هذا ما يصوره المشهد الجنوبي بعد سقوط صنم “علي عبدالله صالح”؟… احتملات ودلالات
شنت السعودية عدواناً غاشماً ضمن التحالف العربي الاسلامي تحت عنوان عملية ما يسمى بـ “عاصفة الحزم” على اليمن في عشية 26مارس 2015 ، هي كانت الحرب الخاسرة والفاشلة مسبقة وظنها ستنتصر في ايام قليلة وهي معتمدة على الدعم العسكري واللوجيستي والسياسي الامريكي الغربي دون دراسة تاريخ اليمن ورجالها.
ان السعودية اوقعت نفسها و10 دول اسلامية وامريكا والغرب في مستنقع لا يمكن الخروج منها بماء الوجه الّا منكسي الرؤس وبالخزي والعار.
اليوم العار ختم على جبين من كان يدعي السلام والانسانية في العالم قبل عشية مارس 2015م، لكن صمود اليمن على مدى ثلاثة اعوام تمكن من كشف حقيقة مشروع الامم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية وغيرها من المنظمات التي تدعي انها انشأت من اجل السلام والانسانية.
المجازر التي ترتكب شبه يومي في اليمن بسبب العدوان والحصار لم تحرك ساكناً في المجتمع الدولي بل حركت الضمائر الاموال الخليجية وعلى رأسهم مملكة الرمال واللوبي الصهيو أمريكي. لكن الى اليوم نتيجة الحرب كانت سلبية بالنسبة للاطماع الخليجية الامريكية وعكس ما كان يتصورنه في 2015، وانشغل الظالمين بظلمهم، وما تعكسه الاوضاع الجنوبية اليوم هي نتيجة اعتماد الجنوبيين على ما يسمى التحالف للدفاع عن الشرعية.
المشهد الجنوبي يظهر لمتابعين الملف اليمني انه خنجر في خاصرة الشعب اليمني سواء في الجنوب او الشمال، التحالف يدعم الطرفين (ما يسمى بالشرعية والمجلس الانتقالي) بالسلاح والمال ومن جهة اخرى يصرح ببيانات ناعمة ومخالفة لما يجري في الساحة الجنوبية.
لم يكتفي التحالف بالسيطرة على الثروات في الجنوب من تهريب الغاز والنفط واحتلال الجزر اليمنية والموانئ وفتح سجون سرية لتعذيب من يخالفهم في الرأي والزج بأبنائها الى محرقة اليمن، حتى اقدم على زرع الفتنة لاشعال فتيل الحرب بين الجنوبيين والاخ يقدم على قتل اخيه.
وفي الحقيقة ما يحدث في الجنوب هو تكذيب لما كان يطرحه التحالف من ان المحافظات الجنوبية اصبحت آمنة بعد ادعائهم تحريرها من ما يسمونهم المليشيات الحوثية، ولكن هناك تساءل، ماذا قدم التحالف للجنوبيين الّا القتل والنهب وبث الفتنة وجعل ارضهم خصبة للعناصر التكفيرية؟ هل هذا ما كان يطالبه الشعب اليمني الجنوبي؟ ام كانت مطالباتهم بالقضية العادلة للوصول الى حقوقهم المدنية المشروعة؟ وهناك ثلاث احتمالات للمشهد الجنوبي، وهي:
الاول: الامارات استغلت وعي الجنوبيين للتنافس مع السعودية في اليمن، واثبات وجود الاماراتيين بعد سقوط ورقة عفاش.
الثاني: شراكة بين الاماراتيين والسعوديين للتفاوض مع انصارالله في الجولات القادمة.
الثالث: الامارات تريد ان تكون صاحبة القرار الاول في اليمن وبعيدة عن قرارات السعودية.
وفي الختام …
اذا تمكن “الانتقالي” المحسوب على الامارات من الإمساك بزمام السلطة في عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة يعني حجز مقعد على طاولة التفاوض، وتجلس أبو ظبي الى جوار السعودية التي تفاوض منذ 3سنوات خلال “شرعية” هادي المقبوض عليها في الرياض، لتثمير خارطة سيطرتها العسكرية على طاولة السياسة .