الخبر وما وراء الخبر

الواشنطن بوست تكشف عن هشاشه التحالف السعودي واطماع الامارات في جنوب اليمن

57

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن الواقع المرير الذي تعيشه المحافظات الجنوبية في ظل التواجد السعودي الاماراتي.

ونقلت الصحيفة في تقريرها حول الاحداث الاخيرة في عدن, عن دبلوماسيين امريكيين ويمنيين قولهم ان التحالف ضد اليمن قد زاد من حجم الكارثة في اليمن.

مشيرة الى أنّ الأحداث الأخيرة في مدينة عدن جنوبي اليمن كشفت عن هشاشة التحالف السعودي، وأبرزت أجندات كل من السعودية والإمارات.

وقالت الصحيفة، في تقرير، السبت، إنّ الصراع المتواصل في اليمن منذ ثلاث سنوات تحوّل من حرب لدعم حكومة معترف بها دولياً…، إلى حرب بين الحلفاء.

واعتبرت الصحيفة أنّ القتال الذي اندلع في مدينة عدن، على مدى الأسبوع الماضي، كشف عن الحدّ الذي وصلت إليه الحرب اليمنية، التي تحرّكها “مظالم تاريخية” أخرى، ما قد يسبّب “صعوبات خطيرة”، أمام التفاوض على إنهاء النزاع.

فعلى مدى أيام عدة، اشتبك الانفصاليون الجنوبيون مع “شركائهم” في القوات الموالية للفار عبد ربه منصور هادي، واستولوا لفترة قصيرة على عدن. وينتمي الجانبان إلى نفس التحالف بقيادة السعودية والإمارات، والذي يقاتل الحوثيين من اجل عادة هادي إلى السلطة.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنّ الاقتتال داخل التحالف يؤدي إلى تكثيف اليأس في أفقر دول الشرق الأوسط.

وقال جيرالد فايرستاين، السفير الأميركي السابق لدى اليمن، لـ”واشنطن بوست”، إنّ “القليل جداً تم تنفيذه لتحقيق الاستقرار في الوضع وإعادة العمل في الأمور. لقد أصبح الناس يشعرون بالإحباط بشكل متزايد هناك”.

ووسط هذه الانقسامات في التحالف، هناك “أسئلة حقيقية حول جدوى أو مصداقية حكومة هادي وما تمثّل بالضبط في حال الجلوس على الجانب الآخر من طاولة المفاوضات”، بحسب فايرستاين. وأضاف “هذا النوع من القضايا هو ما سيجعل إعادة بناء اليمن صعبة، ويعقّد الجهود الرامية إلى إحياء العملية السياسية في المدى القريب”.

وعن معارك عدن قال نيسان لونغلي ألي المحلل المتخصص بالشأن اليمني في “مجموعة الأزمات الدولية” لـ”واشنطن بوست”، إنّها “تبيّن كيف أنّ الحرب قد حطمت البلاد، وكسرتها، في ضوء الانقسامات التاريخية”.

وأضاف أنّ “خطاب حكومة هادي يحجب واقعاً محلياً معقداً، ويعيق الجهود المبذولة لتحقيق السلام”.

ولفت ألي إلى أنّ “الانفصاليين الجنوبيين هم على علاقة مع حكومة هادي الموالية للوحدة. الآن ما نراه هو أنّ الإمارات والسعودية تسارعان إلى البحث عن الخلافات بين الاثنين حتى تتمكّنا من الحفاظ، على الأقل في الوقت الذي تستمر فيه الحرب مع الحوثيين، على أسطورة أنّ هناك جبهة موحدة في ظل حكومة معترف بها دولياً”.

طموحات الإمارات

وفي عدن، يرى الكثير من السكان، بحسب الصحيفة، أنّ الوجود المتزايد لدولة الإمارات “يثير القلق”، ويخلق مخاوف من أن تتمكن من تحقيق مكاسب اقتصادية، من خلال محاولتها السيطرة على موانئ اليمن، خاصة عدن، التي تقع إلى جانب ممرات الشحن الرئيسية.

وعن ذلك، قال الصحافي اليمني حسن الجلال لـ”واشنطن بوست”، إنّ “الإمارات لديها طموحات في الجنوب، ومن أهم طموحاتها ميناء عدن”، مضيفاً أنّ “دعمها الحركة الجنوبية يُظهر هذا الطموح”.

في المقابل، قال هشام الغنام، الباحث السعودي في جامعة “إكستر”، لـ”واشنطن بوست”، أنّ “السلطات الموالية للتحالف تلقّت مليارات عدة من الدولارات كمساعدات.. متسائلا أين ذهبت الأموال؟”، مضيفاً أنّ “التحالف كان بحاجة لأن يضغط أكثر على الحكومة لتنفيذ وعودها للشعب”.