الخبر وما وراء الخبر

آل سعود فشل وجنون

113

بقلم /د. عبدالرحمن المختار

جاء عدوانُ نظام آل سعود على بلادنا تحت عنوان شرعية العميل المجرم هادي ومحارَبة المشروع الإيراني المتمثل في ما أسموه تمدُّد الحوثيين في اليمن، وهذه الذريعة ليست إلا شعارٌ كاذبٌ، فالعدوانُ جاء في حقيقة الأمر بسبب فشل المشروع السعودي في بلادنا، فمنذ عقود خلت وبلادنا ترزحُ تحت وصاية نظام آل سعود، وإرادةُ شعبنا واستقلال قراره السياسي رهنٌ بأيدي هذا النظام الرجعي المتخلّف، وكان لهذا العدوان خلال تلك العقود صورٌ متعددة، لعل أبرزها التدخل السافر في الشؤون الداخلية لبلادنا؛ لإبقاء الشعب اليمني في حالة فقر وبؤس وتبعية، وحرمان من موارده وخيراته، ومحارَبة أي مشروع نهضوي استقلالي تحرُّري ووأده في مهده.

ومؤخراً وعندما بدأت ملامحُ مشروع نهضة اليمن تتبلور، ومشروع نظام آل سعود يتساقط لم يتردد هذا النظام المجرم في تحريك أدواته في الداخل لارتكاب الجرائم الإرهابية في المساجد والتجمُّعات العامة للسكان المدنيين، والمستشفيات، وتجمُّعات القوات الأمنية والعسكرية وتفجير حافلات الطالبات، في أبشع جريمة ضد الطفولة، واستهداف تجمّعات الطلاب وذبح الجنود، ومنهم من كانوا يتلقون العلاج في أحد المستشفيات.

وإزاء هذه الجرائم الإرهابية تحرك الجيش اليمني المؤسسة الدستورية الوطنية مسنوداً باللجان الشعبية وكلّ الأحرار في بلادنا لوقف القوى التكفيرية عن العبث بأمن الوطن والمواطنين، وعقب ذلك أقدمت السعوديةُ على شن عدوان مباشر على بلادنا، وهو دليلٌ واضحٌ على أن أدواتها الإجرامية الإرهابية كانت قد انهارت، وأن وسائلَ دعمها التقليدية لم تعد مجديةً وبعد أن أدركت السعودية أن مصيرَ هذه الأدوات بات محتوماً، فتدخلت مباشرةً مستخدمة الطيران الحربي لإنقاذ القوى الإجرامية، والتركيز على فرض الحصار الجوي والبري والبحري، والقصف العشوائي لكل مقومات حياة الشعب اليمني، وتدمير البُنى التحتية، وقد ترتب على هذا العدوان السافر تدميرُ الآلاف المنازل على رؤوس ساكنيها وقتل الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير المستشفيات والمدارس والطرُق والجسور والمصانع ومخازن الغذاء والدواء ووسائل نقلها.

العدوان الهمجي السافر لم يكتفِ بالقتل المباشر للسكان المدنيين ودون تمييز، بل ذهب أبعدَ من ذلك إلى الحصار والتجويع وتدمير كُلّ ما له علاقةٌ بالإنسان وبقائه حياً والتسبب في حدوث مجاعة لأكثر من 80% من السكان المدنيين، وصولاً إلى القتل الجماعي لأبناء الشعب اليمني، وهو هدفٌ سعت إليه دولُ العدوان بقيادة السعودية، وفي انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وكل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية.

العدوان على شعبنا من جانب نظام آل سعود الإجرامي أبرز الوجهَ الحقيقيَّ لشعبنا اليمني الكريم الصامد المقاوم، وأبرز في ذات الوقت الوجهَ القبيح للدول التي تتبجّح باسم حقوق الإنسان، بينما الإنسانُ في بلادنا تعرض ولا يزال يتعرّضُ لجرائم إبادة جماعية أهدرت أسمى الحقوق الإنسانية وهو الحق في الحياة.

إن الجرائمَ التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها نظام آل سعود في بلادنا تعبر عن هزائمهم المتلاحقة في المنطقة، وستكون هزيمتهم نكراءَ بإذن الله في بلادنا، وعلى أيدي اليمنيين الأحرار من أبناء الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء.

فالشعبُ اليمني مصممٌ على استكمال ثورته، وتحقيق أهدافها واستكمال استحقاقاتها، وعلى رأسها التخلص وإلى الأبد من التبعية والوصايةِ، وسيكونُ استكمالُ أهداف ثورة شعبنا آخر مسمار يدق في نعش نظام آل سعود الإجرامي، فالشعب اليمني شعبٌ أبي صامد عصيٌّ على الانكسار وسيكون اليمن كما كان سابقاً مقبرة للغزاة ومحرقة لآلياتهم.

وما يدورُ من اشتباك مباشِرٍ بين الجيش واللجان الشعبية والقوات السعودية في عسير ونجران وجيزان ليؤكد بما لا يدَعُ مجالاً للشك أن أيام نظام آل سعود باتت معدودة، فجيشُهم الفرّار لم يجرؤ على مواجَهة شباب بلادنا في جبهات القتال، ولم يتمكن من استعادة المواقع التي فَرَّ منها، وفي مقابل ذلك فإن ما يرتكبُه نظامُ آل سعود من جرائم بحق المدنيين وتدمير الأحياء والمنشئات المدنية يعد تعبيراً بليغاً عن حالة الفشل والجنون التي يعيشُها هذا النظام المجرم وهو يلفُظُ أنفاسَه الأخيرة.