الخبر وما وراء الخبر

الأحزاب والمكونات السياسية المشاركة في حوار موفمبيك: إحاطة بن عمر وثيقة أممية رسمية تدين العدوان، و”مؤتمر الرياض” لا يعني اليمنيين وتطالب باستئناف الحوار من النقطة التي توقف عندها

179

المسيرة – خاص:

 

عقدت الأحزابُ والمكوناتُ السياسيةُ المشاركةُ في حوار موفمبيك، يومَ الخميس الماضي، مؤتمراً صحفياً بأمانة العاصمة، أوضحت فيه موقفَها من عدد من القضايا والتطورات الراهنة في ظل استمرار العُـدْوَان السعودي الأمريكي على بلادنا.

وأوضحت الأحزابُ والمكوناتُ السياسية وهي (حزب البعث العربي الاشتراكي- اتحاد القوى الشعبية – حزب الحق – حزب العدالة والبناء – أحزاب التحالف الوطني – منظمات المجتمع المدني- الحراك الجنوبي- أَنْصَـار الله) موقفَها من الدعوات لعقد مؤتمر حوار يمني بالرياض لحل الأزمة.

وأكدت الأحزابُ أن ما يسمى “بمؤتمر الرياض” لا يعني الـيَـمَـنيين وحوارَهم في شيء، وأنه لا يمكنُ أن تقبل باستكمال الحوار في أية دولة من دول العُـدْوَان على الـيَـمَـن، أو رعايتها له، حيث أنه لا يُعقل أن نطمئن إلى أية مساعيَ للحل من قبل طرَف يسفك الدم الـيَـمَـني ويفرض على الـيَـمَـنيين حصاراً خانقاً ويدمر منازلهم ومؤسساتهم وكل ما له صلة ببُناهم التحتية”.

وقالت في بيان لها: إن من أهم أهداف العُـدْوَان هو عرقلة الحوار الذي كان منعقداً في موفمبيك حينها حتى ليلة العُـدْوَان تحت رعاية الأمم المتحدة التي لم يغادر مبعوثها الأمين العام إلى الـيَـمَـن جمال بن عمر إلا بعد العُـدْوَان بأيام، وهو ما أشار إليه بوضوح في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، حيث أكد أن الـيَـمَـنيين كانوا قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى حل سياسي قبل العُـدْوَان أو ما أسماه بالحملة العسكرية في 26 مارس 2015م.

واعتبرت الأحزاب أن المضامين التي وردت في إحاطة بن عمر لمجلس الأمن تعد وثيقة أممية رسمية تدين الرياض وحلفاءها، وتحمّلها المسؤولية الكاملة عن عرقلة الحوار الذي كان قد أصبح قريباً جداً من الحل.

وقالت في مؤتمرها الصحفي المنعقد الخميس: إن إحاطة بن عمر تنسف كُلّ المبررات الواهية التي استندت إليها دول العُـدْوَان الغاشم. معتبرة أن المستفيد من هذا العُـدْوَان وعدم الاستقرار السائد هو تنظيم القاعدة.

واعتبرت المكونات السياسية في بيانها تلك المضامين “وثيقة وطنية رسمية تدين الرياض وحلفاءها وتحملها المسئولية الكاملة عن عرقلة الحوار الذي كان قد أصبح قريباً جداً من الحل، كما تنسف كُلّ المبررات الواهية التي استندت إليها في عُـدْوَانها الغاشم”.

ورحبت تلك الأحزاب بأية جهود من قبل الأمم المتحدة تقف إلى جانب الحلول السلمية وتعمل على استمرار الحوار تحت رعاية الأمم المتحدة من النقطة التي توقف عندها.

