الخبر وما وراء الخبر

لماذا نحيي أسبوعاً للشهيد ؟

72

بقلم | أمة الملك الخاشب

يستعد غالبية الشعب اليمني الحر في كل المحافظات وفي كل المديريات والعزل لإحياء مناسبة أسبوع الشهيد الذي يبدأ من تاريخ 13 جماد الأول وحتى 20 منه ولا زلت أتذكر كم كان عدد شهدائنا قبل العدوان الغاشم على بلادنا حيث تضاعفوا اليوم أضعافا مضاعفة فوق الضعف –, ولا زال شهداؤنا إلى اليوم وحتى لحظة كتابة مقالي يرتقون بأرواحهم يوميا وكثير منهم شاركوا العام الماضي في أسبوع الشهيد وهذا العام أصبحوا في ركاب الشهداء فسلام ربي عليهم عدد الليل والنهار وعدد قطر الأمطار وعدد حبات الرمال

لهذه المناسبة خصوصية عميقة في كل القلوب الموجوعة لفراق أحبة لها ومنذ بدء هذا العدوان الغاشم على بلادنا وحتى يومنا هذا واليمنيون يقدمون قوافل الشهداء كل يوم من أزكى الرجال وأطهر الشباب الذين ينتمون لثرى هذه الأرض الطاهرة. أسر الشهداء هي من الأسر المكلومة بفراق ذويها ومن كانت تعتبرهم عزها في هذه الحياة وهي بلا شك تشعر بالألم والوجع والحزن لفراق أحبتها ولا غرابة في هذا فهذه هي الفطرة السليمة الطبيعية التي جبلنا الله نحن البشر عليها وهي المحبة لذوينا ولأبنائنا ولعشيرتنا والحزن لفراقهم .

ولكن أسر الشهداء هنا في يمن الإيمان جادت بأغلى ما لديها من فلذات الأكباد متغلبة على مشاعرها الطبيعية التي حولتها إلى مشاعر فرح وسرور ورضى لاستشعار أفرادها بأنهم قدموا قربانا ليرضوا الله تعالى وأيضا لإيمانهم أن شهيدهم حي يرزق ومرتاح في ضيافة الرحمن فهذا الشعور يخفف عليهم الكثير من وجع الفراق.

فلو نسأل أهالي الشهداء لسمعنا منهم أن نسبة كبيرة من شهدائنا تمنوا الشهادة وطلبوها وسعوا إليها وطلبوا من أمهاتهم أن يدعين لهم لينالوها .ولهذا تجد الأم تتذكر كلمات ولدها وهو يتمنى الشهادة فتهدأ نفسيتها وتقتنع .

لو فكر أحدنا فقط بالنزول لأمهات الشهداء وسؤالهن عن عالم الرؤيا والمنام ؟ وكم مرة زارها شهيدها في المنام وماذا قال لها ؟

سيجد إجابات عميقة محزنة ومبكية ومفرحة ومؤثرة وعجيبة فيها من قصص الرؤيا ما يستحق أن يؤلف فيها ليس كتباً فقط بل ومجلدات عما تراه أمهات الشهداء من رؤى مختلفة لأبنائهن وتجعل المتابع والقارئ يتأكد ويؤمن أن للشهادة فضلاً لا يضاهيه فضل ومكانة عظيمة تجعل من عرف حقها يتسابق لنيلها

أحب قطرة إلى الله

ما هي أحب قطرة إلى الله ؟؟

عن الإمام زين العابدين عليه السلام: “ما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين : قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها العبد إلا الله عز وجل“

فعندما نقول هنيئا لفلان الشهادة فهذه الكلمة ليست كلمة عابرة أو كلمة انشائية تقال عندما يصلنا خبر استشهاد أحد الشهداء أو عندما نعلق في مواقع التواصل على إحدى صور الشهداء ويعتبر البعض مجرد التعليق على ذلك المنشور كأنه تفضل منه ومنّة متناسياً أو متجاهلاً أن هذا الشهيد ما قدم روحه ودمه إلا لأجل أن يحيا بقية الشعب في العزة والكرامة المنشودة.

وكلمة هنيئا للشهيد هذا المقام تعني أن الشهداء فعلا في هناء آمنين من العذاب ومن الأهوال ويعيشون وضع خاص في كل شيء حتى في اليوم الصعب يوم الحشر لا يمسهم من هذا اليوم سوء لا تعب ، فهم الذين يمرون دون حساب! فهنيئاً لهم فعلا

ومن يتضايق من إحياء فعاليات أسبوع الشهيد وهو يعلم أن في قصصهم حياة للقلوب ومن قصصهم نستمد البطولة والتضحية والصمود والإيمان، ما عليه إلا مراجعة نفسه فلا تظلموا شهداءنا مرة أخرى فهم ظلموا وقتلوا ظلما ويأتي البعض ليعترضوا على هذه المناسبة بكل بساطة وهي المناسبة التي ينتظرها أهالي الشهداء بفارغ الصبر وهي أقل القليل نقدمه تجاه شهدائنا لكي نحافظ على آثارهم، ونحيي أفكارهم، فهم من قتلوا ظلماً وعدواناً لأجل كرامة الأمة جمعاء …ً أهذا جزاء الشهيد.؟ . أهذا هو جزاء تلك الدماء الطاهرة، أن يتنكر لها البعض ؟

فالأمة التي تنسى شهداءها العظماء لا تستحقهم.