أسبوع الشهيد
بقلم /أمين عبدالوهاب الجنيد
سلام من الله عليكم أيها الشهداء لقد غادرتم المكان والزمان باكراً لتصنعوا للأمة تاريخاً يمحو زمن الزيف والظلال .فمنذ اللحظة الأولى لإطلاق قذيفة صرخة الحق في وجه المستكبرين . ومع ارتقاء أوّل شهيدٍ بدأت تتبلور مسيرة المعركة الكبرى والفتح العظيم .
للتتعرى بعدها كل الألسن والمذاهب والديانات مابين مجاهرٍ بالخصام أو مقاتلٍ في الميدان مستنفرين كل قواهم مع حزب الشيطان القادم من خلف البحار .
لقد دشنتم مرحلة انقشاع الباطل من منبته . فبانت مخالبُه ونجاسته تدب غازيا على أرض الأولياء .فهرولوا عبيد الشمس وقومية النجمة ومنظري السنبلة راكعين مهطعين على أعتاب أبواب أهل العبايات والسيوف المظلمة لمملكه العهر والنفاق ..راكعين وحاضنين للقرن البعيد . خداما للغرب ونعالً للمحتل القديم الجديد جمعوا الأحلاف في السماء ليسمعونا صوت نباحهم يرمونا بكتل حقدهم أطناناً من البارود والنيران .موعزين للدواب التحرك باسم الدين والصحابة وإيران يسقونهم كالقطيع وينتلعونهم كما يريد المخرج الكبي..
أيها الشهداء لقد توالت الأحداث بعدكم وانجلت كل المواقف إمّا حقا واضحا أو باطلاً محضاً . فلولا عظمتكم وتضحياتكم لكنا تحت رحمة الاحتلال وسطوة أبناء العهر من شذاذ الآفاق ولفيف الارتزاق ..ولأصبحت مدراسنا وجوامعنا ومنازلنا يسكنها أشباح تخفق عليها رايات سوداء..وانين يملأ الحارات والأزقة ..وعويل على أبواب المقابر ..وتعازي بلسان الصديق والقريب يضج بها أعلام الظلال والنفاق .
..أيها الشهداء .انتم وحدكم عبدتم الطريق ورسمتم معالمها فاستبان الصديق وفضحتم الشقيق .وأكبر من ذلك فضحتم أوصياء وأدعياء الإنسانية منظمات السحت والعويل.
لقد هرول الأنجاس من أهل الرجس والنفاق وكلاء عن أبناء القردة . حتى لقينا من شمسهم وجعاً ..ومن صعاليكهم نصبا . برغم ذلك رد الله كيدهم في نحورهم يتآكلون فيما بينهم كأنهم سباع ضارية..لتغرق الجنوب بمعارك الإخوة و بالجنجويد وأصحاب الرايات السود . خاضعين لأبناء نوادي العهر ومراقص الخليج .
وأما تعز تنعم بالسفاح المبيد ..لِتُدفن كرامتها تحت الأنقاض من حاميها . أهلها صرعى في كل واٍد . يستغيثون فيغاثون بقنابل الأخطاء يباع أثاثها وشبابيكها على أرصفة شوارع جمال والتحرير .شرعن السلب و الحرق والسحل والقتل فيها وأصبح منهاجا ورمزاً للصعاليك الذين ينسلون من كل حدبا وصوب .
يتقاسمون العمالة جهاراً . ويمتهنون الجريمة شرعن . فيظفر كل طليق بما أنجز من قتل وتهجير لصاحب الدار العريق ليكافئ بملاميم لا تسمن ولا تغني من جوع .مقدمين أنفسهم أضحية لشرعية هم أول من خرج عليها قبل أن توجهه قوى الظلال بمهنته الجديدة.
.فويلٌ لمن نهج هذا الطريق وسلك سبيل قيادات الارتزاق ابتداء من حمود .وغزوان . وجامل . ورزيق . والسفاح الكبير . حاملين لواء الحالمة فوق السواطير ” تقطر دماء” من جسد كل صديق . لتبقى موطنا للغرباء . يحتفى بالغازي ولو كان مقدمهُ كظلام الليل لكن هناك خلفه مشلح وعقال يمد رقبته من وسط البحار ليصنع حصاراً لشعبا كاد ان يمرغ أنفه لولا خسة أبناء أدعياء الكرامة التي يفوح من فمهم لحوم وجثث الشرفاء المغدورين والمختطفين . لتكون دماء الساكنين الآمنين لعنة ترصد جرم كل أفاك محتل عميل ..
سلام الله عليكم أيها العظماء سلام كل ما تعاقب الليل والنهار
الرحمة للشهداء
الشفاء للجرحي
الحرية للأسرى
النصر للمؤمنين