وفي ما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان عن المؤتمر الصحفي للأحزاب والمكونات السياسية المشاركة في حوار موفنبيك

(حزب البعث العربي الاشتراكي- إتحاد القوى الشعبية – حزب الحق – حزب العدالة والبناء – أحزاب التحالف الوطني – منظمات المجتمع المدني- الحراك الجنوبي- أَنْصَـار الله)

 

وقفت الأحزابُ والمكوناتُ السياسية المشاركة في حوار موفمبيك أمام التطورات والمستجدات الراهنة في ظل استمرار العُـدْوَان السعودي الصهيو أمريكي الذي يتعرض له أبناء الشعب الـيَـمَـني منذ أكثر من 35 يوماً والذي أدى إلى استشهاد وجرح الآلاف من المواطنين جُلُّهم من النساء والأطفال، والذي استهدف المنازلَ والمنشآت الخدمية والمدنية والعسكرية والموانئ والمطارات والمصانع ومحطات الوقود والكهرباء والغاز وشبكات الاتصالات ولم يستثن المدارسَ والملاعب والبنوك والجسور والطرقات وكل ما له صلة بالبُنية التحتية للبلد، والذي فرض حصاراً خانقاً على كُلّ أبناء الشعب الـيَـمَـني على كُلّ المستويات ومنع وصول المواد الغذائية والمشتقات النفطية وكل مستلزمات الحياة في صورة من صور حرب الإبادة الشاملة على الـيَـمَـن والـيَـمَـنيين، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمبادئ الدولية والقيَم الإنسانية.

وفي هذا السياق فقد تابعت المكوناتُ السياسية باهتمام إحاطةَ السيد جمال بن عمر لمجلس الأمن، حيث وقفت أمام عدد من المضامين الإيجابية التي وردت فيها والتي تطابقت مع الواقع إلى حد كبير على الرغم من أنه كان بالإمكان تناول بعض النقاط بوضوح أكثر ودقة أكبر، واعتبرت تلك المضامين خاصة ما يتعلق منها بالحوار الذي أشرف عليه السيد جمال بن عمر على مدى شهرَين متتابعَين قبل شن العُـدْوَان، والذي أكَّد بخصوصه أن جهودَه كانت قد نجَحَت في تقريب وجهات نظر الفرقاء بشكل كبير، حيث تم التوافُقُ على معظم القضايا المطروحة على الطاولة، وأكد أن الـيَـمَـنيين كانوا قابَ قوسين أو أدنى من التوصل إلى حل سياسي قبل أن ينطلقَ العُـدْوَان الخارجي على أبناء الشعب الـيَـمَـن أو ما أسماه “بالحملة العسكرية” التي انطلقت في 26 من مارس – اعتبرت الأحزاب والمكونات تلك المضامين وثيقة أممية رسمية تدين الرياض وحلفاءها، وتحملها المسؤولية الكاملة عن عرقلة الحوار الذي كان قد أصبح قريباً جداً من الحل، كما تنسف كُلّ المبررات الواهية التي استندت إليها في عُـدْوَانها الغاشم، وتؤكد في المقابل ما يطرحه الـيَـمَـنيون من أن المستفيد من هذا العُـدْوَان أو ما أسمته بحالة الفوضى وعدم الاستقرار السائدة هو تنظيم القاعدة، وعليه فإننا:

