة، تلاهم المقبوض عليهم في مكة المكرمة، ثم مدينة الرياض، حيث تحولت شوارع المدن السعودية في السنوات الماضية وبشكل تصاعدي إلى مسرح مفتوح في الهواء الطلق لمتسولين يتسابقون على جوائز يقدمها المارة الخاضعون لقوة قانون الابتزاز العاطفي، والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، ويليهم الفئة العمرية (46) عاماً فأكثر، غالبيتهم من الذكور والأميين وذوي الدخول المنخفضة.”
وفي محاولة لقلب الصورة لا تمل الحكومة السعودية من إلقاء اللوم على الأجانب وتتهمهم بالتسول أثناء موسمي الحج والعمرة متجاهلة حجم المتسولين السعوديين، في الوقت الذي تواصل إدارات مكافحة التسول القبض على نسبة كبيرة من المتسولين السعوديين في مختلف مناطق المملكة، حيث تقر السلطات السعودية إن عملية واحدة قام بها مكتب مكافحة التسول في السعودية أسفرت عن ضبط 3772 متسولا سعوديا في بلاد النفط .
وكانت ما يسمى لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في مجلس الشورى السعودي قد عزت ظاهرة التسول لزيادة عدد المتسللين إلى أراضي المملكة، بسبب تعاطف أفراد المجتمع معهم، والعوز، والبطالة، وعدم وجود رادع قوي يمنعهم من ممارسته، ما يجعل هذه الظاهرة خطرا على المجتمع.
كما زعمت وجود عصابات تشرف على ممارسة التسول، وتخطط للكسب غير المشروع بطرق مختلفة، منها استغلال الأطفال، الخداع، التمثيل، الادعاء بوجود عاهات وأمراض مزمنة في أجسادهم، ليكسبوا تعاطف أفراد المجتمع، حيث تتنوع أضرار تلك الظاهرة تنوع كبيراً ما بين أضرار اقتصادية واجتماعية وأضرار إجرامية يمكن تشبيهها بأنها خلايا سرطانية تفتك بالمجتمع، حيث إنه بلغ حجم الإنفاق على التسول ما يقارب 900 مليون ريال سعودي.
الحل ..السجن و الطمس
“السجن سنتان وغرامة 30 ألف ريال سعودي هي عقوبة كل من يستخدم طفلاً أو امرأة أو شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في ممارسة التسوّل داخل السعودية،”
رغم أن الأرقام تصنف السعودية بين أكثر الدول ثراء غير أن الواقع يدحض ذلك، خاصة مع تنامي ظاهرة التسول بالمملكة خلال السنوات الأخيرة، مما دفع مجلس الشورى لاتخاذ خطوات جدية لمكافحتها.
و تنص المواد القانونية على معاقبة كل كرر ارتكاب جريمة التسول البالغ بالإيقاف في الدار مدة لا تزيد على 6 أشهر، أو بغرامة لا تزيد على 10 آلاف ريال، أو بهما معاً.
وفي حال كرر جريمته للمرة الثالثة يتم إيقاف المتسول السعودي البالغ في الدار مدة لا تزيد على سنة أو تغريمه مبلغا لا يزيد على 20 ألف ريال، أو بهما معاً، أما في المرة الرابعة فيتم سجنه لمدة لاتزيد عن سنتين أو تغريمه مبلغا لايزيد على 30 ألف ريال، أو بهما معاً.
وفي حال تكرار جريمة التسول فتضاعف العقوبة المنصوص عليها بعدد مرات التسول، وتصل إلى مصادرة الأموال المتحصّلة من التسول لصالح الجمعيات الخيرية.
وكانت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية كشفت أن الشائع بين الناس داخل السعودية وخارجها أن كل ابن وحفيد من أبناء “عبد العزيز بن سعود” لديه راتب شهري يقارب الـ100 ألف ريال من الحكومة، ومنحة سنوية بحدود 400 ألف ريال، ليصبح مجموع الدخل السنوي حوالي مليون وستمئة ألف ريال لكل فرد من أبناء “عبد العزيز”، إلا أن ما تحدثت عنه وكالات الأنباء بعد وفاة “سلطان عبد العزيز” وتوزيع ثروته بين أبنائه والبالغ مقدارها 285 مليار دولار قد صدم الجميع دولاً وشعوباً، وخاصة أبناء الشعب السعودي الذين يعيش غالبيتهم في فقر مدقع، حتى صارت شوارعنا تعج بالمتسولين و المشردين من أبناء الشعب الذين لا خيار أمامهم سوى الموت من جراء تجويع آل سعود..أو بسيفهم ..فالى متى؟
وكالات