  1. نؤكد أن لاحق لأية دولة أو جهة في العالم أن تنتهك سيادة الـيَـمَـن، ولا أن تعلن الحرب عليه تحت أي مبرر، كما تؤكد أن لأبناء الشعب الـيَـمَـني العظيم حقُّ الدفاع عن النفس والتصدي للعُـدْوَان بكل الوسائل والسبل الممكنة، وتشيدُ في هذا السياق بدعوات الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون لوقف هذا العُـدْوَان فوراً.
  2. نؤكد أن من أهم الأهداف للعُـدْوَان هو عرقلة الحوار الذي كان منعقداً في موفنبيك حينها حتى ليلة العُـدْوَان تحت رعاية الأمم المتحدة التي لم يغادر مبعوثُها الخاص إلى الـيَـمَـن إلا بعد العُـدْوَان بأيام، وهو ما أشار إليه بوُضُوح في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، حيث أكد أن الـيَـمَـنيين كانوا قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى حلٍّ سياسي قبل انطلاق ما أسماها بالحملة العسكرية في 26 من مارس، وعليه فإننا نرحّب بأية جهود من قبل الأمم المتحدة تقفُ إلى جانب الحلول السلمية وتعملُ على استئناف الحوار تحتَ رعاية الأمم المتحدة من النقطة التي توقف عندها، ونشيرُ هنا إلى تأكيد السيد جمال بن عمر في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن في “أن السبيل الوحيد لإعادة العملية السياسية إلى مسارها وتحقيق استقرار وسلم مستدامَين في الـيَـمَـن يمر بالضرورة عبر حوار يمني يمني يكونُ فيه الـيَـمَـنيون أسيادَ قرارهم بعيداً عن أية تدخلات أو إملاءات خارجية”.
  3. نؤكدُ على أن ما يسمى بمؤتمر الرياض لا يعني الـيَـمَـنيين وحوارَهم في شيء، وأنه لا يمكنُ أن نقبَلَ باستكمال الحوار في أية دولة من دول العُـدْوَان على الـيَـمَـن أو أن يكون تحت رعايتها، حيث أنه لا يُعقل أن نطمئن إلى أية مساعي للحل من قبل طرف يسفك الدم الـيَـمَـني ويفرض على الـيَـمَـنيين حصاراً خانقاً ويدمر منازلهم ومؤسساتهم وكل ما له صلة ببُنية البلد التحتية.
  4. نشكُرُ الجهودَ التي بذلتها الأمم المتحدة ونخص بالشكر السيد جمال بن عمر، حيث نشيد بدوره الإيجابي المحايد والمتميز طوال المرحلة الماضية.

30/4/2015

وعقب قراءة البيان الصحفي أجاب عضو المجلس السياسي لأَنْصَـار الله حمزة الحوثي على عدد من تساؤلات الصحفيين، مؤكداً أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يتم استئنافُ الحوار في دولة من دول العُـدْوَان التي تسفك الدم الـيَـمَـني إطلاقاً.

وقال: يجب علينا جَميعاً كقوى سياسية أن ندينَ العُـدْوَانَ السافر على الشعب الـيَـمَـني، ويجب أن يرفضَه الجميع وأن يتصدوا له. مؤكداً أن هذا العُـدْوَانَ لن يصبرَ عليه أبناء الشعب الـيَـمَـني طويلاً وكل الخيارات ستبقى مفتوحة في مواجهته.

وأضاف أنه لا يمكنُ بأي حال من الأحوال أن نربَط هذا العُـدْوَان بأية قضايا داخلية في البلد؛ لأن ما يحدث داخل الـيَـمَـن يخُصُّ الـيَـمَـنيين، وعلى الجميع استئناف الحوار بعيداً عن العُـدْوَان.

وأكد أن الشعبَ الـيَـمَـني سيمضي قُدماً في بناء الدولة المدنية العادلة والمستقلة في قرارها السياسي والتي ترفُضُ التدخلَ الخارجي بأي شكل من الأشكال.

من جهته أوضَحَ حسن زيد الأمين العام لحزب الحق أن الحوارَ يمكنُ أن يبدأ الآن بين القوى السياسية الـيَـمَـنية، ولا علاقة له بالعُـدْوَان، فالعُـدْوَانُ حاول أن يوقف الحوار.

وقال زيد: إذا أرادت القوى السياسية الموقّعة على اتفاق السلم والشراكة على استمرار الحوار من النقطة التي انتهينا إليها فنحن جاهزون، بصرف النظر توقف العُـدْوَان أم لم يتوقف.

ولفت إلى أن الأحزابَ والمكونات السياسية بذلت جُهوداً مضنية ليلاً ونهاراً حتى تم الوصولُ إلى موضوع المؤسسة الرئاسية وتمت مناقشة تفاصيلَ مهمة حولها، وكل ما يتعلق باتخاذ القرار ولم يتبقى سوى من يكون رئيساً لهذا المجلس.

وأشار إلى أن عبدربه منصور هادي وغيره جاؤوا بالتوافُق وليسوا طرَفاً في الحوار، وأن الحوارَ هو بين القوى السياسية التي وقَّعت على وثيقة السلم والشراكة والمنظمات التي حضرت كأعضاء مراقبين في لقاءات الحوار.

وأوضح أن ما يحدُثُ من صراع في المنطقة العربية هو استهدافٌ لمحور المقاومة ونحن في الـيَـمَـن نقاوم؛ لأن العُـدْوَان يستهدفُ الأمة من العراق إلى سوريا إلى الـيَـمَـن وإلى كُلّ الأقطار العربية.

وأشار إلى أن المتحاورين في موفمبيك توصلوا إلى توافُقات بنسبة 95% وإذا ما كان ثمة استئنافٌ لأي حوار قادم فهو تحت رعاية الأمم المتحدة، وأن يبدأ من النقطة التي توقَّف عندها الحوار نتيجة العُـدْوَان السعودي الأمريكي الغاشم على أبناء الشعب الـيَـمَـني، معتبراً أن أية مبادرة تطلقُ فهي لا تعبر عن وجهات نظر المكونات والقوى السياسية.

وأوضح ناصر النصيري عن التحالف الوطني أن ما قام به هادي من النزول إلى عدن وتصفية أبناء الجيش وسحلهم بالدبابات ومحاصَرة القوات الخاصَّة، وحشد الدواعش إلى الـيَـمَـن وأخذ أسلحة المعسكرات، وما يتعرض له البلدُ من قصف للمنشآت والمباني والمصانع والمستشفيات وسفك دماء المواطنين وتدمير المطارات والطرقات يعتبر خيانةً وطنيةً وخيانةً للأمانة ومخالفة للدستور الذي أقسم عليه.

واعتبر النصيري أن هادي يمثّلُ الأداة السعودية لتنفيذ المخطط العُـدْوَاني لتقسيم الـيَـمَـن، وأن العُـدْوَانَ السعودي الأمريكي لا يستهدفُ أَنْصَـارَ الله، وإنما يستهدف الشعبَ الـيَـمَـني بأكمله؛ لتمكين القاعدة من السيطرة على هذا البلد.

وقال: إن المعركةَ ليس معركة أَنْصَـار الله فقط، بل هي معركة الشعب الـيَـمَـني بأكمله، وعلينا أن نصطفَّ ونتكاتفَ ونبذلَ المال ونكافح أولئك الخونة الذي ذهبوا إلى الرياض.

معتبراً أن مَن ذهب إلى الرياض ليسوا يمنيين على الإطلاق، وعلينا أن نوحّد الشعب في هذا الاتجاه وأن نصمُدَ صمودَ الرجال، والنصر آتٍ.

من جهتها قالت حسيبة شريف الأمين العام المساعد لحزب العدالة والبناء: إن الحوارَ الداخليَّ هو حوار يمني يمني وهو ما تم الاتفاقُ حوله بين الأحزاب والمكونات السياسية في موفمبيك.

وقالت شريف “نحن لن ننتظر كمتحاورين لوقف العُـدْوَان الخارجي، نحن كأبناء الوطن الذي يعاني أشد المعاناة من العُـدْوَان الخارجي والرفض أيضاً من الداخل من خلال المناوشات والصراعات الداخلية التي الحوار أيضاً سيعمل على التخفيف منها وسيعمل أيضاً على إيقافها”.

وزادت بقولها: “نحن جَميعاً على سفينة واحدة، ولا بد أن نظل مع بعضنا البعض كيمنيين، سواء كنا في المحافظات الجنوبية أو في المحافظات الشمالية، وقصف العُـدْوَان الخارجي الآن ليس فقط على صنعاء أو على حزب من الأحزاب أو على مكون من المكونات، ويلاحظ أن قصف العُـدْوَان هو على الشعب الـيَـمَـني، وكما نشاهد أن من يقتل هو من النساء والأطفال وأيضاً الناس الفقراء والمساكين سواء على مستوى أمانة العاصمة أو على مستوى المحافظات، والمهم هو ما يجبُ علينا وهو أن نتكاتفَ وأن نتوحَّدَ وأن نوحد جهودنا جَميعاً؛ منْ أَجْلِ الحوار ومنْ أَجْلِ التوافق ومن أجل التعايش والقبول بالآخر”.